قال مسئولون جنوبيون السبت إن زعماء من شمال وجنوب السودان أعدوا "خريطة طريق" لتهدئة صراع بشأن منطقة أبيي وربما يلجأون إلى التحكيم الدولي من أجل التوصل إلى حل نهائي. وكانت أبيي نقطة نزاع رئيسة بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان منذ أن وقع الخصمان السابقان اتفاق سلام في عام 2005 أنهي عقدين من الحرب الأهلية التي اندلعت على أسس عرقية ودينية وإيديولوجية وزادت تعقيدا بسبب النفط. المتمردون يبدأون حربا على صعيد آخر قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان السبت إن متمردي "جيش الرب" الأوغنديين قتلوا 23 شخصا بينهم 14 جنديا سودانيا جنوبيا وبدأوا حربا.. مؤكدا أن جنوب السودان لن يكون المكان الذي يمكنهم شن الحرب من خلاله." وبدأت الغارة التي شنتها عناصر "جيش الرب" للمقاومة الأربعاء على قرية "نبانجا" إشارة على انهيار محادثات السلام مع الحكومة الأوغندية التي يستضيفها جنوب السودان منذ منتصف عام 2006. وكانت "نبانجا" مقرا لاجتماعات مؤقتة بين المسئولين الأوغنديين وجوزيف كوني الزعيم الهارب لجيش الرب للمقاومة الذي طلبت المحكمة الجنائية الدولية القبض عليه لتورطه في جرائم حرب. لكنه تقاعس عن الحضور في أبريل/نيسان لتوقيع اتفاق نهائي لإنهاء أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية في شمال أوغندا التي سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى وشرد أكثر من مليونين. وقال متحدث عسكري أوغندي الخميس إن بلاده وجمهورية الكونجو الديمقراطية والسودان سيشنون هجوما مشتركا ضد "جيش الرب" للمقاومة إذا لم يلتزم "كوني" بالمحادثات. وأوضح أن الاتفاق على الحاجة إلى عملية متعددة الجنسيات جرى التوصل إليه في اجتماع أمني إقليمي في كمبالا يوم الثلاثاء. وأضاف أن حكومة جمهورية الكونجو الديمقراطية ستقود هذه العملية بدعم من قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة متمركزة في شرق الكونجو..وتقول كمبالا إن الولاياتالمتحدة تعهدت بتقديم الدعم أيضا. ويعتقد الخبراء الأمنيون أن "كوني" يتنقل بين المعسكرات في غابة جارامبا في شمال شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى. ويقول عمال إغاثة إن قواته أغارات على قرى وخطفت مئات المدنيين في الدول الثلاث في الشهور الأخيرة. وتطالب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالقبض على كوني واثنين من مساعديه لمحاكمتهم في جرائم حرب بينها المذابح والاغتصاب وخطف أطفال لاستغلالهم جنسيا ولاستخدامهم كمقاتلين في تمردهم.