يقدم الروائي المصري خيري عبد الجواد الذي توفي في يناير كانون الثانى2008 للقارى كتابه (نزهة المشتاق في حدائق الاوراق) كاشفا عن جانب من المصادر التي كونت ثقافته وكيف تشكلت شخصيته الروائية متأثرة أعمال فتنته بسحرها. وعبد الجواد، الذي استلهم الحكاية الشعبية في كثير من رواياته وقصصه، يكتب فصولا عن الجاحظ وكتابه (الحيوان) وسيرة بني هلال و(الشاهنامة) للشاعر الفارسي أبي قاسم الفردوسي والظاهر بيبرس وسيرة جلال الدين السيوطي وحكايات الشطار والعيارين في التراث العربي وطوق الحمامة لابن حزم الاندلسي وسيرة علي الزيبق وأسامة بن منقذ مؤلف كتاب (المنازل والديار) وغيرهم. ويقع الكتاب في 220 صفحة متوسطة القطع وصدر في القاهرة عن (دار العين للنشر) التي تنظم يوم السبت ندوة لمناقشة الكتاب بحضور نقاد وأدباء قاسموا عبد الجواد رحلته في الكتابة على مدى نحو 25 عاما أصدر خلالها نحو عشر مجموعات قصصية وروايات منها (كتاب التوهمات) و(العاشق والمعشوق) و(كيد النسا) و(يومية هروب). وقال الكاتب المصري شوقي عبد الحميد يحيى في مقدمة الكتاب ان عبد الجواد "كاتب حمل مشروعا محددا أخلص له من البداية يمكن تلخيصه في البحث عن الوجود.. لم تفارقه فكرة الموت في مسيرة أعماله." وكان عبد الجواد مفتونا بقصص (ألف ليلة وليلة) ويقول في أحد فصول الكتاب ان في مكتبته "كل طبعات الليالي النادرة" لكنه لم يرد أن يتم قراءتها كاملة "على الرغم من ادماني النظر فيها طوال الوقت." ويرجح أن يكون تفسير علاقته بكتاب (ألف ليلة وليلة) عائدا الى ما يروى عنها حيث " ان كل من أتم قراءته لا بد أن تحل عليه لعنة الموت" لكنه يصف هذه الرواية بأنها مجرد وهم نابع من انتهاء حكايات ألف ليلة بالعبارة الشهيرة "الى أن أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات فسبحان الحي الذي لا يموت صاحب الملك والملكوت". وفي فصل عنوانه (ابداعية القراءة وقراءة الابداع) يتناول عبد الجواد العلاقة بين القارئ والكاتب مشددا على أن القراءة المبدعة هي اضافة جديدة للنص واعادة الروح اليه بحيث ان بعض النصوص الابداعية لا تمنح نفسها للقارئ من أول مرة وتحتاج جهدا لا يقل عن جهد المؤلف نفسه. ويقول ان الكتب الجيدة تحيا في الزمن بعد موت مؤلفيها ضاربا المثل بأعمال راسخة في الابداع العالمي منها (عوليس) للايرلندي جيمس جويس و(البحث عن الزمن المفقود) للفرنسي مارسيل بروست و(موبي ديك) للامريكي هرمان ملفيل. ويضيف أن هؤلاء وغيرهم "من أصحاب الروايات العظيمة والتي خلدتهم بعد رحيلهم" كانوا في زمانهم منسيين في حين يوجد كتاب اخرون يجيدون التواصل مع القراء مثل الروائي المصري نجيب محفوظ. رويترز