أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط يمر بمتغيرات تفرض على الدول الإسلامية مزيدا من التعاون والتكاتف. وقال أبو الغيط - فى كلمته أمام المؤتمر الخامس لاتحاد البرلمانات الإسلامية الذى افتتح فى القاهرة الأربعاء ويعقد تحت رعاية الرئيس حسنى مبارك - إنه بدون توطيد أواصر التعاون بين شعوبنا الإسلامية لن تتمكن دولنا ومجتمعاتنا من مواجهة التحديات التى يفرضها القرن الحادى والعشرين. وأضاف أنه بدون البحث عن السبل الكفيلة بتعظيم التبادل التجارى والاقتصادى بين الأقطار الإسلامية والعمل على تفعيل وتطبيق التكامل بين هذه الاقتصاديات فلن تتمكن دولنا من المنافسة فى عالم تسيطر عليه التجمعات والتكتلات الاقتصادية الكبرى. وطالب كذلك بالتعاون والتكاتف لتطوير أنظمتنا التعليمية لنضمن للأجيال القادمة الاستفادة من التقدم التكنولوجى المذهل الذى نشهده فى عالمنا اليوم.. وحث الدول الإسلامية على توظيف امكاناتها ومواردها الطبيعية العملاقة لدفع عجلة التقدم والازدهار فى المجتمعات الإسلامية بما يحقق التنمية المستدامة فى هذه الدول. وقال أحمد أبو الغيط إنه إلى جانب تحديات الفقر والجهل والمرض التى تواجه العديد من دولنا الإسلامية فإن العديد من شعوبنا المسلمة فى مناطق مختلفة من العالم تتعرض لهجمة شرسة تسعى لطمس هويتها والعبث بمقدراتها ومقدساتها. ودلل وزير الخارجية على ذلك بحالة الشعب الفلسطينى الباسل الذى يتعرض لاحتلال يحرمه من أبسط حقوقه الإنسانية ويواجه الممارسات البغيضة للمحتل الإسرائيلى الذى يهدف لابتلاع أرضه وكسر عزيمته. وأشار إلى أن كل ذلك يأتى فى الوقت الذى يحجم فيه المجتمع الدولى عن اتخاذ موقف حاسم ضد ممارسات الاحتلال وتواصل دول عديدة على تحصين إسرائيل ومعاملتها وكأنها دولة فوق القانون الدولى دون الالتفات إلى الظلم التاريخى الذى تمارسه على الشعب الفلسطينى. وأضاف أبو الغيط أن مؤتمر اتحاد برلمانات الدول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامى ينعقد فى الوقت الذى تتصاعد فيه دعاوى مرفوضة من بعض الأصوات فى الغرب عن انتهاكات لحقوق الإنسان فى بعض بلداننا. وأوضح أن هذه الدعاوى تعكس ازدواجية المعايير لدى الغرب والتى طالما تحدثنا عنها وتحدث عنها الشرفاء فى الدول الغربية نفسها. وأكد أن هذه الازدواجية تتضح أكثر فى مخالفات حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجاليات الإسلامية فى الدول الغربية، وأن تقارير الأممالمتحدة التى تكشف عن استفحال ظاهرة كراهية الاسلام والتمييز ضد المسلمين تؤكد ازدواجية الغرب الذى نصب نفسه حكما وقاضيا على حقوق الانسان فى العالم. وشدد أبو الغيط مجددا على التزام مصر بتنفيذ برنامج العمل العشرى الصادر عن قمة مكة الاستثنائية الثالثة التى عقدت فى ديسمبر 2005 لتطوير عمل المنظمة وتعزيز العمل الإسلامى المشترك. وأكد حرص مصر التام على نجاح المؤتمر فى تحقيق ماتصبو إليه الشعوب الإسلامية من تقدم وازدهار، وكان أبو الغيط رحب فى بداية كلمته بالوفود المشاركة في المؤتمر الذى أكد أنه يمثل تجسيدا لحقيقة أن ديننا الإسلامى الحنيف وتعاليمه السمحة يحضنا على إعلاء مبادىء الديمقراطية والمساواة بين البشر وتعبيرا عن تعاليم رسولنا الكريم (ص).