أعرب الرئيس حسنى مبارك عن تقدير مصر لاسهام اليونان فى قضية السلام بالشرق الاوسط ودورها النشط فى اطار الاتحاد الاوروبى ومنطقة البلقان . وقال الرئيس مبارك فى كلمة بالمؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع رئيس الوزراء اليونانى كوستاس كارامانليس عقب مباحثاتهما الثلاثاء فى أثينا ان "مشاوراتنا اليوم تناولت سبل تعزيز الاستفادة من النجاح الذى أحرزه الاقتصاد اليونانى والمصرى ودعم التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والسياسى والثقافى كما تناولنا أوضاع العمالة المصرية فى اليونان والمشروعات الهادفة لربط الموانىء فى كلا البلدين. واكد الرئيس مبارك علي ان مصر تحمل تقديرا كبيرا لاسهام اليونان فى قضية السلام بالشرق الاوسط ودورها النشط فى اطار الاتحاد الاوروبى ومنطقة البلقان وانها تتابع بالكثير من الاعجاب ما أحرزه الاقتصاد اليونانى من تقدم خلال السنوات الاخيرة لافتا بشكل خاص للنجاح الذي حققته اليونان عندما استضافت دورة الالعاب الاوليمبية منذ ثلاث سنوات مشيرا الي ان الاقتصاد المصرى أحرز نجاحا مماثلا خلال السنوات الثلاث الماضية باصلاحات هيكلية وتشريعية فى مجال الضرائب والجمارك والقطاع المالى والمصرفى أسفرت عن تحسن ملموس فى المناخ الجاذب للاستثمار وحققت معدلات مرتفعة للنمو والتشغيل . وأشار الرئيس مبارك الى أنه ستجرى الثلاثاء مشاورات هامة بين الجانبين المصرى واليونانى وعبر عن ثقته بانها ستصل لنتائج ملموسة ..." ومن جانبه أكد رئيس الوزراء اليونانى كوستاس كارامانليس عمق العلاقات التى تربط بين مصر واليونان فى مختلف المجالات وقال ان هذه العلاقات المتميزة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ مشيرا الى أن أعدادا كبيرة من اليونانيين أقاموا وعملوا فى مصر لسنوات طويلة وأحسنت مصر ضيافتهم كما تستضيف اليونان حاليا أعدادا من العمالة المصرية التى تسهم فى دعم الانشطة الاقتصادية باليونان . وأضاف رئيس الوزراء اليونانى فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس حسنى مبارك أنه استعرض مع الرئيس مبارك آخر التطورات الجارية فى منطقة الشرق الاوسط والبلقان بما فى ذلك الفرص المتاحة لحل القضية الفلسطينية التى وصفها بأنها جوهر ولب المشكلة فى الشرق الاوسط . وقال انه فى هذا الاطار شارك كل من مصر واليونان فى اجتماع أنابوليس للسلام الذى استضافته الولاياتالمتحدة مؤخرا وأعرب عن أمله فى احياء عملية السلام وبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى للتوصل الى تسوية سلمية شاملة تحقق الاستقرار والسلام فى المنطقة . وأكد كوستاس كارامانليس رئيس وزراء اليونان فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس حسنى مبارك أن مصر تقوم بدور مهم ومحورى لدفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط مشيدا بدور الرئيس مبارك باعتباره زعيما محنكا تتسم مواقفه بالاعتدال فى تحقيق التقارب بين الاطراف المتنازعة مستفيدا من علاقاته الممتازة بالعديد من زعماء العالم . وقال رئيس الوزراء اليونانى ان المناقشات مع الرئيس مبارك أظهرت تطابقا فى وجهات النظر ازاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مشيرا الى أن المناقشات تطرقت الى الاوضاع الجارية على الساحتين العراقية واللبنانية والقضية القبرصية والبلقان ودفع العلاقات مع الاتحاد الاوروبى والتعاون الاورومتوسطى . وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا اجراءات دفع العلاقات الثنائية بين مصر واليونان فى مختلف المجالات وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المتبادلة واقامة المشروعات المشتركة . وأشار رئيس الوزراء اليونانى الى وجود فرص واعدة للتعاون التجارى والاستثمارى وإقامة مشروعات يقودها القطاع الخاص فى مصر واليونان موضحا -على سبيل المثال- أن المجالات الواعدة للتعاون تتمثل فى مشروعات الطاقة التى أصبحت تحتل حيزا كبيرا من الاهتمام العالمى وكذلك مشروعات النقل البحرى التى تتمتع فيها اليونان بخبرات واسعة الى جانب مشروعات صناعية مختلفة بما فى ذلك التصنيع الزراعى والمواد الغذائية ومواد البناء. وأكد أن مصر تعد من أهم الشركاء التجاريين لليونان من بين الدول العربية مما يؤهلها لتصبح شريكا يحظى بالاولوية فى المعاملات التجارية. وأشار كارامانليس الى أن زيارته التى قام بها لمصر منذ ثلاث سنوات تعد من أفضل الزيارات التى قام بها كرئيس للوزراء للخارج.