تراجع سعر النفط الاثنين بعد أكبر ارتفاع له في يوم واحد في تاريخ السوق الذي أدى إلي انقسام المحللين بشأن توقعات الأسعار. فقد خسر سعر الخام الأمريكي الخفيف لعقود يوليو/ تموز ببورصة نامكيس 1.64 دولار إلى 136.90 دولار، وطال التراجع خام القياس الأوربي ليهبط سعر مزيج برنت 2.09 دولار إلى 135.60 دولار. وعلي النقيض ارتفع متوسط أسعار سلة الخامات القياسية لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلي 126.11 دولار للبرميل من 118.77 دولار يوم الخميس. وكان سعر الخام الأمريكي قد ارتفاع 11 دولارا تقريبا الجمعة مسجلا مستوى قياسيا جديدا فوق 139 دولارا للبرميل لتبلغ ارتفاعاته في يومين 16 دولارا ومغيرا اتجاهه الهابط على مدى أسبوعين. ففي حين يرى العديد من المعلقين أن هناك مضاربات كبيرة علي أسعار النفط يقول أصحاب الاعتقاد بأن السعر سيواصل ارتفاعه إن العوامل الأساسية المتعلقة بالعرض والطلب ستظل مؤثرة في المستقبل المنظور. ويقولون إن العرض سيواجه صعوبة في الارتفاع والطلب سيظل مرتفعا مدفوعا بالدول النامية حتى وإن أدى ارتفاع الأسعار إلى الحد من الاستهلاك في الغرب وبخاصة في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. بينما لا يري وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حاجة لضخ المزيد من النفط في السوق، وقالت السعودية صاحبة أكبر طاقة إنتاجية غير مستغلة بين دول أوبك مرارا أنه ليس هناك تفسير يتعلق بالعرض والطلب لارتفاع أسعار النفط. وظهرت عمليات شراء مكثفة نتيجة لعدة عوامل منها توقع بنك مورجان ستانلي أن تصل أسعار النفط إلي 150 دولارا للبرميل بحلول عطلة 4 يوليو/ تموز فضلا عن انخفاض الدولار. وكان تراجع العملة الأمريكية عاملا رئيسيا وراء ارتفاع أسعار السلع خلال 2008 إذ تعتبر السلع والمواد الخام المقومة بالدولار أرخص بالنسبة للمشترين بعملات غير الدولار وتقدم للمستثمرين أداة تحوط ضد التضخم. وعلي صعيد العملة الخضراء، انخفض سعر الدولار الجمعة بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية أمريكية أكبر ارتفاع في معدل البطالة الأمريكية في 22 عاما مما حد من توقعات أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحاد سعر الفائدة. وعلى العكس أشار جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوربي إلى احتمال رفع الفائدة في منطقة اليورو مما دفع العملة الأوربية الموحدة إلى الارتفاع أمام الدولار (وكالات)