ينتعش سوق العقارات اللبناني بسبب طلب المغتربين في البلد الذي لا يزال يتمتع بمرونة اقتصادية رغم عدم الاستقرار السياسي وضعف اقبال مستثمري الخليج. وقال رجا مكارم المستشار العقاري مدير عام مؤسسة رامكو العقارية، علي هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العربي ان الاسعار في بيروت زادت 25% في الربع الاول من 2008، بعد زيادتها 30% في 2007. وتوقع مكارم، استمرار الارتفاع في أسعار العقارات الفارهة ومتوسطة المستوى، واضاف ان دخول اللبنانيين السوق مع احجام مستثمري الخليج عن الشراء حافظ على القوة الدافعة في السوق. وقال ان المشترين اللبنانيين خاصة المغتربين الذين يعملون في الخليج وفي الغرب يمثلون 90% من المشترين. وتراجعت الاستثمارات الخليجية في لبنان بسبب الازمة السياسية وكان تتراوح بين 30% و40% من السوق قبل اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في اوائل 2005 وهو ما اثار ازمة سياسية لا يزال لبنان يعيشها. لكن الازمة السياسية الطويلة وتحذير حكومات خليجية في الاونة الاخيرة لمواطنيها من السفر إلي لبنان ساهما في تراجع طلب المستثمرين الخليجيين الذين ضخوا مزيدا من الاموال الى الاردن وسوريا وتوسعوا في اسواق بلادهم. وكانت منطقة الخليج هدفا رئيسيا للحريري لاعادة اعمار وسط بيروت بعد الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، واسس الحريري شركة سوليدير العقارية لاعادة بناء وسط بيروت. وتبيع الشركة التي تملك اصولا قيمتها 8 مليارات دولار المساحات المبنية بالفعل بأسعار تتراوح بين 2و5 الاف دولار للمتر المربع مقارنة مع بين 1200 دولار و2000 دولار قبل اغتيال الحريري. وقال مكارم ان سوليدير باعت منذ اغتيال الحريري اراض تزيد مساحتها عن تلك التي باعتها منذ تاسيسها عام 1994. ودفعت مجموعة للمغتربين اللبنانيين مقرها فنزويلا 40 مليون دولار ثمنا لقطعة ارض في منطقة سوليدير بعد اسبوعين من اغتيال الحريري، واستثمرت المجموعة بين 200 مليون و500 مليون دولار في قطاع العقارات. (رويترز)