في 31 اكتوبر أبلغ كيفين كولفن رؤسائه في الانجلو ايريش بنك، أنه سيتغيب "لأسباب عائلية ، وفي الأول من نوفمبر بعث له رئيسه الرد قائلا : " شكرا لإخطارك لنا أرجو أن تكون الأمور على ما يرام في نيويورك". هذا الحادث الطريف تتناقله الآن منتديات الانترنت. إنه من أعراض تناقص الخصوصية الذي توفره هذه الشبكة الفيس بوك لمشتركيها و الفرص الرائعة التي تمنحها لهم...... في الواقع مستخدم الفيس بوك يمكنه البوح بكل ما يريد: تاريخ ميلاده، عنوان إقامته، ميوله الموسيقية، أسفاره، رغباته المجنونة، معتقداته الدينية، هواياته المسائية، مساره المهني، الأماكن التي يرتادها، مقابلاته و مواعيده. يستخدم الفيس بوك في الوقت الحالي 57 مليون مستخدم في العالم، و الطفرة التي أحدثها، كما تقول صحيفة لوفيجارو، تتمثل في أنه قبل عدة أعوام كان على متصفح جوجل المرور عبر العديد من الصفحات للبحث عن البيانات، أما مع الفيس بوك أصبحت هذه البيانات متاحة بسهولة. الرئيس المؤسس لهذا الصرح الجديد على الانترنت هو مارك زوكربرج، و يساهم فيه ميكروسوفت بنسبة 1,6%،، و هو عازم على استخدام هذه المملكة لتحويلها إلى امبراطورية للإعلان، مستغلا الحياة الخاصة ل 57 مليون مستخدم. و من أجل إغراء كوكا كولا و غيرها من الأسماء العملاقة، دشن فيس بوك في الشهر الماضي نظاما يسمى "بيكون" يضمن للمعلنين أن اعلاناتهم ستصل إلى المستهلكين الميسورين. فقد مكن بيكون أصدقاء عضو ما في الفيس بوك من معرفة كل شيء عن أنشطته على مواقع أخرى للتسوق من شركاء الفيس بوك، بدون إذن ممن قام بعملية الشراء. وقد أثار ذلك ثورة بين مستخدمي الانترنت الذين لم يتقبلوا فكرة أن يتدخل المعلنون في أحاديثهم مع أصدقائهم. اضطر مارك زوكربرج للاعتذار عن ذلك، و أصبح المستخدم للفيس بوك هو الوحيد الذي يقرر إطلاع أصدقائه على مشترياته. لكن المعلومات التي يوردها المستخدمون لا يستفيد منها المعلنون فقط. فقد استخدم 83% من المعلنون عن الوظائف الجديدة الانترنت لمعرفة تفاصيل أكثر عن المتقدمين للوظائف. 43% منه رفضوا متقدمين بعد معلومات اكتشفوها عنهم على الانترنت. لا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فكثير من المواقف الحرجة بات الفيس بوك يتسبب فيها لمستخدميه ، على سبيل المثال تسبب ظهور هاو للأسلحة في إحدى منتدديات الأسلحة النارية في حدوث متاعب له ، كما تم طرد طالبة من مقابلة رسمية بعد رؤية صورتها في صالة للرقص العاري.