سحبت العروس الصينية البساط من تحت أقدام عروسة المولد المصرية، واختفت الأخيرة في “ظروف غامضة” بعد عقود من الزمان، تحولت خلالها تلك العروس المصنوعة من الحلوى إلى واحدة من ابرز ملامح الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر. ولعبت تحذيرات الأطباء في مصر طوال السنوات الأخيرة، دورا كبيرا في إحجام المصريين عن شراء العروس التقليدية، التي كانت تصنع من السكر، خاصة في ظل المخاوف من عملية صناعتها وتأثير الأصباغ التي كانت تزين بها على صحة الأطفال. وعلى رغم تأكيدات كثير من الباحثين بأن أول ظهور لتلك العروس كان في العصر الفاطمي، إلا أنهم يجمعون في الوقت ذاته على كونها ابتكارا مصريا خالصا، يستمد فكرته من تقاليد فرعونية قديمة. وتخصصت العديد من الورش المصرية في صناعة عروس المولد، بداية من صناعة القوالب الخشبية الخاصة بالعروس، وليس انتهاء بصب السكر المعقود في تلك القوالب لتأخذ العروس شكلها التقليدي المعروف، قبل أن يتم تجميلها بالألوان. ولا تختلف صناعة الحصان كثيرا عن صناعة عروس المولد، حيث كانت القوالب الخشبية للعروس تربط مع بعضها بعضاً بعد صب السكر المعقود عليها، بخيط من الكتان وتغمر بالماء حتى يتخلل جميع مسامها فلا يلتصق بها السكر، قبل أن يتم نقل القوالب بعد عملية النقع على لوح من الزنك وترص وطرفها المفتوح المفرغ لأعلى حيث يتم وضع مقدار معين من السكر، يتناسب مع مقدار معين من الماء في إناء نحاسي كبير على الموقد، وإضافة قطعة من الخميرة تتناسب مع كمية السكر المعقود، يضاف إليها ملح الليمون أو “عرق الحلاوة” ثم تضرب جيدا حتى يتحول لونها إلى الأبيض، باستخدام يد خشبية، قبل أن تترك لمدة عشر دقائق حتى يتجمد السكر. وتعد مرحلة تزيين عروسة المولد هي المرحلة الأخيرة، بعد فك السكر المعقود من قوالبه، لترتدي العروس فستانها الأبيض وتوضع لها المساحيق والمراوح والورود التي كانت تزين جيدها فيتلقفها الأطفال حتى إذا انتهى الاحتفال سارعوا بالتهامها،ولسان حالهم يقول: “إنها حلاوة مولد النبي”.