إذا كنت «عبيطة» فالزواج مضمون لك إن شاء الله، وهذا ليس رأيي بل رأي دراسة أجريت على عدد من الرجال، وبثتها إحدى القنوات الفضائية المعروفة.. وتؤكد هذه الدراسة ان الرجال يفضلون الزواج بالمرأة الجميلة «العبيطة» على الزواج بالمرأة الذكية محدودة الجمال.. بل يفضلون «العبيطة» بالمطلق على المرأة شديدة الذكاء. فإذا كنت ذكية فعليك أن تتفاني أمام الرجل لتحظي بعريس يشعر أمامك برجولته وذكائه، فذكاؤك يا سيدتي لن يجعله يشعر باحتياجك إلى فكره، فلا تقمعيه بذكائك فيخيب رجاؤه في حكمته، ولا تتشطري» عليه حتى لا تنتابه خيبة الأمل في قدراته العقلية، مداركه، مما يشعره بالعجز أمامك ويجعله يرفع لك الراية سريعاً، لكنه سيبحث لاحقاً عن «العبيطة» التي تشعره بتفوقه. تحقيقنا التالي يرصد ويسجل الآراء حول تلك الدراسة ومدى صحتها، فهل العبيطة حقاً تتزوج بسرعة الإجابة بين السطور فتابعونا. من هي العبيطة؟ هل هي الغبية المحدودة التفكير؟ ام التي لا تحسن التصرف في شؤون حياتها كافة؟ ام تلك التي لا تملك الرأي اصلاً، فهي ليست صاحبة قرار حتى فيما يخصها.. وتسير على مبدأ «يمين يمين.. يسار يسار». البعض يرى انه من السهل اقناع العبيطة بأي امر كان، والبعض الآخر يرى ان منطقها مختلف ومتخلف، فهي ما زالت تنظر الى باقة الورد المقدمة اليها في المناسبات على انها ضياع للمال لأن مصيرها سلة المهملات وتنظر الى اجواء الرومانسية اليوم على اضواء الشموع نظرة ازدراء، تقول «احذر من ان تسقط تلك الشموع على السجادة فتحترق»، فيما يرى آخرون ان العبيطة من بواقي قبيلة سي السيد لا تعرف كيف تتعامل مع اي شيء حولها، بما في ذلك استخدام الاجهزة الكهربائية والتقنيات الحديثة، حتى ان الرجل يخاف عليها كما يخاف على طفله الصغير. وهناك حكاية كانت تحكى لنا عن العبيطة منذ ان كنا صغاراً تقول: فضل رجل ثري الزواج من العبيطة، «ست البيت» الماهرة في صناعة كل شيء لان الرجل سابقاً كان يبحث عن المرأة التي تؤمن بالمثل «ان افضل طريق الى قلب زوجك معدته»، بل وتطبقه، وعلى اساس ذلك كان يختار شريكة العمر «ست البيت» بمعنى الكلمة. وبعودة الى القصة، احضر هذا الرجل بعد زواجه من العبيطة «مونة» الشهر من الخضار واللحوم وغيرها، وبعد خروجه الى العمل استنجدت هذه الزوجة بجاراتها من اجل مساعدتها في طهو جميع ما احضره الزوج من «مونة» ظناً منها انه يريد كل ذلك على الغداء. وبعد ان عاد الزوج وجد ان عروسه العبيطة، ست البيت، طهت له كل ما احضره من مونة، وهنا جن جنونه وانهال عليها ضرباً، واقسم عليها ان تأكل الطعام كله وان لم تفعل فهي طالق بالثلاث.. «روحي روحي.. تعالي تعالي» ترى هل العبيطة تتزوج بسرعة تفوق الذكية؟ سألنا اولاً النساء لنعرف وجهة نظرهن في ذلك.. فماذا قلن؟ هدى سلامة توافق على نتيجة الدراسة وتقول: - نعم ان العبيطة تتزوج بسرعة لان طموحها في الزواج والزوج محدود جداً، ربما لا يتعدى ان يكون زوجها رجلاً والسلام لانها من الجيل الذي يؤمن بأنه «ظل رجل ولا ظل حيطة» حتى ان كان ذلك الظل وحشاً مريعاً ينهال عليها ضرباً كل حين. وعولت سبب تفضيل الرجل للعبيطة عن الذكية بأن بعض الرجال يفضلون المرأة التي تتبرمج على «روحي روحي.. تعالي تعالي» و«الشور شورك والقول قولك». وايدت ذلك ايضاً علياء العبدلي التي اعتبرت ان الرجل الذي يفضل العبيطة هو من قبيلة سي السيد التي رغم انقراضها، فان هناك فئة منها بدأت بالظهور للبحث عن مكانتها، واستردادها. لكن عنود دشتي وجدت في الزواج من العبيطة راحة ما بعدها راحة للرجل: - طبيعة هذه المرأة تجعلها تلبي كل طلبات الرجل، وهي تقتنع سريعا بقراراته «وتبصم عليه بالعشرة»، ولا تؤذيه في طلباتها ومثل هذه المرأة يبحث عنها الرجل ليريح نفسه من كثرة الطلبات والأوامر. زوجة سي السيد فقط ولكن هل حقا هناك رجل يرضى ب«العبيطة» في هذا الزمن؟ تجيب نهاد عبدالرضا قائلة: - «العبيطة» اليوم عملة نادرة بين النساء لأن المرأة كسرت ذلك القيد وخرجت للعمل والتعليم وتوسعت مداركها فلم تعد المرأة «العبيطة» أو الغبية التي تساير حتى على حساب كرامتها إلا في حدود ضيقة ومجتمعات قليلة، ف«العبيطة» هي زوجة سي السيد، وهي مرغمة على «العبط» أو «التعابط» حتى تعيش في كنفه بسلام، لكن لا توجد امرأة «عبيطة» بالمطلق إلا من حرمها الله من نعمة العقل لانها ليست قنبلة مفخخة. ثم سألنا الرجل لنعرف صحة تلك الدراسة واذا ما كانت العبيطة تتزوج بسرعة، وسر تفضيلها على الذكية. بداية قال حمد الحربي: - «العبيطة» تتزوج بسرعة لانها من وجهة نظر بعض الرجال امرأة مريحة، يسهل اقناعها بأي أمر، وترضى بأي شيء، واهم من ذلك انها عندما تسأله عن شيء تقتنع بأي اجابة وتصدق اي مقولة، فهي ليست قنبلة مفخخة كالذكية التي ان لم تقتنع انفجرت في وجه زوجها توبخه وتلومه. اما عايد العنزي فاعتبر: ان الرجل الذي يبحث عن «العبيطة» به عيب ما، وهو يعرف عيبه ويبحث عن ساذجة لا تراه، حتى يشعر برجولته معها. وكذلك «العبيطة» تعرف جيدا مدى امكانياتها فتقبل بأي «عبيط» يتقدم لها. مريحة لمن يلعب بذيله والتقينا بالمحامي ابراهيم الاثري الذي سألناه عن اسباب تفضيل بعض الرجال «للعبيطة»، فقال: - البعض يفضل «العبيطة» لانه معها يتجنب المناكفة، فما يقوله الرجل تصدقه على الفور، وخصوصا اذا كان رجلا لعوبا اي يلعب بديله من ورائها.. فتكون له مريحة تماما لان الذكية لمثل هؤلاء الرجال كارثة الا ان الاثري وجد انه حتى بالنسبة لهذا الزوج الباحث عن «العبيطة» يعاني من جوانب اخرى مزعجة لان العبيطة لا تحسن التصرف، ولا تعرف كيف تدير شؤونها وشؤون اولادها وكذلك هي مصدر احراج له امام الآخرين لعدم لباقتها وكياستها. فهي لا تحسن اختيار مواضيعها والفاظها مما يجعله دائما في حرج مع الآخرين. مستشهدا بمثل يقول: «ان بنات العم اصبر ولكن الغرائب انجب» «عبيطات». ثم سألناه هل البحث عن العبيطة متعمد من قبل الزوج خبيث النية وهل مثل هذه الزوجة تستغل وتورط في الجرائم؟ اجاب الاثري قائلا: - بعض الرجال المجرمين يستغلون الزوجة «العبيطة» ابشع استغلال، وكثير من هؤلاء الزوجات قابعات خلف القضبان والسبب هو استغلالهن في النصب والاحتيال. والسجون تشهد كثيرا من النساء اللواتي ذهبن ضحايا «نتيجة العبط» فمنهم من فتح شركة واستغل زوجته في التوقيعات اي جعلها توقع بدلا منه حتى آل مصيرها الى السجن المركزي.