تخوض قوات أفغانية وبريطانية وأمريكية معركة كبرى السبت لاستعادة أكبر معاقل حركة طالبان في أفغانستان ،وتقع قلعة موسى في اقليم هلمند الجنوبي تحت سيطرة طالبان. وسيمنح الاستيلاء على قلعة موسى الحكومة الافغانية والقوات الاجنبية دفعة قوية مع اقتراب الشتاء القاسي والهدوء المعتاد في القتال. وتم نقل جنود أمريكيين الى منطقة قريبة من البلدة بطائرات الهليكوبتر يوم الجمعة لبدء الهجوم بينما اقتربت قوات بريطانية برا. وقال المتحدث باسم القوات البريطانية في هلمند ريتشارد ايتون " نحن الان منخرطون في عملية زحف ونطرق بشكل فعلى أبواب قلعة موسى." وقامت وحدات من الجيش الافغاني بمتابعة الهجوم على عدة مئات من المتمردين داخل البلدة وحولها. وقال ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية في مؤتمر صحفي ان 12 متمردا وطفلين قتلوا في الهجوم. واضاف ان ما بين 200 الى 300 مدني فروا من المنطقة بعدما أبلغوا بالعملية مقدما. وقالت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة ان "ضربة بذخيرة موجهة بدقة" قتلت العديد من متمردي طالبان من بينهم قائد متشدد في قلعة موسى يوم الجمعة. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان سكان قلعة موسى طلبوا من قوات الحكومة طرد طالبان. وانسحبت قوات بريطانية من قلعة موسى في أكتوبر تشرين الاول العام الماضي بعد تعرضها لهجمات متتالية من طالبان في هدنة انتقدها قادة الجيش الامريكي لانها سلمت السيطرة على البلدة الى شيوخ قبائل ثم استولت طالبان على قلعة موسى في فبراير شباط. وذكرت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي أن أحد جنودها قتل وأصيب اخر في انفجار في جنوبأفغانستان يوم السبت لكنها لم تحدد في أي منطقة من الجنوب وقع الانفجار. وقال قائد من طالبان في قلعة موسى ان المتمردين دمروا مركبتين مدرعتين للحلف وقتلوا الكثير من القوات الاجنبية ولم يتكبدوا أي خسائر بشرية. وقال القائد الملا قسام لرويترز عبر هاتف متصل بالاقمار الصناعية ان الالوف من مقاتلي طالبان يقاتلون دفاعا عن البلدة. وكثيرا ما تبالغ طالبان في أعداد الضحايا الاجانب. وأطاحت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة والقوات الافغانية بطالبان لرفضها تسليم زعماء تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 من سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. لكن ليس للقوات الاجنبية سوى وجود محدود في هلمند الامر الذي أتاح لطالبان اعادة تنظيم نفسها والسيطرة على مناطق كبيرة من الاقليم الصحراوي قبل أن ينتقل سبعة الاف جندي بريطاني الى هناك منذ نحو 18 شهرا. ومنذ ذلك الحين تدور معارك ضارية واستعاد جنود بريطانيون ودنمركيون واستونيون من قوة المعاونة الامنية الدولية السيطرة على بلدات كبرى من طالبان. لكن طالبان لاتزال تسيطر على مناطق من وادي نهر هلمند الخصب الذي يمتد عبر الصحراء ونفذت هجمات كر وفر وتفجيرات انتحارية في مناطق أخرى لزعزعة الاستقرار في المنطقة واضعاف سيطرة الحكومة. وأطلقت طالبان حملة تمردها مرة أخرى منذ عامين بهجمات على نمط حرب العصابات في الجنوب والشرق وتفجيرات انتحارية في المدن في انحاء البلاد بهدف اقناع الافغان أن الحكومة وحلفاءها الغربيين لا يستطيعون احلال الامن.