أشارت دراسة جديدة إلى أن الوفيات من سرطان البروستاتا تراجعت بشكل كبير في هذا العقد بعد أن استهلت النمسا برنامجا لإجراء اختبارات مجانية للكشف عن دلائل أورام البروستاتا وهو تحليل دم يعرف باسم " مستضد البروستاتا النوعي" أو "بي اس ايه" لكل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عاما. ووجد الباحثون أنه بعد أن بدأت ولاية تيرول برنامجا للفحص المجاني باختبار "بي اس ايه" ولعلاج سرطان البروستاتا في 1993 انخفض المعدل المتوقع للوفاة من سرطان البروستاتا بواقع 54 في المئة. وهذا مقارنة مع تراجع نسبته 29 في المئة في بقية النمسا حيث الفحص المجاني غير متاح. وهذه النتائج التي نشرت في دورية "بي جي يو انترناشيونال" "BJU International" تشير إلى أن إجراء اختبار "بي اس ايه" بشكل روتيني يمكن أن ينقذ حياة الرجال - وهو أمر ظل لفترة طويلة مسألة مفتوحة. ويقيس اختبار "بي اس ايه" كمية بروتين يطلق عليه المستضد "الانتيجن" الخاص بالبروستاتا في دم الرجل. ونظرا لأن أورام البروستاتا تؤدي إلى ارتفاع مستويات مستضدات البروستاتا في الدم فإن الفحص الروتيني باختبار "بي اس ايه" يمكن أن يكشف عن السرطان بشكل مبكر. لكن فحص "بي اس ايه" مازال مثيرا للجدل حيث لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت المزايا تفوق المخاطر. فسرطان البروستاتا ينمو بشكل بطيء جدا وربما يؤدي فحص "بي اس ايه" إلى علاج لأورام لن تصبح مهددة للحياة على الإطلاق ويمكن أن يؤدي العلاج إلى أعراض جانبية مثل سلس البول وضعف الانتصاب. وإضافة إلى ذلك فإن تركيزات المستضادات النوعية للبروستاتا يمكن أن تزيد لسبب آخر غير سرطان البروستاتا وان تأكيد سرطان البروستاتا يتطلب أخذ عينة من غدة البروستاتا وهي نفسها عملية يمكن أن يكون لها أضرار جانبية مثل العدوى أو النزف. لكن في الدراسة الحالية فالرصد المبكر من خلال فحص "بي اس ايه" على نطاق واسع يرجح أن يكون قوة دافعة وراء تراجع أكبر في معدلات الوفاة التي شهدتها ولاية تيرول كما يقول الباحثون. ووجدت الدراسة أنه في الفترة بين 1993 و2005 أجرى نحو 87 في المئة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عاما في تيرول اختبار "بي اس ايه" واحدا على الأقل كما تشير الدراسة. وهذا يمثل ارتفاعا عن نسبة 11 في المئة قبل بدء البرنامج المجاني. وبينما تراجعت معدلات الوفيات بسرطان البروستاتا عبر أنحاء النمسا خلال الفترة نفسها فإنها تراجعت سريعا في تيرول. وقال المشرف على فريق الباحثين الدكتور جورج بارتشه من جامعة انسبروك في بيان "قبل بدء البرنامج كانت معدلات الوفاة من سرطان البروستاتا مماثلة لتلك السائدة في بقية أنحاء البلاد". وأضاف "لكن عقب استهلال البرنامج بدأت معدلات الوفاة في تيرول في التراجع بمتوسط 7.3 في المئة سنويا وهو يمثل أكثر من ضعف نسبة 3.2 في المئة التي جرى رصدها في بقية أنحاء النمسا". لكن الباحثين يعترفون بأن الفحص الروتيني باختبار "بي اس ايه" مازال مثيرا للجدل. وبشكل عام يوصي الخبراء بأن يتحدث الرجال مع أطبائهم بشأن المزايا والمخاطر المحتملة لهم شخصيا من فحص "بي اس ايه". وتوصي جمعية السرطان الأمريكية الأطباء أن يعرضوا على معظم الرجال اختبار "بي اس ايه" (رويترز)