منذ السنوات الأولى من عمره، كان بيل غيتس يملك تركيزا شديدا وذاكرة قوية. فقد قرأ الموسوعة بأكملها وهو في الثامنة من عمره. وفي مدرسة لايكسايد الثانوية استطاع غيتس أن يتفوق على جميع أقرانه في الرياضيات. وعندما كان في مدرسة لايكسايد فإن بيل غيتس وصديقه بال ألان قضيا الكثير من الوقت على جهاز (تيليتايب) موصول بجهاز كمبيوتر قديم، وكانت لغة البيسك هي المستخدمة هناك. كان غيتس وألان يحصلان على أجر مقابل تصليح وإعادة كتابة الشفرات (الأكواد) بلغة البيسك لبعض من الشركات خلال تلك السنوات، ومن خلال ذلك استطاع غيتس أن ينمي مهاراته التنافسية. قبل التخرج من الثانوية العامة، قال غيتس: ''سأصنع مليوني الأول عندما أكون في ال25 من العمر.'' ومن أجل التخرج من الثانوية، فإن والدة غيتس اضطرت أن تدفع 200 دولار من أجل تمويل استخدامات غيتس للكمبيوتر بصورة مكثفة. دخل غيتس جامعة هارفارد الشهيرة في العام 1973، أما صديقه ألان فقد أصبح طالبا في جامعة واشنطن ولكنه لم يكمل دراسته هناك. ثم رافق ألان زميله غيتس في بوسطن وعمل كمبرمج في شركة هوني ويل. عندما ترك ألان مدرسته الثانوية، فإنه كان ينوي أن ينشأ شركة، وعندما كان غيتس في هارفارد، فإنه كان يمضي ساعات طويلة متواصلة (تصل أحيانا إلى 36 ساعة) في مختبر الكمبيوتر بالجامعة، وكان يعتمد على المشروبات الغازية والمعجنات ليبقى صاحيا. وفي العام 1975 ترك غيتس جامعته قبل أن ينهيها وترك بوسطن مع صديقه الان. وفي العام 1975 أنشأ غيتس شراكة مع زميله ألان، وسميا الشركة الجديدة ''ميكروسوفت''. وكان الهدف من هذه الشركة هو تطوير لغات برمجة لألتير وبقية شركات الكمبيوتر. وافتتحا العمليات في مدينة سياتل بأميركا. في العام 1976 وقعت شركات عالمية كبرى عديدة اتفاقية تكفل لها حرية استعمال برنامج ميكروسوفت بيسك، وهو ما كفل دخلا عاليا لغيتس الذي استثمره في إنشاء ''أطفال الميكرو''، وهم الشباب ذوو الذكاء العالي الذين أرادوا أن ينضموا إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، شباب بعاطفة هائجة للكمبيوتر الذين سيبذلون آخر ما لديهم من قوة وطاقة من أجل توسيع رقعة التكنولوجيا. ويروى عن غيتس أنه أخذ وفي خلال الأعوام 1976- 1981 أخذ يومين اجازة في كل سنة. غيتس الذي ما يزال يعمل بجد وجهد، كون امبراطورية كبيرة في صناعة البرمجيات والبرمجيات الالكترونية، حتى يقال اليوم أن ظاهرة العولمة ساهم فيها وبإيجادها أكثر بكثير مما ساهمت في ذلك دول عظمى كالولايات المتحدة مثلا. لقد استطاع بيل غيتس على مدار سني حياته أن يستثمر عقله اقصى استثمار، محققا من ذلك ثروة ضخمة بلغت اكثر من مائة مليار دولار، وهي ثروة شخصية لم يسبقه أحد إلى تحقيقها، غير أن الجانب المعنوي من نجاحاته يبقى هو الأهم، إذ استطاع الرجل أن يقفز بصناعة البرمجيات قفزات هائلة، لم تكن لتتحقق لولا جهوده الشخصية، عدا عن ما مثلته تلك القفزات من فتوحات مهمة في مجال العلوم المختلفة، خصوصا العلوم الطبية التي استفادت كثيرا من هذا التقدم، لتساهم هي الأخرى في مد العون إلى الجنس الإنساني للتخفيف من معاناته وآلامه.