سؤالي موجه لك سيدتي الفاضلة.. لو امتلكت مبلغا كبيرا من المال، ما هو أول شيء ستفعلينه؟ لعل الجواب علي هذا السؤال لدي غالبية النساء سيكون بالذهاب إلي التسوق وشراء كل ما تريد من أشياء أساسية كانت أو ثانوية لا يهم ثمنه بل المهم أن تشبع رغبتها بالشراء والتسوق. فأغلب النساء في المجتمعات العربية يفضلن إنفاق ما تمتلكه أيديهن من نقود في التسوق، وقد يذهب البعض إلي حد الهوس والمبالغة في الإنفاق والشراء لحد يفوق الإمكانات المادية للزوج. فلماذا تنفق النساء الكثير علي الشراء والتسوق وما الذي يدفعها إلي ذلك، هل من أجل المتعة أم يبلغ مبلغ الهوس أم من أجل جعل الزوج مفلسا لدرجة لا تقوم له قائمة بعد ذلك خوفا من زوجة أخري تقاسمها الزوج والنقود؟ أم أن النساء من تلك الفئة المتسوقة يردن رفع شعار أنا أتسوق إذاً أنا موجودة . ليس إسرافاً أحياناً ولكن سوء اختيار: خلود قفيشة (24 عاما) متزوجة، تقول بأنها تحب التسوق جدا لدرجة أنه أصبح عادة لديها، ويعود السبب في ذلك إلي حبها لشراء كل ما هو جديد من ملابس وإكسسوارات، ورغم انشغالها ببيتها وولديها إلا أنها تجد الوقت الكافي للتسوق، وتنفي خلود فكرة أن تسوقها يشكل عبئا ماليا علي زوجها موضحة بأنها لا تشتري إلا الضروري الذي يلزمها رغم اعترافها بأنها في بعض الأحيان تشتري أشياء لا تستعملها علي الإطلاق من باب الاقتناء لا أكثر وهو من وجهة نظرها ليس إسرافا بل سوء اختيار. وتقتنع خلود بمقولة بأن الزوج إذا امتلأ جيبه يبدأ بالنظر إلي امرأة أخري غير زوجته، ومن هنا وجب علي الزوجة أن لا تدعه يحتفظ بالمال الزائد معه بل ما يكفيه، ورغم اعترافها بذلك إلا أنها لا تطبق هذا مع زوجها معللة ذلك بأنها تثق به. من جهة أخري يقول زوجها علي (27 عاما) بأن زوجته تعتبر مسرفة نوعا ما، ولديها ولع شديد بالتسوق فهي بالنسبة له تشتري الكثير من الأشياء غير الضرورية، ويعقب أحيانا تشكل تلك العادة لديه عبئا ماديا، ورغم عدم إخباري لها إلا أنها تشعر بذلك بعد اقتصارنا علي الأشياء الرئيسة في مصروف البيت، وما إن يتحسن الوضع المادي إلا وتعود لطلب المال من أجل التسوق وهكذا دواليك . وقد لا تشكل الأوضاع الاقتصادية مشكلة كبيرة لدي أغلب النساء العربيات إلا أن النساء في فلسطين وفي ظل الأوضاع السياسية الراهنة وما نتج عنها من وضع اقتصادي سييء نتيجة الحصار وانقطاع الرواتب، تعتبر الأغلبية منهن وخصوصا المتزوجات يعتمدن اعتمادا كليا علي الزوج نظرا لاعتباره مصدر الدخل الوحيد. لكن هل تستسلم النساء لذلك الوضع وتراعي الظروف المادية لزوجها العامل أو الموظف؟ فسيولوجيا المرأة تحب التسوق: وتقول الاخصائية الاجتماعية والنفسية د. فاطمة عيدة بأن فسيولوجية المرأة تلعب دورا مهما في طبيعتها، فالمرأة بصفتها الأنثوية التي تربو إلي الكمال والوصول إلي أعلي درجات الجمال والحفاظ علي الرشاقة والأناقة في زمن أصبح رمزا لتلك الحاجات وفي ظل الإعلانات البراقة التي تزين شاشات التلفاز حول مستحضر تجميل أو ثياب أو إكسسوارات، ناهيك عن مواسم التخفيضات التي تتبعها المحال التجارية أوائل الصيف وأوائل الشتاء علي ما تحتويه من بضاعة، ترغب المرأة بأن تحصل علي كل ما سبق ذكره من خلال شرائه ولا يتم هذا إلا من خلال التسوق بحرية والإطلاع علي كافة ما تحتويه المحال التجارية ولو استغرق ذلك البحث يوما بأكمله، وهنا نحن لا نتحدث عن كل النساء فإنصافاً للمرأة نتحدث عن بعض النساء وبعض الحالات وليس تعميماً علي الجميع. إنشغال الزوج قد يدفع المرأة للانتقام من جيبه: وعن الأسباب التي تدفع المرأة إلي كثرة التسوق وحبها له تري د. عيدة أن بعض الزوجات يذهبن إلي الأسواق غيظا لأزواجهن المشغولين عنهن فبالتالي يكون إقبال الكثيرات علي عملية الشراء ناتجا عن إهمال الزوج لزوجته وانشغاله الدائم عنها لفترات طويلة، لذا نجد البعض منهن كثيرا ما يذهبن إلي السوق رغبة في الشعور بامتلاك أشياء كثيرة،كما أن إهمال الزوج للمرأة يدفعها للبحث عن حل لتثأر من خلاله لشخصها وكرامتها، حيث تعمد للرد علي زوجها من خلال جيبه الخاص، معتبرة أن ماله عزيز عليه، فتقوم بصرفه بشراهة مبالغ فيها.وهناك البعض ممن يقمن بالتسوق كوسيلة للاحتفاظ بقلب الرجل، ففي حين أن الزوج بعد الزواج يشعر انه ليس مضطرا للإسراف بينما تشعر المرأة أن من اولوياتها الاستمرار في الإنفاق علي نفسها ومظهرها لتحافظ علي صورتها الجميلة في عين زوجها، ومن هنا نجد أن التسوق وسيلتها الوحيدة للاحتفاظ بقلب الرجل. ومن الملاحظ أن كثيرا من النساء يقضين أوقاتهن بحثا عن التسوق لقتل الفراغ الذي يجدنه من خلال الفرجة علي المحلات أو شراء أشياء ليست ضرورية، وأحيانا نجد البعض يشهر أسلحة الشراء بجنون في وجه الزوج، كنوع من لفت النظر. فبعض النساء يعتقدن أن لفت انتباه الزوج وجذبه نحوهن، لا يأتي إلا بتغيير المظهر والسلوك الشرائي اعتقادا منهن بان الرجل استقراره في جيبه، ولذا فإذا قامت المرأة " بهز" هذا الجيب فان الرجل بالتأكيد يبحث عن أسباب هذا الإنفاق الزائد وكثير من النساء يتصورن أن الشراء ببذخ يثير غيط الزوج واهتمامه بزوجته، التي تعاني من الوحدة والفراغ نتيجة إهماله لها بسبب أعماله أو ظروف حياته. تنظيف الجيوب لراحة القلوب: وتفيد د. عيدة من خلال عملها في مجال علم الاجتماع بأنها صادفت العديد من الحالات التي تقوم فيها النساء بالتسوق فقط من أجل زعزعة الوضع المادي للرجل و بتنظيف جيبه أولاً بأول من المال بسبب خوفهن من الزواج بأخري في حال تحسن وضعه المادي وبالتالي تقوم العديد من النساء بتصفير رصيد الزوج من اجل إبقائه علي الحديدة كما يقال والاحتفاظ به لوحدهن فقط. وتعود تلك الظاهرة بالكثير من الآثار السلبية علي العلاقة الزوجية بين الرجل والمراة حيث إن محاولة جذب انتباه الزوج المهموم بعمله إلي بيته وأسرته بالإسراف في الشراء ليست هي الحل، بل أنها قد تسبب مزيدا من المشاكل العائلية وقد تزيد الفجوة بين الزوجين وتجعل العلاقة بينهما بعيدة كل البعد عن المودة التي أمر بها الله سبحانه وتعالي لأنها تصبح علاقة مبنية علي الاستفزاز والانتقام بعد أن يدفع الزوج ضريبة انشغاله بجنون شراء زوجته المتهورة. فالتوازن في الحياة من أهم عوامل استمرارها بشكل طبيعي، دون حالات الاستفزاز العاطفي أو المادي، فالحياة لا تحتمل مثل نوعية هذه التصرفات والسلوكيات التي تلجأ إليها بعض النساء كنوع من لفت أنظار زوجها، فالكلمة الطيبة الرقيقة يمكن أن تجذبه إلي زوجته أكثر من خرق جيبه.