يثير عمل فني للفنان الفلسطيني فوزي عمراني تساؤلات لدى مشاهديه عن تلك الوجوه التي لا تظهر في صوره وعن ذلك الجيش الذي تخيط ماكينة ضخمة شعارا له. وقال عبد الجعبة مدير مركز خليل السكاكيني الذي شهد افتتاح معرضا للوحات الزيتية للفنان عمراني من مواليد غزة والمقيم في المانيا ولم يحصل على تصريح دخول للاراضي الفلسطينية للمشاركة في افتتاح معرضه "يثير فينا صوت هذه المكانية الضخمة وهي تخيط شعار الجيش العربي تساؤلا عن اين هو هذا الجيش الذي يبدو انه موجود على هذه الماكينة فقط." وقال الفنان عمراني لرويترز عبر الهاتف "هذا العمل الفني ( الفيديوارت) وليد صدفة بينما كنت اسير في احدى الزقاق في عمان سمعت صوت ماكينة خيطة فدخلت الى المكان الذي به الصوت فاذاهو رجل يقف امام ماكينة ضخمة يوجد فيها خمس وعشرين مشبك تقوم بحياكة شعار الجيش العربي صورتها." ويعرض عمراني في معرضه الذي يغيب عنه ثلاثة انواع من الاعمال الفنية وهي التصوير الفوتوغرافي لصور شخصية التقطها لطلاب كلية الفنون في جامعة الاقصى في غزة حيث كان يدرس الفنون. وفيما يظهر وجه الطلاب في الصور المنفردة لا تظهر وجوه الطالبات بل ما يظهر فيها مؤخرة الرأس والوجه الى الامام وقال عمراني "هذا العمل هو وجه لوجه ولاترى وجوه النساء فيه لان هذا مرتبط بالواقع الذي يعيشه المجتمع." ومن بين الصور الصارخة في المعرض صورة لمرأة لا يظهر منها شيء مغطاة من اعلى رأسها حتى اسفل قديمها وكانها تلبس خيمة زرقاء والى جانبها بعض قطع الاثاث المغطاة لحمايتها من الغبار. وقال فريد معجري مدير المركز الثقافي الالماني الفرنسي في رام الله الذي ينظم هذا المعرض لرويترز "ربما ما اراده عمراني من عدم اظهار وجوه النساء ان اراد ان يعكس الواقع في غزة وانا اسافر هريا الى غزة ويمكن القول غياب للمرأة في الحياة العامة في غزة." وتبدو اللوحات الزيتة التي رسمها عمران صارخة تروي حكاية ما يجري في غزة من عنف وقتل وتدمير وقال الفنان التشكيلي الفلسطيني بشار الحروب الذي كان يتمعن في لوحة تبدو اجزاء من اجساد متناثرة مجتمعة معا" واضح جدا تؤثر عمراني بالواقع الذي كان يعيش فيه لقد عمل على نقل هذا الواقع وحوله الى لوحات فنية يمكن ان ترى فيها الاجساد المزقة والالوان الضارخة. (رويترز)