أكد الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان أن الحكومة ملتزمة بتوفير التمويل اللازم لضمان استمرارية ونجاح تطبيق النظام الصحى الاجتماعى الجديد والذى سيطبق على جميع المواطنين بحلول عام 2017 ...مشيرا أنه يتم حاليا الانتهاء من تنفيذ جميع المراحل والمتطلبات لبدء تطبيقه كتجربة استرشادية فى محافظة السويس كأول محافظة يطبق فيها النظام الجديد من بين محافظات مصر أوائل العام القادم 2009. وقال إن مجلس الوزراء قد خصص للمشروع مبلغ 20 مليون جنيه بخلاف مليون جنيه أخرى من موزانة الدولة على أن يتم تخصيص 300 مليون جنيه على مدى الثلاث سنوات القادمة لاستكمال احتياجات تطبيق النظام كافة بمحافظة السويس. النظام الصحى الجديد بمصر هذا وقد واصل المؤتمر الرابع لتطوير الخدمات الصحية أعماله الخميس بمدينة شرم الشيخ حيث استعرض وزير الصحة الرؤية المستقبلية لمنظومة الصحة فى مصر وحتى عام 2025 والتى تتركز على ستة محاور رئيسية ..المحور الأول بها هو تطبيق نظام تأمين صحى اجتماعى شامل على جميع المواطنين ، والثانى العمل على تخفيض معدل الزيادة السكانية ، المحور الثالث تطبيق معايير جودة دولية فى جميع أماكن مقدمى الخدمة الصحية ..مشيرا الى أن المحور الرابع هو ضمان استدامة تمويل النظام الصحى لمواجهة سرعة نمو النظم الصحية مقابل معدلات الناتج القومى حيث إن النظم الصحية تنمو بمعدل أسرع من معدلات الناتج القومى . وأضاف أن المحور الخامس هو شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتقديم خدمة متميزة للمواطن تضمن له عدم الاستغلال وتقوم الدولة بشراء الخدمات من القطاع الخاص ، أما المحور السادس فهو حماية المستهلك فى القطاع الصيدلى والغذائى باستمرار الإعلان عن جميع المخالفين حتى يتم مواجهة المنحرفين ...مشيرا أن مواجهة الأدوية المغشوشة أصعب من الأغذية غير السليمة وتقرر تعيين ألف صيدلى فى التفتيش الصيدلى وعمل برامج تدريبية لهم فى الداخل والخارج والتعاون مع مباحث التموين فى الكشف عن تداول الأدوية وحماية المستهلك وأوضح أن 50 % من السكان لديهم تأمين صحى حاليا وخلال الخمس سنوات القادمة سترتفع النسبة الى 70 % بحلول عام 2013 وبحلول عام 2017 سيتم تطبيق التأمين الصحى على جميع المواطنين. وأوضح الجبلى أن عملية التطوير تهدف الى تحقيق العدالة وإتاحة الخدمات وضمان استدامة التمويل وفصل التمويل عن الخدمة وتحقيق الجودة... مشيرا أنه تم تسليم مسودة قانون التأمين الصحى الاجتماعى الجديد الى المختصين. وأكد أهمية التعاون والشراكة مع القطاع الخاص لمواجهة احتياجات المواطنين من الخدمة الصحية وخاصة أنه بحلول عام 2020 متوقع أن يصل تعداد السكان ما بين 92 الى 95 مليون نسمة ، كما أن معدلات الفئة العمرية لاكثر من 65 سنة سترتفع بمعدل 6 % فى حين ان معدلات الزيادة العالمية لهذه الفئة تصل الى 3ر1 % وهذه الفئة تتعرض لأمراض الشيخوخة وتحتاج الى رعاية صحية أكثر ولذلك يجب وضع تصورات لمواجهة هذه المشكلات مستقبلا. وأوضح أنه تم تشكيل 80 الى 90 فرقة للتفتيش ومراقبة الجودة فى المنشآت الصحية طبقا لمعايير محددة تم وضعها وقامت بكتابة تقارير لنحو 100 مستشفى ومنشأة يتم تقييمها حاليا وتحديد ما يجب أن يتم اتخاذه لتطبيق معايير الجودة اللازمة فى هذه المنشآت. وأعلن أنه تم وضع تصورات لمواجهة المشكلات والأمراض التى تواجه القطاع الصحى مستقبلا ...مشيرا الى أن خريطة الامراض فى مصر قد تغيرت ففى الماضى كان 50 % من الأمراض معدية و40% من الامراض غير معدية و 10 % حوادث ....ونتيجة لما حققته السياسات الوقائية الناجحة خلال العقود الماضية انخفضت معدلات الإصابة بالأمراض المعدية كالبلهارسيا ، كما انخفضت معدلات وفيات الأطفال وتم القضاء على شلل الأطفال وأصبحت الأمراض غير المعدية مثل السكر والقلب والأورام والفشل الكلوى وغيرها تمثل المشكلة الأكبر ومتوقع خلال الخمسين عاما القادمة أن تتضاعف تكلفة علاج وتشخيص هذه الأمراض. كما أوضح أنه الى جانب التغير الذى حدث فى خريطة الأمراض إانه من المتوقع ارتفاع الزيادة السكانية مع ارتفاع متوسط العمر الى 85 سنة وإحداث تطور علمى وتكنولوجى فى وسائل العلاج والتشخيص وسوف ترتفع تكاليف وأسعار وسائل العلاج والتشخيص عشرات الأضعاف وذلك بعد خمسين عام قادمة. وأكد الجبلى أن حل هذه المشكلات يكمن فى الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض والكشف المبكر ووضع بروتوكولات صارمة للعلاج ...مشيرا الى أن الوزارة بدأت من خلال مشروع صحة المرأة بالكشف المبكر للسكر والضغط وسرطان الثدى عند السيدات وأضاف أنه سيتم التركيز خلال الفترة القادمة على توعية السيدات بالنظم الغذائية السلمية للوقاية من الإصابة بهذه الأمراض الى جانب الكشف المبكر لسرطان الثدى والذى يتم تنفيذه حاليا بالتعاون مع المعونة الأمريكية من خلال الوحدات المتنقلة التى تجوب محافظات مصر لتنفيذ هذا المشروع حيث سيتم عمل إحصائيات توضح نسب الإصابة بهذه الأمراض بين السيدات. وأعلن وزير الصحة أن التحدى الأكبر والأصعب هو تحقيق الإدارة السليمة للمستشفيات.... مؤكدا أن المشكلة ليست مشكلة تمويل وهناك العديد من المشكلات والأوضاع غير السليمة فى المستشفيات يمكن حلها اذا كانت هناك ادارة حازمة فى هذه المستشفيات ... مشيرا أن نظافة المستشفيات مثلا وارتباط العاملين بها واتباع القواعد الصحيحة فى التعامل مع التجهيزات والمعدات الطبية وغيرها من المخلفات لا تحتاج الى تمويل ولكنها تحتاج الى ادارة واعية وملتزمة تطبق القواعد الإدارية السليمة فى المنشأة . وأوضح أنه خلال جولاته المفاجئة التى قام بها فى محافظات مصر المختلفة أظهرت أن المدير الملتزم والعاملين بالمستشفى وهيئة التمريض قاموا بتحسين أوضاعها والحفاظ على نظافتها وتقديم مستوى عال من الخدمة للمرضى دون الحاجة الى تمويل .. مشيرا الى مستشفى مثل الجلاء التعليمى والتى يتم فيها نحو 22 الف عملية ولادة سنويا بالمجان نتيجة التزام الفريق الطبى بمواعيد العمل بالمستشفى وتقديم الخدمة الصحية السليمة للمرضى والتزام فريق التمريض أعطى نتائج ممتازة فى تقديم الخدمة للمترددات ورفع مستوى الأداء والتشغيل بها . وذكر الجبلى أنه تم إعداد استمارة استقصاء للرأى تم إرسالها لجميع مديرى المستشفيات وقاموا بإرسال أرائهم الى الوزارة وسيتم فى المرحلة المقبلة عمل عمليات للتطوير بناء على ما جاء من مقترحات صحيحة فى هذه الاستمارات ...مشيرا الى أنه من بين المشكلات مثلا نظام الشراء بالمستشفى حيث يتم فى أحيان كثيرة شراء أجهزة ومستلزمات غير مطابقة للمواصفات. وكان المؤتمر قد بدأ أعماله أمس بشرم الشيخ ويختتم أعماله الجمعة بمشاركة 350 طبيبا من قطاعات الصحة المختلفة ويعقد تحت شعار " نحو رعاية أفضل لمرضانا " ويناقش سبل تطوير الخدمات الصحية فى مصر . (ا ش ا)