الاهرام 15/12/2007 الفقراء يحتاجون دعم الدولة في الأكل والشرب وإن كان ذلك ضروريا وواجبا إلا أنه يظل في إطار اعمال الإغاثة لكن يبقي الأهم هو التركيز علي دعم تعليم وصحة أولاد الفقراء والمحتاجين والمحرومين والمهمشين. الأهم هو أن ينصب الجهد علي تطوير حياة الفقراء بالبيئة النظيفة والصحية والحضارية وإتاحة فرص العمل والتدريب والتأهيل المستمر لهم. مع الاعانات والإغاثات فقط يمكن للفقير أن يقضي يومه بأي صورة من الصور لكنه يبقي فقيرا ويظل أسير هذا الفقر, إنما بدعم تعليم وصحة وسكن الفقراء وإتاحة فرص التوظيف والتدريب لهم يمكنهم توديع الفقر والانتقال إلي حياة أفضل. انظروا كم من أسرة فقيرة تمكنت من تعليم أولادها فانصلح حالها الاجتماعي والمادي بل وانتقل البعض منها إلي مصاف الاغنياء واصحاب المراكز. العدالة الاجتماعية ليست مجرد زيادة رواتب فقط ولا بالمحافظة علي دعم رغيف العيش وتحسين مستواه وليس إلا.. وإذا ظل الوضع مقصورا علي هذه النواحي فهي ليست عدالة ولا هذه طريقة لتحقيق العدالة... إن لم تكن المسألة هي كيف نفتح الطريق أمام الفقير للصعود والرقي الاجتماعي فلا عدالة. السؤال الكبير هو: هل يمكن إصلاح أحوال الفقراء دون مواصلة سياسات الإصلاح الاقتصادي؟ بالطبع لا يمكن.... وإلا كيف أمكن لحكومة الحزب الوطني الالتزام بالانتهاء من تنفيذ17 مشروعا لدعم الفقراء وتطوير المناطق المحرومة بمليارات الجنيهات خلال العام المالي الحالي.. وعلي مدي العامين المقبلين؟ لولا سياسات الإصلاح الاقتصادي وزيادة الاستثمارات وارتفاع معدل النمو إلي7% لما تمكنت حكومة الوطني من زيادة الموارد المالية الموجهة لدعم رغيف الخبز بمقدار7 مليارات جنيه في العام المالي الحالي, ولما كان بمقدورها الشروع في توفير70 ألف وحدة سكنية للحالات الأكثر احتياجا.. ولا اعتماد1,5 مليار جنيه لتوفير مياه الشرب للمناطق المحرومة.. ولا الالتزام بزيادة عدد المستفيدين من الضمان الاجتماعي وزيادة المعاشات وما إلي غير ذلك. الاستمرار في سياسات الإصلاح الاقتصادي ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية, لكن يبقي أن نصيب الفقراء من عائد الإصلاح والتنمية يجب أن يذهب إليهم وحدهم والتشديد علي ضمان الوسائل الكفيلة بذلك. الخلاصة أننا لا يمكننا دعم الفقراء دون ضمان استمرار وزيادة النمو الاقتصادي وتوظيفه في النهوض بخدمات التعليم والصحة والبنية التحتية. وأحسب أن تلك هي وظيفة الدولة التي يجب أن يدور الحوار المجتمعي حولها. المزيد من اقلام واراء