مصر ترفض أى مساعدات مشروطة

أكدت فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى أن ديون مصر لأمريكا لا ينبغى أن تزيد على ما تحصل عليه مصر من مساعدات على ما تدفعه من أقساط الديون المدينة بها للولايات المتحدة.
والديون المصرية لأمريكا تصل إلى 8ر4 مليار وأغلبها تعود إلى الفترة من 1978 وحتى 1983 حينما كان برنامج المساعدات كله قروض ولم يتحول إلى منحة بالكامل إلا عام 1983 .. مشيرة إلى أن مصر مازالت تدفع حتى اليوم الديون التى اشترت بها قمحا منذ 30 عاما.
وقالت إنها اتفقت مع الجانب الأمريكى على الإعداد لعدد من المحافل المهمة القادمة التى ستناقش أزمة الغذاء وأول هذه المحافل المنتدى الاقتصادى الذى سيعقد فى شرم الشيخ الأسبوع القادم وسيحضره الرئيس الأمريكى جورج بوش والذى سيتضمن جلسة مخصصة لمناقشة هذه الأزمة.
وأضافت أن الرئيس حسنى مبارك مهتم للغاية بهذا الأمر. موضحة أنه سيشارك فى قمة منظمة الأغذية والزراعة التى ستكون قمة استثنائية ستعقد فى مقر المنظمة بروما لبحث أزمة الغذاء.
وأوضحت أن قمة الاتحاد الإفريقى التى ستعقد فى يوليو فى شرم الشيخ ستبحث أيضا أزمة الغذاء وكيفية تعامل أفريقيا مع هذه الأزمة التى تعد القارة أكثر المتضررين منها.
وأشارت وزيرة التعاون الدولى إلى أن هذه القارة لديها إمكانيات واعدة للغاية لزيادة المساحات المزروعة نظرا لتوفر الأراضى الخصبة والمياه لكن ينقصها نقل التكنولوجيا وتكثيف الاستثمارات فى الزراعة.
ونوهت إلى أن مصر مصنفة ضمن البلاد المستوردة للغذاء كما أنها ثانى أكبر مستورد للقمح فى العالم.
وقالت فايزة أبوالنجا وزير التعاون الدولى إن التواجد المصرى فى هذا المنتدى كان فاعلا على مستويات عديدة من خلال مستوى الأعمال والمجتمع المدنى ومشاركة المرأة والشباب وشهد مناقشات للعديد من القضايا التى تهم العالم العربى ومن بينها قضايا العراق وفلسطين ولبنان .. بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية وأزمة الغذاء ووضع الجاليات العربية فى أمريكا.
وأضافت أن الدعم المادى ليس هو المطلوب حيث إن أنشطة المنتدى تقوم على جمع التبرعات وقالت إن ما يحتاجه القائمون على المنتدى هو المساعدة فى تحقيق أهدافه التى قالت إنها لا يمكن أن تنجح من طرف واحد ولذا كان حضور عدد من الوزراء العرب.
وأشارت إلى أن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء كان يرغب فى أن يحضر بنفسه إلا أن التوقيت لم يكن مناسبا له.
وأكدت أبوالنجا أهمية تفعيل اقتراح الأمين العام لجامعة الدول العربية بتجميع المنظمات العربية الأمريكية تحت مظلة مؤسسية واحدة .. مشيرة إلى ضرورة التنسيق لتحقيق ذلك خاصة وأن هذا هو المنتدى الثالث .. مما يتطلب أن يكون هناك خطة عملية للتقدم إلى الأمام وبحث كيفية تعزيز دور هذا التجمع فى التأثير على القرار الأمريكى وكيف يمكن أن تساعد الدول العربية فى هذا.
وأشارت وزيرة التعاون الدولى إلى تجربة الجاليات الهندية والصينية والإسبانية التى قامت على أكتافها نهضة بلادها .. موضحة أنه يتعين الإعداد من الآن وحتى انعقاد الدورة القادمة من المنتدى التمهيد للخطوات العملية ووضع إطار لما تم طرحه من أفكار وآلية للتنفيذ تفضى إلى الهدف.
واعتبرت تشكيل المنتدى مجلس لرؤساء المدن الأمريكية والعربية بمثابة خطوة مهمة لأنه سيفيد المدن على مستوى الإدارة المحلية.
وطالبت مصر الولايات المتحدة الأمريكية بتحقيق نوع من التوازن بين ما تدفعه من أقساط الديون وبين المساعدات الاقتصادية التى دعت القاهرة إلى تحويلها لوديعة.
وقالت وزيرة التعاون الدولى فى حديث لمراسل وكالة أبناء الشرق الأوسط فى واشنطن إن الإدارة الأمريكية لم تبت بعد فى طلب مصر بتحويل جزء من المساعدات الاقتصادية إلى وديعة دائمة والجزء الآخر إلى برامج فنية على الرغم من تفهم أغلب أعضاء الكونجرس للمقترحات المصرية.
وأجرت أبوالنجا التى شاركت فى فعاليات المنتدى الاقتصادى العربى الأمريكى الثالث الذى عقد فى العاصمة الأمريكية واشنطن على مدى ثلاثة أيام - لقاءات بالعديد من أعضاء الكونجرس من على مدى يومين وناقشت معهم العلاقات الثنائية وبرنامج المساعدات الاقتصادية والتصور الذى طرحته مصر وتم استعراض الوضع الاقتصادى الحالى ومعدلات النمو والتحدى الماثل فى أزمة الغذاء العالمى.
وقالت الوزيرة إن هذه القضية أدت إلى تقليص التوقعات الخاصة بمعدلات النمو حيث كان ينتظر أن تصل إلى 8 % بنهاية هذا العام.
وأعربت وزيرة التعاون الدولى التى غادرت العاصمة الأمريكية واشنطن - الجمعة - بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام عن أملها فى تحقيق نفس معدل النمو الذى تحقق العام الماضى والذى بلغ 2ر7 % بنهاية هذا العام دون تراجع .. معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة إنجاز كبير.
وأشارت إلى أنها لمست من أعضاء الكونجرس التقدير الكبير للدور الذى تضطلع به مصر لتحقيق السلام والتنسيق بين الأطراف الفلسطينية ودورها فى محاولة تسهيل عملية التوصل إلى انتخاب رئيس لبنانى ومكافحة الإرهاب.
وقالت أبوالنجا إن هناك رد فعل إيجابى من كافة أعضاء الكونجرس لتصور مصر بشأن المساعدات التى تهدف إلى خروجها التدريجى من برنامج المساعدات على مدى السنوات العشر المقبلة لتتحول العلاقة إلى علاقة تجارية استثمارية بدلا من المساعدات.
وأضافت أنها من جانبها أكدت أنه لا ينبغى أن يزيد ما تحصل عليه مصر من مساعدات على ما تدفعه من أقساط الديون المدينة بها للولايات المتحدة.
أقساط الديون
وتصل أقساط الديون التى تدفعها مصر للولايات المتحدة سنويا 350 مليون دولار ..بينما وصلت المساعدات الاقتصادية بعد تخفيضها هذا العام إلى 200 مليون دولار.
وأكدت أبوالنجا أن مصر من حيث المبدأ ترفض أى مشروطية على أى من المساعدات سواء كانت وديعة أو برامج وأشارت إلى أن مصر تريد وضع جزء من المساعدات حوالى 50 % فى شكل وديعة على أن تضع مصر مقابل كل دولار من هذه الوديعة جنيها من قبلها ليتم الإنفاق من عائدها على البرامج من صحة وتعليم وبحث علمى وتكنولوجى ونقل المعرفة وقالت إن التركيز فى هذه البرامج سينصب على الارتقاء بالبنية البشرية.
ونوهت أبوالنجا بفضل المساعدات الأمريكية فى إنجاز الكثير من التطور الذى شهدته البنية الأساسية فى مصر حيث مولت نحو 40 % من شبكة الكهرباء فى القاهرة بالإضافة إلى شبكة المجارى والصرف الصحى وشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية وقالت إن التركيز على تنمية القدرات البشرية المصرية مطلب مهم لتعزيز القدرة التنافسية للعمالة المصرية على الأقل على المستوى الإقليمى خاصة وأن الاستثمارات الخاصة أحيانا ما تستعين بعمالة خارجية لديها خبرات أكبر للعمل فى مشروعاتهم بمصر.
(أ ش أ)