اختتم النجم المصري عادل إمام مساء الإثنين عروض مسرحيته "بودي جارد" في دمشق حيث أثارت ردود فعل متفاوتة من المشاهدين الذين جاء بعضهم من المناطق إلى العاصمة السورية لحضورها. وفرضت إجراءات أمنية مشددة على دخول الجمهور إلى دار الأوبرا في العروض الثلاثة للمسرحية التي بيعت تذاكرها بأسعار مرتفعة بالنسبة لدخل الفرد السوري تراوحت بين حوالى 45 إلى 400 دولار. ولم يسمح للحضور بإدخال أجهزة خلوية أو آلات تصوير أو غيرها كما منع مصورو وكالات الأنباء من الدخول لأن "عادل إمام اشترط عدم التصوير وقال إنه لن يجري أي أحاديث صحافية ولن يدلي بأي تصريح"على حد قول أحد المنظمين. وفي أفضل تعبير عن تفاعلهم مع العرض كان الكثير من الحضور يضحكون بشكل متواصل بينما بدا وجود عادل إمام لمن يرونه للمرة الأولى على المسرح سببا كافيا للبهجة والمتعة. وقال يوسف الصائغ وهو تاجر حلبي أتى إلى دمشق خصيصا لأحضر المسرحية إن حضور عادل إمام على المسرح أفضل من مشاهدة مسرحياته على التلفزيون فالممثلون أمامنا ونحن نلمس تفاعل الجمهور مباشرة ويمكن أن نرى مشاهد سيقطعونها في التلفزيون مثلا عندما يضحك الممثلون على ما يفعله عادل إمام". أما التاجر الدمشقي أبو صبحي فقد رأى هذه المسرحية عادية وليست مميزة مثل مسرحيات عادل إمام الأولى موضحا أنها لم تكن المرة الأولى التي يحضر فيها مسرحية لعادل إمام إذ سبق له كما يقول أن حضر "الزعيم" في مصر في 1994. وأضاف "أحسست أنه يكرر نفسه ويقوم بأشياء فعلها كثيرا في مسرحياته ويبدو أنه كبر في السن فحركته على المسرح كانت سابقا أخف وأظرف مؤكدا في الوقت نفسه "رغم ذلك أحب عادل إمام حتى لو كانت مسرحيته ليست مميزة فأنا سعيد لأني أحضرها". وتتدخل زوجته لتعلق قائلة "إن المسرحية ليس فيها موضوع والمشاهد والأحداث فيها غير مترابطة". وبينما يضحك الجمهور من أحد المشاهد في المسرحية لا تتغير ملامح وجه عائدة السورية المقيمة في الخارج وتقول "بصراحة لا أفهم كثيرا اللهجة المصرية ولا أفهم النكتة التي يضحك عليها الناس"معتبرة أن المسرحية طويلة جدا (أكثر من ثلاث ساعات ونصف)وتكرر نفسها والصوت فيها عال جدا ومزعج". وحضر العرض الأول الأحد نحو 800 شخص مع أن صالة الأوبرا تتسع ل1200 لكن العرضين التاليين كانا أفضل حالا. ويلعب عادل إمام في المسرحية دور رجل هامشي ساذج يصبح مركز الحدث عبر شخصية أدهم الجبالي السجين الذي امتدت فترة سجنه من سنة إلى 12 سنة بسبب محاولات هروبه المتكررة وهو"عاشق الحرية"كما يقول في المسرحية. ويصير مركز الاهتمام عندما يرسله سجين مدلل محكوم بقضية فساد عزت أبو عوف ليصبح حارسا شخصيا لزوجته. وتتحول المسرحية التي يخرجها رامي ابن عادل إمام وكتبها يوسف معطي وسمير خفاجي وتعرض منذ ثماني سنوات بشكل متواصل إلى محاضرة في الأخلاق في جزئها الأخير إذ يهدي أدهم مجموعة من الشباب الضال ليغنوا جميعا في الختام حب الحياة والوطن. ولم يول إمام أهمية لترابط الأحداث أو المشاهد على ما يبدو لكنه حافظ على مكونات الكوميديا التي دأب على تقديمها من إطلاقه الشتائم واستفزاز شخصيات أخرى وتعرضه للطائفية والأجواء المخابراتية. ورغم الإجراءات المشددة نجح عدد من الحضور في إدخال أجهزتهم الخلوية وما إن انتهى العرض الثاني حتى شرعوا في محاولة التقاط صور سريعة لعادل إمام وفرقته أثناء تحية الختام. لكن عددا من المسئولين عن التنظيم الذين بقوا واقفين في عدة أماكن خلال العرض يراقبون الصالة تدخلوا على الفور وصادروا بعض الأجهزة وسط احتجاج أصحابها. وأوضح أحد منظمي العرض أنه وقع إشكال في العرض الأول عندما حاول أحد الحضور التصوير عبر جهازه الخلوي وكاد العرض أن يتوقف وحذر عادل إمام بأنه سيفعل ذلك إن تكرر الأمر". وتحدثت الشركة المنظمة لعرض إمام عن مؤتمر صحافي له خلال العرض لكنه ألغي بدون ذكر أسباب واضحة واكتفى المنظمون بالقول إن الأمر حصل نزولا عن رغبة إمام. (د ب أ )