تشهد الكتل الجليدية في جبال الالب التي تشكل الارشيف الاقدم للمناخ الاوروبي تقلصا محتما بسبب الاحتباس الحراري الذي طال قلب اكثرها ارتفاعا. وقالت عالمة الفيزياء في مختبر علم الجليد والفيزياء للبيئة دلفين سيس "منذ العام 1900 خسرت الكتلة الجليدية في هذا الموقع حوالى 110 امتار من سماكتها فتراجعت من 230 الى 120 مترا". وهذا التقلص متواصل منذ عشرين عاما بوتيرة 3 الى 4 امتار سنويا. اما حد الجرف الى طرف الكتل الجليدية الالبية فيبدي شرخا عريضا لتراجع مقدمة "بحر الجليد" من 370 مترا بين 1993 و2005 فيما تشير التوقعات الى تراجعه بين 600 و900 متر في السنوات العشرين المقبلة. اما كتلة "بوسون" المحاذية فخسرت 650 مترا في 25 عاما. غير ان الباحثين وضعوا للتو ايديهم على ظاهرة جديدة اكثر اثارة للمخاوف. فالكتل الثلجية الاكثر ارتفاعا التي حافظت على حجم مستقر بدات تظهر عواقب الحرارة في صميمها. ففي قبة "غوتيه" في كتلة مون بلان "انتقلت الحرارة من 11 درجة مئوية تحت الصفر على عمق 50 متر عام 1994 الى 9,5 درجات تحت الصفر عام 2005 اي بفارق من 1,5 درجة" بحسب فانسان. وبالتالي فقد تصل درجة حرارة الكتل الجليدية في اعماقها الى الصفر مع حلول 2100 ما سيؤدي الى خلل في ببنيتها. وصرح المدير المساعد للمختبر جيروم شابيلاز ان "الارشيف المخزن في الكتل الجليدية سيتعرض للتلف ولن يعود قابلا للاستخدام بعد 20 عاما" معلنا بذلك خسارة "ارث عالمي". ويراقب باحثو المختبر الذي يتخذ مقرا في غرونوبل (جنوب شرق) تطور هذه "المؤشرات المناخية" التي تشكلها الكتل الثلجية من القطبين الى جبال الالب والانديز او الهيمالايا. وقال الباحث ميشال لوغران أن التلوث بالكبريت تراجع في السنوات المنصرمة كما لاحظ ان احتراق الكتل العضوية مثل نار المدفأة مسؤول عن 50 الى 70% من التلوث بالكربون في اوروبا شتاء. واكد نادي الالب النمساوي ان الكتل تراجعت في النمسا بمعدل 222 مترا العام المنصرم. (أ ف ب)