في اطار الجهود المصرية للتوصل إلي تهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية قام اللواء عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية بزيارة إلي اسرائيل الأسبوع الماضي ليعرض علي المسئولين هناك المبادرة المصرية للتهدئة والتي قبلت بها الفصائل الفلسطينية.. وكان علي اسرائيل اتخاذ موقف ايجابي تجاه هذه المبادرة حتي يمكن دفع عملية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لأن مبادرة التهدئة تعتبر خطوة مهمة في طريق التوصل لاقرار السلام.. ولو كانت اسرائيل ترغب فعلا في انجاح مفاوضات السلام لردت بالايجاب علي هذه المبادرة ولكنها أبلغت اللواء سليمان بأن لديها شروطا للموافقة علي التهدئة تتمثل في اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ووقف تهريب الأسلحة. وهكذا نجد ان اسرائيل تزيد من مطالبها وشروطها كلما قدم الفلسطينيون مبادرة للتهدئة. اللواء سليمان وفي لقاءاته المنفصلة مع رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع باراك ووزيرة الخارجية لفني سمع موقفا اسرائيليا موحدا حول ضرورة أن يكون إحداث تقدم علي صعيد تبادل الأسري مع حماس جزءا من التسوية الأمنية وأبلغ أولمرت سليمان أيضا ان اسرائيل لن تقبل بالتهدئة بدون تحقيق ما يلي: وقف تسليح حماس وعدم تعزيز قوتها العسكرية .. ووقف تهريب السلاح عبر الأنفاق من رفح وحرية عمل الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية حتي اذا ساد الهدوء في القطاع. وبناء علي ما تقدم طلب سليمان الرجوع إلي حماس لابلاغها بتلك الشروط ووعد بتحديد موعد للعودة إلي اسرائيل مرة أخري لنقل ردود حماس للمسئولين الاسرائيليين.. وذكر أيمن طه المتحدث باسم حماس في غزة أن زيارة وفد حماس للقاهرة والتي كانت مقررة يوم الجمعة الماضي بدعوة من سليمان لاستكمال المحادثات وتسليم الرد الاسرائيلي علي عرض التهدئة تأجلت لعدة أيام بسبب القمة الثلاثية التي عقدت في شرم الشيخ بين بوش ومبارك وانشغال سليمان بحضورها والذي رأي تأجيل زيارته إلي ما بعد القمة ربما تطرأ مستجدات يمكن ابلاغ حماس بها ووضعها في صورة أي تطورات جديدة. ومن الواضح ان اسرائيل لا تريد الظهور كمن تهرول تجاه التهدئة رغم أنها بحاجة ماسة إليها، ومن هنا قال وزير الدفاع باراك لسليمان ان استمرار الأوضاع الحالية في غزة تقرب أقدام اسرائيل علي اجتياح واسع النطاق للقطاع وحذر من استخدام حماس للتهدئة لتعزيز قوتها عسكريا. الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية أكد ان بلاده تبذل جهودا حثيثة مع جهات اقليمية لحث حماس علي وقف اطلاق الصواريخ علي المدن الاسرائيلية، مضيفا ان اسرائيل تريد التوصل إلي وضع لا يدفع حماس إلي مجرد الموافقة علي وقف اطلاق النار بل لاستخدام نفوذها لدي المجموعات المقاومة الأخري في القطاع لكي تلتزم بالتهدئة، مشيرا في نفس الوقت إلي أن تحقيق الهدنة مع حماس لا يعني التفاوض معها لأن اسرائيل لا تتفاوض إلا مع السلطة الفلسطينية التي تعتبرها الجهة الشرعية الوحيدة الممثلة للشعب الفلسطيني. ويقول بعض المحللين السياسيين الفلسطينيين انه اذا برأت ساحة أولمرت من التهم المنسوبة إليه في قضايا الرشوة والفساد وبقي في رئاسة الوزراء فإنه لن يلجأ إلي التهدئة لأنها ستضعفه أمام المستعمرين اليهود في الداخل وكذلك أمام حركة حماس تحديدا في الخارج ولن تقتصر العمليات السيئة علي قطاع غزة فقط بل ستطال الضفة الغربية أيضا التي لم تسلم من قبل أيضا من عمليات هدم المنازل والاعتقالات والاغتيالات، ويري الناشط الفلسطيني حنا سنيوره ان الهدنة تخدم مصالح الفلسطينيين والاسرائيليين وقال ان ما نحتاج إليه هو الجلوس إلي مائدة المفاوضات بدلا من القتال وتعرض المدنيين للموت، وتري الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية ان الهدنة ستخلق مناخا ايجابيا يساهم في دفع مسيرة السلام إلي الأمام.