تعهدت قمة منظمة الزراعة والاغذية التابعة للامم المتحدة "الفاو" بخفض عدد الاشخاص الذين يعانون من الجوع الى النصف بحلول عام 2015 وسط تشكيك في قدرة المنظمة علي الوفاء بذلك. وأكدت المنظمة علي ضرورة التحرك بشكل عاجل بشأن الازمة الغذائية العالمية بعد مناقشات شاقة ادت الي تأخير صدور الاعلان الختامي. واحتوي الاعلان الختامي للقمة - التي استمرت 3 ايام في روما- علي وعودا بتقديم مساعدات قدرها 5.6 مليارات دولار، وخلافات حول الوقود الحيوي، كما اعربت الدول المشاركة عن قناعتها بان المجتمع الدولي بحاجة الي التحرك بشكل عاجل ومنسق لمحاربة الانعكاسات السلبية لارتفاع الاسعار الكبير علي افقر دول العالم وشعوبها. واشار الاعلان ايضا الى انه لا يجوز ان استخدام الغذاء كوسيلة ضغط اقتصادي وسياسي. واعتبرت منظمة "اوكسفام" البريطانية غير الحكومية ان القمة شكلت خطوة اولي مهمة لكنها غير كافية لمكافحة الازمة الغذائية العالمية. وقال المديرة التنفيذية للمنظمة باربرا ستوكينج، ان قادة اغنى دول العالم اقروا اهمية مساعدة الزراعة لكن الازمة العالمية بحاجة الي خطة واسعة النطاق لحل المشكلة، واضافت ان علي الدول القوية توفير مزيدا من الاموال لمعالجة آثار ازمة الغذاء علي المدي الطويل، فضلا عن اصلاح عميق لنظام التجارة العالمي. وعلي الجانب الآخر تعرض الاعلان للانتقاد حتى قبل صدوره من قبل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الذي قال انه "مخيب للامال"، كما اعادت الدول الاعضاء في الفاو "التذكير بنتائج" قمتي الاغذية في 1996 و2002 حول ضرورة "تحقيق الامن الغذائي" و"خفض عدد الاشخاص الذي يعانون من سوء التغذية بالنصف بحلول العام 2015 علي اقصي تقدير. واضاف الاعلان أن ثمة حاجة عاجلة لمساعدة الدول النامية والدول الناشئة لتعزيز قطاعها الزراعي وانتاجها الغذائي وزيادة الاستثمارات من مصادر خاصة وعامة. وصدر الاعلان بعد تاخير بسبب خلافات ابرزها تلك المتعلقة بالوقود الحيوي والحواجز التجارية، حيث تدافع البرزايل والولايات المتحدة بشكل خاص عن الوقود الحيوي - ووصفه بانه تحديات وفرص- الذي يتعرض لانتقادات من دول اخرى لانه يستحوذ علي اراض يجب ان تستخدم لانتاج المواد الغذائية. وقد خرج الخلاف الى العلن في الجلسة الختامية التي كانت عاصفة احيانا مع تاخرت المفاوضات بعدما عبرت ثلاث دول امركية لاتينية هي الارجنتين وفنزويلا وكوبا عن معارضتها. وبعد التوصل الى اتفاق حول الاعلان الختامي اعلن المدير العام لمنظمة الزراعة والاغذية التابعة للامم المتحدة جاك ضيوف ان قمة الفاو اتاحت جمع وعود بتقديم مساعدات تقدر باكثر من 5.6 مليارات دولار لمكافحة الجوع والفقر. وفي سياق متصل وعد البنك الافريقي للتنمية بتوفير مساعدة قدرها مليار دولار والبنك الدولي 2.1 مليار دولار والولايات المتحدة وفرنسا 5.1 مليار دولار لكل منهما علي 5 سنوات والبنك الاسلامي للتنمية تعهد بتقديم 5.1 مليار دولار. ومن بين المساهمين كذلك بريطانيا التي تعهدت ب590 مليون دولار، ونيوزيلندا ب5.7 ملايين دولار والكويت 100 مليون واليابان 150 مليونا وفنزويلا 100 مليون واسبانيا 773 مليونا، وبرنامج الطوارئ في الاممالمتحدة 100 مليون. ويعاني حوالى 850 مليون شخص من سوء التغذية في العالم وقد وضعت الازمة الحالية حوالى 100 مليون شخص اضافي في حالة الخطر. (ا ف ب)