انتهي اجتماع دول الجوار العراقي الذي استضافتة العاصمة الكويتية الثلاثاء الماضي ورغم ان الاجتماع جاء ضمن حلقه الاجتماعات المخصصه للبحث في المجال الاقليمي للعراق عن حل للمشكلة العراقية وعلي راسها الامنية ودور دول الجوار سلبا او ايجابا في الامن العراقي. ورغم ان العراق من خلال رئيس وزراءة نوري المالكي طرح ما يريد من العالم والدول العربية علي وجهة الخصوص بدعم امريكي قوي هذه المرة الا انه لم يقدم اي مقابل لمطالبه هذه التي تدعمه فيها وبقوة هذه المره الادارة الامريكيه التي تتهيأ للرحيل من بيت القرار الامريكي( الابيض) في واشنطن. جاءت كوندليزا رايس قبل الاجتماعات بيوم الي بغداد وسط اجواء حرب طاحنة ضد مليشيا جيش المهدي في بغداد والعديد من المدن العراقيه خاصه الجنوبية وعبرت الوزيرة عن ارتياحها من التوجه الجديد للحكومة العراقية( وشجاعة) رئيسها المالكي في التصدي للمليشيات المسلحه. اجتماعات رايس كانت هذه المرة مع الجميع ممن شاركوا واختلفوا حول العملية السياسية والقرار الميداني العراقي ونقصد بذلك الوجوه التي قطعت بعضها البعض واحيانا قاتلت بعضها ايضا واتفقت الان تحت المظلة الامريكية و(التوجه) الجديد للحكومة العراقية ونعود الي المطالب العراقية الاخيرة في مؤتمر دول الجوار وعلي راسها الغاء الديون التي لهذه الدول علي العراق . واعادة التمثيل الدبلوماسي(العربي) الي بغداد ووقف تدفق المسلحين والعناصر الارهابية من الحدود الي العراق هذه المطالب الابرز والمعلنة من رئيس الوزراء العراقي والتي تساندة فيها وبقوه الولاياتالمتحدة التي بدات حمله للتاكيد الان علي( عروبه) العراق وعراقه تاريخه العربي قبل ان تصل بغداد. واثناء المؤتمر الصحفي مع الرئيس العراقي جلال طالباني ولا ننسي هنا المطالب الامريكيه للعرب بالتصدي للنفوذ الايراني( بالتواجد الدبلوماسي) في العاصمه العراقيه والمتابع لما يحدث الحمله الامريكيه لايجد الا انها ما هي الا محاوله امريكيه جديده لخلط الاوراق والتلاعب بالعرب والا فاين كانت الاداره الامريكيه من العرب عند غزوها للعراق وهل تذكرت الان ان العراق بلد عربي وان ايران تمرح وتحكم فيه منذ5 سنوات بعلمها وحول هذه النقطة لابد ان نذكر القارئ بالتساؤل عن الجديد الامريكي بالنسبه للعرب في العراق والحقيقة ان هناك اختلافا وخلافا الان بين الايرانيين والامريكيين حول الملف العراقي الاجندات اختلفت الان بعد ان كانت هناك توافقات وادركت الاداره الامريكيه انها لم تسلم العراق لايران فقط بل ان ايران تملك من القوه والقدره ما يهدد مصالحها ووجودها فيه وتحاول تدارك الامر لكن يبدو ان السيف سبق العذل فالعراق الديمقراطي الامريكي يحكم الان بعقليه المحاصصه الطائفية التفتيتة والعملية الديقراطية العشوائية افرزت ولاءات متعددة ابعد ما تكون عن الفكر الديمقراطي او الليبرالي بل هي اقرب ما تكون الي الفردية الجاهله البعيده عن اي ولاء فبعد وضع الاساس الامريكي المحاصصي للدوله بدات اثاره الخلاف الشيعي السني وتعذيبته من قبل العديد من الاطراف الاقليميه لارباك امريكا . وبدا الان سرطان الخلافات والحروب في الاوساط الشيعية والحقيقة ان ما يحدث في البصره والنجف وبغداد وغيرها ليس اقرارا لدوله القانون وسيادتها بل العكس هو في جوهرة صراع بين فصائل مسلحه احدها يرتدي الزي الرسمي ويشارك ويسيطر علي الاجهزه الامنيه والاخر يشارك في الحكومة ولا يسيطر علي الاجهزة الامنية ونحن نقول ذلك لاننا كنا من المتابعين لعملية بناء الدولة . والمؤسسات الامنية التي بنيت علي اسس خاطئه لا يمكن القبول بها في اي كيان وليس دول مثل العراق بحث اصبحت المؤسسات الامنيه افرع لمؤسسات امنيه اخري خاصه وان الكثير من القيادات الامنيه التي ادمجت في المؤسسه العراقيه تحت المظله الامريكيه تدربت لسنين في دوله تعتبرها الولاياتالمتحده معاديه لها بينما هي مشاركه فعليه وبقوه في حكم العراق واداره الفوضي الامريكيه الخلاقه ضد امريكا وعلي حساب دماء الابرياء من العراقيين الذين تحولوا الي وقود لحرب وساحه لها في آن واحد ولسنا هنا بصدد ذكر التفاصيل وهي كثيرة ومتناقضه لكنها تصب في ادامة العنف والدماء في العراق. ويكفي ان نشير الي مساله التيار الصدري ودوره في احداث العنف وما يقال عن وجود زعيمه في ايران وعودته منها اثناء الاحداث واغتيال السيد رياض النوري الرجل الثاني في التيار باسلوب معروف وسط النجف دون ان يتم ولن يتم الكشف عن الجهه التي اغتالته وكثيره هي التفاصيل الا انها تصب في اتجاه دفع الامور الي تفريخ الفتن والحروب بين ابناء التيار الواحد لتكون المحصله ان العراق ارض محروقه . وارض صراع تحرق العراقيين وتلتهمهم وتغرق الامريكان وتلهيهم وهو الحاصل الان ومرشح للتطبيق بين الفصائل الاخري المشاركه في العمليه السياسيه والتي تستعد للعوده اليها خاصه العرب السنه الذين بدات الاتهامات بينهم حول توزيع المناصب الحقائب والاتهامات التي وجهت وتوجه للحزب الاسلامي العراقي بتفرده بالسلطه وهو ما بعني امكانيه نشوب خلافات وتدخلات اخري تصب النار علي الزيت. وسط هذه الاجواء بدأ الكثير من الرموز السياسيه التي كانت محسوبة علي ايران بتوجية الاتهامات لها بدعمها للمليشيات خاصة جيش المهدي رغم ان جيش المهدي لم ينشأفي ايران او يتدرب فيها في محاوله لضرب عصفورين بحجر كما يقولون فهو للقضاء علي خصم عسكري واظهار للاخرين انهم يدينون ايران ايضا ورغم ان الادانه الاخيرة التي جاءت من موفق الربيعي( مستشار الامن القومي) لايران واتهامة لها بدعم المليشيات جاءت وفي سياق عام من العداء ضد جيش المهدي الا ان الامر المثير للاستهجان هو اين كان السيد الربيعي طوال هذه الفترة ولماذا لم يقل ذلك من قبل ام انها حسابات سياسيه واخري شخصيه بعد اختطافه والاعتداء عليه في الشعله اجمالا الامور هنا مرتبكه ومربكه والامر الذي لاخلاف عليه هو ان هناك خلافا تاريخيا بين التيارين( الصدري الحكيم) فجر ما يحدث وزاد منه اختلاف الاجندات والمصالح بين الاطراف الشيعيه في ظل توافق ايراني امريكي علي ضرب التيار الصدري لاسباب كثيره لايتسع الامر لذكرها ونقول منها رفضه للقيدرالية والقوانين النفطية الامريكية وغيرها وفي نهايه هذه النقطه نشير الي ما قاله احد المراقبين الصامتين هنا وهم كثر حيث قال ان نهايه الصدر بدات عندما اطلق تصريحه بانه علي استعداد لارسال مقاتلين الي جنوب لبنان لدعم حزب الله في حربه ضد اسرائيل ومنذ هذا اليوم بدات نهايته مرورا بتورطه في عمليات قتل وتهجير وحرق للمساجد من خلال احداث العنف الطائفي والتركيز اعلاميا علي دوره دون الاخرين فيما يحدث من جرائم. وسط هذه الاجواء والصراعات تطالب الادارة الامريكية الحكومية العراقية باعادة السفارات والسفراء العرب الي بغداد وهنا يطرح التساؤل هل عودة السفراء ستعيد التوازن المفقود في العراق وان عادوا فما هو تاثيرهم السياسي والاقتصادي والامني في مواجهة التغلغلات الامنية والمخابراتية لدول يهمها ابعاد العرب عن العراق ومن سيتولي تامين هؤلاء هل القوات الامريكية التي تحمي نفسها ام حراس الثورة الايرانية ام الاجهزة الامنية التي بحاجة الي اعادة صياغة وهيكلة واليست حكومة الائتلاف العراقي الموحد هي التي اشرفت وباشر اركانها المخطط المعروف لارهاب وطرد العرب وما هو مصير الدبلوماسيين العرب الذين اختطفوا ولم تظهر جثثهم حتي الان اليس من الاجدي ان تعلن الحكومة العراقية وبوضوح نتائج التحقيقات حولهم وان كانوا ماتوا اين جثثهم لقد كان من الادعي علي الحكومة العراقية ان تعلن وبوضوح تام مصير هؤلاء ومعاقبة من اختطفهم قبل المطالبه بعودة الدبلوماسيين ويكفي ان اشير للقارئ انه في العرف الدبلوماسي العالمي فان المباني الدبلوماسيه والقنصليه تضاء بالكهرباء مجانا طوال اليوم وتوفر لها كافة التسهيلات وهو من ابسط الاشياء ولا يحدث هنا بل العكس تماما هو الحاصل نعم المطلوب تواجد ولكن تواجد لتسهيل امور الجاليات العربية العالقة والمعذبة هنا في العراق والتي تعيش في العراق منذ عشرات السنين اما الحديث عن تمثيل كامل وشامل فهو يعني القاء هؤلاء الدبوماسيين في لعبة الحسابات والتفاوضات وتصفية الحسابات القديمة ولن يكون الخاسر سواهم واسرهم. اما بالنسبة لمسالة المسلحين وتمويل العمليات المسلحة من قبل دول الجوار فهو امر لابد من التاكيد عليه وكشفة للجميع وكما هو معروف فجميع الدول العربيه لديها علاقات طبيعية علي الاقل مع الولاياتالمتحدة وان حدث تسلل فهو تسلل من بعض العناصر التي لا تستطيع العمل في اراضي هذه الدول وبدون علم هذه الحكومات التي تعهدت بمنع التسلل وتعمل علي وقفة بل ان القوات الامريكيه نفسها اعترفت بتضاؤل هذا العدد وسياستها واضحة تجاة العراق ووحدة سيادتة الا ان الامر يوظف من قبل العديد من صقور الاداره العراقية الجديدة باتجاهات طائفية في اغلب الاحيان وتعمد من حين الي اخر الي شن هجوم ضد بعض الدول العربية لتعبئ الراي العام العراقي ضدها لاسباب كثيره تصب في خدمة مصالح اطراف اخري. بقيت نقطة اخيرة وهي مساله المطالبه العراقية باسقاط الديون العربية عنه لانه جاءت نتيجة لمغامرت النظام السابق كما قال رئيس الوزراء العراقي والحقيقة ان هذ المطلب فية شئ من الحق لان العراق عاني ويعاني الكثيرولكن في المقابل هناك من يقول بان العراق دوله غنية وليست بحاجة الي اسقاط الديون ورغم ان المواطن البسيط هنا يري ان ذلك امر لابد ان تقدمه الدول العربيه للعراق ولكن السؤال هل سيستفيد هذا المواطن من اسقاط الديون ان كان ذلك كذلك فلابد من اسقاط هذه الديون اما ان كان اسقاط هذه الديون سيصب في جيوب الفاسدين في الاجهزه المحسوبة علي العراقيين فلا ويكفي ان نشير هنا الي ان كم الفساد المالي والادراي الذي ظهر في العراق خلال السنوات الخمس الماضيه يعادل اضعاف هذه الديون وفقا للارقام الدولية الا ان ذلك لا يمنع دولا مثل الكويت ان تتنازل عن التعويضات المخصصة لها من العراق بسبب الغزو العراقي لها باعتبار ان العراق الان ليس هو العراق قبل10 سنوات وان الشعب العراقي سيجد في المبادره الكويتية امرا طيبا خاصة ان الكثيرين يرون ان ما حدث ويحدث في العراق الان بسبب الغزو العراقي في2 اغسطس1990