توفي ألبرت هوفمان الكيميائي السويسري مكتشف عقار الهلوسة (LSD) عن 102 عام. وقال اتحاد للدراسات النفسية على موقعه بالإنترنت إن هوفمان- الذي كان يدافع عن الجوانب العلاجية للعقار الذي وصفه "بابنه المشاغب"- توفي بأزمة قلبية الثلاثاء الموافق 29 ابريل 2008 في منزله بقرية "برج إم ليمنتال" بالقرب من "بال" بسويسرا. الأخ الأكبر العالم السويسري ألبرت هوفمان- الذي كانت شهرته باكتشافه عقار الهلوسة (ال.اس.دي) أو ثنائي أميد حامض الليسرجيك- ولد في "بادين" شمال سويسرا في 11 يناير/كانون الثاني عام 1906، وكان الأخ الاكبر لأربعة اطفال. وكان والده- الذي لم يلتحق بالتعليم الثانوي- صانعا لادوات بمصنع محلي. وكانت العائلة تقطن بمنزل بالايجار. وفي جامعة زيوريك، درس هوفمان الكيمياء، وكان اهتمامه الرئيسي ينصب في كيمياء النبات والحيوان، حيث أجري فيما بعد بحثا هاما في مركب كيميائي لمادة حيوانية شائعة تسمى "تشيتين"، والتي نال على اثرها درجة الدكتوراه؛ فقال هوفمان في مقدمة كتابه"أصبحت باحثا كيميائيا؛ لأنني رغبت في التبصر في البنية ولُب الشىء، ولأن عالم النبات أثار اهتمامي منذ صباي، اخترت التخصص في البحث في مقومات النباتات الطبية." ولهوفمان أكثر من 100 مقالة علمية، بالاضافة الى عدد من الكتب، بما فيها ال "ال.اس.دي.. طفلي المشاغب" LSD: My Problem Child، وكانت مناسبة بلوغه ميلاده المائه- في 11 يناير 2006- بؤرة التركيز لندوة عالمية عن ال "ال.اس.دي". الابن المشاغب هوفمان التحق بالقسم الكيميائي الدوائي لمعامل "ساندوز"- "نوفارتيز" الآن- في بال. وبدأ هوفمان دراسة نبات "العنصل" الدوائي والارجوت الفطري لتكون جزءا من برنامج لتنقية وتركيب المقومات الفعالة لاستخدامها في العقاقير. وبينما كان يقوم ببحث مشتقات "حامض الليسرجيك"، خلّق هوفمان ال(ال.اس.دي-25) في عام 1938، ووضع هذا المركب جانبا لمدة 5 سنوات؛ حتى 16 ابريل 1943، حيث قرر هوفمان ان ينظر الى مركبه ثانية؛ فبينما كان يعيد تركيب ال (ال.اس.دي)، امتص جسمه كمية صغيرة من المركب عن طريق اطراف اصابعه، وبهذا اكتشف- بطريق المصادفة- تأثير المركب القوي قبل ان يستقل دراجته للمنزل. وبعدها بثلاثة ايام، قام هوفمان بتناول 250 ميكروجرام من ال (ال.اس.دي) عن عمد، وقد تُبع هذا بسلسلة من التجارب الذاتية التي قام بها هوفمان وزملائه ليكتشف المزيد عن مركبه الجديد، وكان 22 ابريل لذاك العام هي المرة الاولى ليفصح هوفمان عن تلك التجارب في مقالاته؛ فقال "في طريق عودتي للمنزل بدأت حالتي تدخل في مراحل خطيرة. كل شيء في مجال رؤيتي بدأ في التمايل وأصبح مشوها". وفي عام 1963، حضر هوفمان مؤتمرا سنويا للاكاديمية العالمية للفنون والعلوم في استكهولم ليتحدث عن عقاره ال (ال.اس.دي)، والذي اطلق عليه "عقار من أجل الروح"، وقد شعر باحباط شديد بوقوف الرأي العالمي ضد اكتشافه، حيث قال "انه عقار ناجح على مدي 10 سنوات في التحليل النفسي"، كما أضاف ان هذا العقار يمكن ان يكون سلاحا خطيرا اذا اسىء استخدامه. ومن مقولاته الشهيرة "اعتقد انه في التطور البشري، لم يكن ابدا هناك ضرورة لتناول مادة ال (ال.اس.دي). انها مجرد وسيلة لتحولنا الى ما هو مفترض ان نكون فيه." وفي ديسمبر 2007، سمحت السلطات الطبية السويسرية لمعالج نفساني لاجراء تجارب العلاج النفسي مع مرضى يعانون من سرطان في مرحلة متأخرة، وأمراض فتاكة اخرى، وعلى الرغم من عدم بدءها الى الان؛ فإن تلك التجارب ستعرض اول دراسة للتأثيرات العلاجية لل (اس.ال.دي) علي البشر خلال 35 عاما، بينما ركزت الدراسات الاخرى على تأثيرات العقار على الوعي (الادراك) والجسد. كان من المنتظر ان يشترك هوفمان في الندوة العالمية للعقاقير المخدرة من 21-24 مارس 2008، ولكنه لم يستطع بسبب ظروفه الصحية، وتوفي اثر أزمة قلبية في 29 ابريل 2008 في منزله ببال بسويسرا. وكان هوفمان يرى انه بامكان أن يكون العقار مفيدا في تحليل كيفية عمل المخ على أمل أن يكون بالإمكان استخدامه في تحديد أمراض مثل الفصام وعلاجها.