تمضي والدة الأسرى شادي وسامي ونايف محمد حسين الغوادرة من قرية بير الباشا بمحافظة جنين معظم ساعات ليلها ونهارها وهي تبكي فراق أبنائها الثلاثة الذين يصارع أحدهم الموت خلف قضبان السجن دون أن تتمكن من زيارته. يقول والد الأسرى الثلاثة: إن نجله شادي (21 عاماً) يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة على خلفية قيامه بشن هجوم مسلح استهدف مجموعة من الإسرائيليين في السادس والعشرين من حزيران العام 2003، في بلدة باقة الغربية داخل الخط الأخضر، وهو الهجوم الذي تبنته كتائب "شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين. وأضاف الأب: إن نجله شادي أصيب في ذلك اليوم بسبع رصاصات في أنحاء متفرقة من جسده بعد أن اشتبك مع عدد من رجال الأمن الإسرائيليين، وتمكن من الزحف مئات الأمتار رغم إصابته البليغة حتى وصل إلى منطقة قريبة من الخط الأخضر، وهناك تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال التي كانت تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة بحثاً عنه. وحسب الغوادرة، فإن سلطات الاحتلال نقلت نجله شادي الذي لم يتجاوز في حينه الخامسة عشرة من عمره إلى مستشفى سجن "الرملة"، حيث أمضى نحو عامين وأجريت له عدة عمليات جراحية تم خلالها استئصال أجزاء من معدته وكليتيه، ومن ثم نقل إلى قسم الأشبال في سجن "تلموند"، حيث أمضى نحو عام هناك باعتباره قاصراً، ليتم نقله بعد أن أكمل الثامنة عشرة من عمره إلى سجن "شطة". وأكد الأب أن الأنباء التي تتسرب من سجن "شطة" تؤكد ان الحالة الصحية لنجله شادي آخذة في التدهور وان حياته باتت مهددة بشكل جدي. وقال في حديث ل"الأيام": إنه وأفراد عائلته يشعرون بقلق شديد على حياة نجله الذي تمنع سلطات الاحتلال أفراد عائلته من زيارته بذريعة الأسباب الأمنية بمن فيهم والدته التي سبق وأبلغتها سلطات الاحتلال أنها ممنوعة من زيارته بحجة أن شقيقها يقضي حكماً بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال. وبيّن الغوادرة، أن سلطات الاحتلال سمحت لنجله الاصغر توفيق الذي لا يتجاوز من العمر عشر سنوات بزيارة شقيقه شادي الذي تركه ولم يكن أكمل الخمس سنوات من عمره.