اذا كان 56% من سكان 14 دولة يعتبرون ان حرية الصحافة مهمة لضمان قيام مجتمع حر، فان 40% يعتبرون في المقابل ان الاستقرار الاجتماعي يجب ان يأتي في الصدارة، كما اشار استطلاع للرأي اجرته 'بي بي سي'. وأجرى هذه الدراسة معهد الاستطلاع الدولي 'غلوبسكان' لحساب 'بي بي سي وورلد سرفيس' التي تحتفل بعيدها الخامس والسبعين. وشمل الاستطلاع نحو 11344 شخصا في 14 دولة (المانياوجنوب افريقيا والبرازيل ومصر والامارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة والهند وكينيا والمكسيك ونيجيريا وبريطانيا وروسيا وسنغافورة وفنزويلا). وخلص معدو الدراسة الى 'ان الرأي العام العالمي منقسم حول اهمية حرية الصحافة'. ولفت دوغ ميلر رئيس معهد 'غلوبسكان' الى انه 'وفي حين يدافع الناس عموما عن حرية وسائل الاعلام، الا ان الرؤية الغربية لضرورة وجود صحافة حرة لضمان قيام مجتمع حر ليست متبادلة كونيا في كافة مناطق العالم'. والدول الغربية حيث تسود حرية الصحافة هي اقرب الى الانتقاد في ما يتعلق بنزاهة ودقة الوقائع التي يتم نقلها: 28% فقط من الالمان يعتبرون ان اداء وسائل اعلامهم في هذا المجال جيد، و29% في بريطانيا و29% في الولاياتالمتحدة. وهم 44% في فنزويلا و49% في جنوب افريقيا و58% في نيجيريا و61% في كينيا. وفي الدول حيث الاستقرار الاجتماعي اهم من حرية الصحافة، يعتبر 61% من الهنود و52% من سكان الامارات ان الوقائع منقولة بنزاهة، خلافا للروس (27%) والمكسيكيين (28%) والبرازيليين (31%) ورعايا سنغافورة (37%). واعتبر 56% من الذين شملهم الاستطلاع ان الصحافة في بلادهم حرة في نقل الوقائع من دون اي تحريف. واعتقد 19% فقط ان هناك بعض الحرية لوسائل الاعلام في بلادهم او هي معدومة. وفي المقابل، يتساوى تقريبا مستوى التقدير في ما يتعلق بصحة الوقائع المنقولة سواء كانت وسائل الاعلام حكومية او خاصة حيث يعتقد 39% ممن شملهم الاستطلاع ان وسائل الاعلام العامة تقوم بعمل جيد و43% يعتبرون ان وسائل الاعلام ذات الرساميل الخاصة تقوم بمهمتها الاعلامية بشكل صحيح. لكن التحقيق لاحظ قلقا حول تمركز وسائل الاعلام داخل عدد من المجموعات الصحافية: واعربت غالبية الذين شملهم الاستطلاع في البرازيل (80%) والولاياتالمتحدة (74%) وبريطانيا (71%) عن قلقها خصوصا من ان الرأي السياسي لاحد المالكين يمكن ان يؤثر على خط افتتاحيات وسائل اعلام مجموعته.