يواجه أتباع الأديان الرئيسة مع تفاقم صعوباتهم المالية في ألمانيا الاحتمال المؤلم ببيع دور العبادة التابعة لهم أو تحويلها إلى استخدامات أخرى . وتوجد نحو 35 ألف كنيسة بروتستنتية وكاثوليكية في مدن و قرى ألمانيا التي لا تزال شديدة التدين و لوحظ أن أعداد المصلين الذين يرتادون هذه الكنائس تراجع بشكل مذهل. وليس الأمر مجرد نقص أعداد الذين يذهبون للصلاة في الكنائس ولكن الأمر أخطر من ذلك حيث إن أتزايد أعداد الذين يهجرون الكنائس يأتي تفادياً لدفع الضريبة للكنسية. وتتمتع الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في ألمانيا منذ مطلع القرن ال 19 بالحق الدستوري في فرض الضرائب وهي ميزة ساعدتها على أن تكون ثرية نسبيا. ولكن الآن و بعد نقص عائدات الضرائب فإن الكنائس تجد صعوبة شديدة في الإنفاق على مدارسها ودور رياض الأطفال التابعة لها وبرامجها الاجتماعية العديدة فضلا عن الإنفاق على العمل التبشيري في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتهدد الأزمة المالية العميقة أكبر طائفتين دينيتين في ألمانيا حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 30 % من الكنائس ربما يتعين بيعها لأغراض تجارية . وبينما كانت الكنيستان البروتستانتية و الكاثوليكية تفتخران في عام 1990 بأعضائهم البالغ عددهم 28 مليونا فإن الرقم اليوم يقل عن 22 مليونا حيث سجلت الكنيسة الكاثوليكية تراجع عدد أعضائها بأكثر من مليونين وانخفض عدد أعضاء الكنيسة البروتستانتية بأكثر من أربعة ملايين عضو. وتكافح إبراشية آخن وهي واحدة من أكبر إبراشيات ألمانيا لتغطية احتياجاتها وتم الاستغناء عن ثلث موظفي الإبراشية في خطة لتقليص العمالة تستهدف توفير 60 مليون يورو ( 93 مليون دولار). يذكر أن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية بعدد موظفيهما الذي يبلغ نحو 3ر1 مليون شخص هما أكبر صاحب عمل غير حكومي في ألمانيا لكنهما على غرار بعض الشركات الألمانية أصيبتا بالشلل بفعل ارتفاع النفقات الأمر الذي يضطرهما للتخلص من العاملين توفيرا للمال. وتمارس الكنائس الآن أنشطة ترفيهية وثقافية تجارية.بل إنه في مدينة بيلفيلد غرب ألمانيا جرى قبل ثلاث سنوات تحويل كنيسة مارتيني المشيدة عام 1897 إلى مطعم أطلق عليه اسم "الحظ والسعادة" وذلك على يد رجل الأعمال المحلي أخيم فيولكا. وكانت تلك أول مرة يتم تحويل كنيسة ألمانية كبيرة الحجم إلى مكان لتقديم الخمور والطعام. ومما لا شك فيه أنه ليس من السهل على إبراشية أن تتخلي عن كنيسة أثرية ولاسيما عندما تستخدم للأغراض التجارية. لكنها رياح الواقع المر اليوم التي تجعل مسئولي الكنيسة في غاية السعادة عندما يجدون مشتريا مناسبا مفضلين ذلك على رؤية الكنيسة وقد صارت أثرا بعد أن كانت عين. (د ب أ)