ربط عملات الخليج بالدولار يغذي التضخم

قال الشيخ خالد بن زايد ال نهيان رئيس مجلس ادارة مجموعة بن زايد، وعضو بالأسرة الحاكمة بامارة أبوظبي الثلاثاء ان ارتفاع التضخم هو أكبر تحد تواجهه دول الخليج العربية وان ربط العملات بالدولار الأمريكي المتراجع انما يصب الزيت على النار.
واضاف خلال مؤتمر في دبي ان الخليج يفتقر الى الادوات المناسبة في وقت تحارب الولايات المتحدة فيه التضخم.
واوضح الشيخ خالد وهو أيضا رئيس مجلس ادارة شركة تمويل ان التضخم يؤثر على نشاط شركته التي تركز بالأساس على قطاعي العقارات والبناء.
واشار الى أن الشركات تضطر الى زيادة الأسعار مع ارتفاع التكاليف قائلا ان أبرز شيء هو التراجع في المشاريع منخفضة الهامش.
لكنه يرى أن فك ربط العملة بالدولار لن يحل مشكلة التضخم مشيرا الى عوامل محلية مثل الايجارات باعتبارها المحركات الرئيسية.
ووفقا لمسح اجراه بنك "اتش.اس.بي.سي" الأسبوع الثانى من ابريل 2008 فان نحو ثلثي مسئولي الشركات الخليجية يرون ان ايقاع التضخم يؤثر سلبا على أعمالهم.
وتسارع التضخم في أنحاء الخليج أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم ملامسا ذروته في 27 عاما عندما سجل 8.7 % في السعودية وأعلى مستوى في 18 شهرا عندما بلغ 11.1 % في سلطنة عمان وقرب أعلى مستوياته على الاطلاق عند 13.7% في قطر.
كما بلغ معدل التضخم في الامارات العربية المتحدة ثاني أكبر اقتصاد عربي 9.3 % في 2006 ويتوقع بنك أبوظبي الوطني أن يكون قد تسارع عام 2007 الى أعلى مستوى في 20 عاما عند 10.9 %.
وأرجع خبراء اقتصاديون نمو التضخم الي ارتفاع فوائض دول الخليج النقدية وانخفاض قيمة عملاتها الوطنية المرتبطة بالدولار مع تراجع سعر صرف العملة الخضراء نحو أدني مستوياته علي الاطلاق الذي سجله خلال الاسبوع الثالث من مارس/ آذار 2008.
فبالرغم من استفادة دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين)من عائدات نفطية كبيرة غير مسبوقة بسبب الارتفاع القياسي في اسعار النفط، غير ان العائدات التي تم ضخها في اقتصادات دول مجلس التعاون- التي تحقق نسب نمو كبيرة تصل الي 20%- ادت إلى سيولة زائدة.
ويجبر ربط العملات بالدولار دول الخليج العربية المنتجة للنفط الى إقتفاء أثر تخفيضات الفائدة الامريكية بينما يفضي تراجع الدولار لمستويات قياسية منخفضة مقابل اليورو الى ارتفاع أسعار الواردات.
وأثارت تبعات الارتباط بالعملة الخضراء دعوات الى فك الارتباط بالدولار إقتداء بالكويت التي تخلت عن ارتباطها بالعملة الخضراء في مايو/ ايار2007 مما دفع عملتها لجني أكثر من جوله من المكاسب.
(رويترز)