رفض الناخبون الأيرلنديون الجمعة معاهدة لإصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي؛ مما يهدد خطط إصلاح مؤسسات الاتحاد ويحرج القادة السياسيين للبلاد. ورفضت معاهدة لشبونة بأغلبية 53.4% ذلك في البلد الأوروبي الوحيد الذي يطرحها للاستفتاء العام. وعلا تهليل رافضي المعاهدة لعدة دقائق مقاطعين مسئولا كان يتلو النتائج. ووصف رئيس الوزراء بريان كوين نتائج الاقتراع بأنها "مصدر خيبة أمل لزملائي في الحكومي ولي." "في نظام ديمقراطي تكون إرادة الشعب كما يعبر عنها في صندوق الاقتراع هي صاحبة السيادة. الحكومة تقبل وتحترم قرار الشعب الأيرلندي." وكانت المعاهدة محاولة لإحياء إصلاحات للاتحاد الأوروبي بعدما نسفها الناخبون الفرنسيون والهولنديون في 2005. وفي هذه، تجنبت كل الدول- عدا أيرلندا- إجراء إستفتاء عام. ويعني التصويت بالرفض أن بلدا يمثل أقل من واحد بالمئة من سكان الاتحاد الاوروبي- البالغ عددهم 490 مليون نسمة- يستطيع إفشال معاهدة أجرت الدول الأعضاء السبع والعشرون مفاوضات مضنية بشأنها. وحث جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية الأعضاء الست والعشرين الآخرين على مواصلة العمل من أجل إقرار المعاهدة. وأقر 14 بلدا المعاهدة بالفعل وهناك أربع دول أخرى توشك على ذلك. وتنطوي معاهدة لشبونة على إيجاد منصب رئيس طويل الأجل للمجلس الاوروبي لزعماء الاتحاد وتعزيز منصب المسئول عن السياسة الخارجية واتفاقية للدفاع المشترك. وأيرلندا مصنفة في استطلاعات الرأي كأحد أكثر دول الاتحاد المؤيدة لاوروبا، الا أن المعارضين يقولون ان المعاهدة تحد من نفوذ الدول الصغيرة، وتقوض الحياد التاريخي الذي تحرص عليه أيرلندا. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 53% وهو معدل جيد ينفي شبهة أن يكون إعراض الناخبين هو المسئول عن رفض تدبير يحظى بتأييد الاحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة في أيرلندا الى جانب جماعات المزارعين، ورجال الأعمال، وكثير من النقابات العمالية. وأظهرت نتائج فرز الأصوات ان المعارضة للمعاهدة تتركز في مناطق الطبقة العاملة، حيث يتشكك الناس في بروكسل وفي النخبة السياسية لبلدهم. وأيرلندا من قصص النجاح العظيمة في الاتحاد الاوروبي؛ فالبلد الذي كان يوما من أفقر دول غرب أوروبا هو الآن من أغنى دول العالم، لكن الاقتصاد بدأ يتباطأ وكثيرا من الناخبين تزعجه الهجرة الضخمة والتغير السريع. وقالت ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا انها ستواصل جهودها لاقرار المعاهدة. وعبر قادة أوروبيون اخرون عن الامل في أن تجد أيرلندا في نهاية الامر مخرجا لتوقيع المعاهدة. ويعتبر رفض المعاهدة- ولاسيما في ظل نسبة اقبال قوية- مفاجأة. وفي يوم الاقتراع كان وكلاء المراهنات يعطون أفضلية كبيرة للموافقة على المعاهدة. وهذه ليست المرة الأولى التي يتسبب الناخبون الأيرلنديون في صدمة للاتحاد الأوروبي؛ فقد كادوا يحطمون خطط التكتل للتوسع شرقا في عام 2001 برفضهم معاهدة "نيس"، لكن الحكومة أجرت استفتاء ثانيا أقرت فيه المعاهدة. وتقول الحكومة انها لا تفكر في إعادة الاستفتاء هذه المرة. (رويترز)