يطوي لبنان بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية غداً أزمة مديدة تحولت «ميني حرب أهلية» بين 8 مايو و21 منه قبل أن يشكل «صلح الدوحة» قاطرة لحل، تشكل جلسة الأحد الرئاسية محطته الأولى. واكتمل في بيروت نصاب الاستعدادات اللوجستية والسياسية لاحتفالية انتخاب «فخامة الجنرال»، وسط حضور عربي ودولي مرموق، تواكبه مهرجانات شعبية، لا سيما في مسقط العماد سليمان في عمشيت. وتجاوزت بيروت عشية الانتخاب مطباً مفاجئاً بعد معلومات تحدثت عن ان رئيس البرلمان نبيه بري «لن يسمح للحكومة» بحضور جلسة الأحد لانها «غير شرعية»، وساهمت الاتصالات التي دخلت على خطها الديبلوماسية القطرية، في تذليل سريع لهذه العقدة المستجدة. وفي هذا الاطار، قالت مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ل «الراي» إن الرئيس بري عاود ارسال الدعوة للمشاركة في جلسة القاء رئيس الجمهورية المنتخب خطاب القسم، من دون جلسة الانتخاب التي تسبقها لعدم وجود عرف بأن تحضر الحكومة الانتخاب. وتقرر أن تجلس الحكومة في «مقاعدها» ومن حولها وفد اللجنة الوزارية العربية التي رعت الوصول إلى «إعلان الدوحة» وسائر الضيوف العرب والدوليين، وفي مقدمهم أمير قطر الذي سيلقي كلمة «تكريماً» للدور الذي لعبته بلاده في تحقيق الاتفاق بين اللبنانيين. وأكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عبر رسائل سلمها القائم بالأعمال في بيروت إلى رئيسي البرلمان والحكومة مواكبة بلاده لمراحل تنفيذ «اتفاق الدوحة»، أي المساهمة في تذليل أي عقد يمكن أن تعترض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كتوزيع الحقائب فيها، إضافة إلى بيانها الوزاري. وفي الوقت الذي تلقى «الرئيس» سليمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك هنأه بالاجماع المحلي والعربي والدولي عليه كمرشح توافقي، ومؤكدا وقوف مصر إلى جانب لبنان، كشف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف لمراسل «الراي» في القاهرة ان عمرو موسى الذي يحضر جلسة الانتخاب الأحد، سيتوجه الاثنين إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد والمسؤولين السوريين، ليناقش معهم الخطوات المقبلة حيال تنفيذ اتفاق الدوحة، إضافة إلى الأوضاع على الساحة العربية. وعشية انتخابه رئيساً للجمهورية، أعلن العماد سليمان «ان الملفات والمشكلات التي ينتظر اللبنانيون حلولاً لها كثيرة»، لافتا إلى «ان المرحلة المقبلة تفترض التعاون بين الجميع»، مشيراً إلى «ان التهدئة مطلوبة على كل المستويات خصوصا على مستوى التخاطب السياسي والإعلامي بما يزيل الكثير من العقبات من أمام انطلاق حكومة الوحدة الوطنية». وتمنى قائد الجيش أمام زواره «أن يكون الجميع استفادوا من الأخطاء التي حصلت واستخلصوا العبر». وفي أول موقف بارز لمسؤول في «حزب الله» من اتفاق الدوحة وما بعده، اعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم «ان اتفاق الدوحة يشكل إنجازا مهما للبنانيين جميعا، وهو محطة أساسية طوت المرحلة الصعبة والمعقدة التي استمرت أكثر من عام ونصف العام»، لافتا إلى «ان رئاسة الحكومة سيكون لها حل، وفي النهاية هناك خيارات لها وضع قانوني يجب أن نحترمه جميعا حتى لو كان البعض تعجبه أو لا تعجبه بعض التفاصيل»، ومشيراً إلى ان «لا مشكلة في تشكيلة الحكومة الجديدة إلا ولها حل إذا تعاطى الجميع بايجابية». ولفت أمس إعلان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي سيحضر جلسة الأحد، ان اتفاق الدوحة يسير «في الاتجاه الصحيح»، معتبراً في الوقت عينه انه «يبدو أنه لم تتم تسوية أي شيء في العمق، غير ان من الأفضل أن يكون هناك رئيس وتتشكل حكومة يمكن أن تعمل». وقال كوشنير في مؤتمر صحافي عقده في القدسالغربية: «ربما كان من الأفضل التوصل إلى هذا الاتفاق من دون سيطرة حزب الله على نصف بيروت لاسماع صوته».