لم يكن عالم الفن بعيدا عن الأفكار الغريبة لكن الغرابة وصلت الى حد أن حاولت مجموعة من سبعة ألمان من برلين مُصابين بالقمل توسيع حدود الغرابة بأن يعيشوا في متحف اسرائيلي لثلاثة أسابيع بينما القمل يرعى في رؤوسهم. قالت ميلانا جيتزين أديرام كبيرة أمناء متحف بات يام القريب من تل أبيب لرويترز "لم يعد الفن مجرد رسم على الجدران... الفن حياة والحياة فن." وأثار المعرض جدلا في بلد قد تحيي فيه الإشارة للقمل ذكريات الدعاية النازية التي وصفت اليهود بأنهم "طفيليات". لكن الفنانين يقولون ان الجدل لم يكن مقصودا. وقال الفنانون ان الموضوع الذى حدده المتحف يستهدف إزالة الحدود بين الفن والواقع. والأعمال التي تسعى لتوسيع حدود الفن حازت على اهتمام وسائل الإعلام واحتلت العناوين الرئيسية في السنوات الاخيرة منذ أن فاز الفنان البريطاني داميين هيرست بجائزة تيرنر لعرضه بقرة مخللة في عام 1995 ومنذ فوز كريس أوفيلي على متسابقين بعرضه روث أفيال في عام 1998. وفي بات يام قالت جيتزين أديرام انها أمضت أسابيع تبحث موضوع المعرض ولجأت الى فلاسفة مثل جاك دريدا والى العهد القديم. وتلقت مقترحات من أنحاء العالم تفوق عليها القمل. وقال الفنان فينسنت جرونفالد (23 عاما) "الفكرة هي أن نعيش في المتحف كضيوف وأن نستضيف في الوقت نفسه القمل في رؤوسنا." وكان جرونفالد يضع قلنسوة استحمام لمنع القمل من الانتشار. وقال الفنانون ان المعرض لم يقصد أصلا أن يقدم إشارة مستفزة للمحرقة وانما قصد إتاحة الفرصة لاستكشاف مفهوم الطفيلية مع الزائرين ومعرفة ان كان من الممكن "قبول" كلمة طفيلي في اسرائيل. قال ستيفان رويتر (27 عاما) "كنا ندرك أننا قد يساء فهمنا كألمان في اسرائيل لاننا ننكأ جراحا." واستطرد قائلا "الناس تسأل عن ذلك.. جاءت امرأة وشكرتنا لاننا قدمنا بيانا عظيما ضد الخطاب الفاشي للتاريخ الالماني." واعترفت المجموعة بأن الحياة بالقمل غير مريحة لكنهم قالوا ان الأمر يهون من أجل الفن. وأصروا على أن ما قاموا به ليس وسيلة للتحايل وقال أحد الفنانين المشاركين "نحن جادون... القمل جزء من الفن." وقال أحد الفنانين المشاركين "نحن جادون... القمل جزء من الفن". (رويترز)