أكد المشاركون فى أعمال الندوة التى عقدت بعنوان "الاعلام العربى إلى أين" فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة للاعلام العربى الثالث عشر على أهمية وجود ميثاق شرف اعلامى. وتناولت الندوة التى قدمها الاستاذ عبد اللطيف المناوى امين الاعلام بالمهرجان المشهد الاعلامى المرئى والمسموع من حيث الانتشار ومدى التأثير بالاضافة إلى السوق الاعلامى فضلا عن تحديات القنوات الفضائية وتحديات القنوات الدينية الموجهة وتأثيرها على المجتمعات العربية. وأكد ياسر عبد العزيز المستشار والخبير الاعلامى بمحطة "بى بى سي" البريطانية اننا نعيش فى الزمن المطبوع فى العالم العربى وهو ما يتضح من متابعة الاقبال الشيديد على اصدار الصحف وذلك لسهولة الاصدار وما تحققه الصحف من ربح مرتفع حيث تطبع مؤسسة الاهرام على سبيل المثال 650 ألف نسخة يوميا بينما تطبع صحيفة خاصة 120 ألف نسخة يوميا وحققت صافى أرباح 570 ألف حنيه وباعت حقوقها الاعلامية بمبلغ 50 مليون جنيه. ومن ناحية أخرى علق الاستاذ اسامة الشيخ رئيس قطاع القنوات المتخصصة قائلا القضية ليست حجم الاستثمار او عدد القنوات انما التأثير ومدى انتشار الوسيلة الاعلامية التى تتكامل فالصحافة تدعم التليفزيون والعكس ، مضيفا انه يمكننا تغير لفظ الاعلام المطبوع نحو المكتوب وذلك ليشمل الصحافة الالكترونية " الانترنت ". وأضاف الشيخ إن الاعلام الناجح لابد أن يكون له رؤية وبه كوادر مهنية وأن يعمل في مناخ من الحرية وجذب للمبدعين ، مصر تمتلك كل ذلك والاعلاميين المصريين ينتشرون في المطابخ الاعلامية المختلفة ولولاهم ما كان هناك اعلام ناجح. ومن جهته قال عارف حجاوى مدير ادارة البرامج بقناة الجزيرة ان القناة لا تتوجه الى النخبة القليلة بل تحاول ان تكون القناة للعائلة وذلك بتقديم برامج مختلفة وطرح محاور متعددة وهدفنا هو امتاع المشاهد لان الامتاع هو المقياس الاساسى للبرنامج كما تقدم الجزيرة مجموعة من القنوات المتخصصة المتنوعة مثل قناة الاطفال والرياضة وقناة وثائق . من ناحية أخرى أشار ياسر عبد العزيز المستشار و الخبير الاعلامى لقناة "بي بي سي" الى ان هناك قناعات سقطت فى عالم الاعلام منها ان الدول القوية تنتج اعلام قوى وهو اصبح غير موجود فلا توجد علاقة بين قوة الدولة ووضعها الاعلامى وذلك لعدم وجود حظر على التقنية وسهولة انتقاء الكوادر والتقنيات فالفرصة متاحة للمنافسة على المستويين الاقليمى والعالمى . من ناحية أخرى ناقش المشاركون فى أعمال الندوة الاعلامية والتى عقدت بعنوان "الاعلام والمال والسياسة من يحرك من" فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة للاعلام العربى الثالث عشر التمييز بين دور المال فى الدول الديمقراطية المتقدمة والدول ذات الانظمة الشمولية كما تناولت تدخل رأس المال فى السياسة ومدى التأثير على الاعلام. ندوة الاعلام والمال والسياسة وشارك فى الندوة التى ادراها الاستاذ عبد اللطيف المناوى امين لجنة الاعلام والندوات بالمهرجان كل من الاستاذ فخرى كريم رئيس مؤسسة دار المدى للثقافة والفنون والاستاذ جون ويلكس المتحدث باسم الحكومة البريطانية ورجل الاعمال نجيب ساويرس والاستاذ حسام السكرى رئيس القسم العربى بهيئة الاذاعة البريطانية والاستاذ منذر سليمان الباحث فى شئون الشرق الاوسط . واستعرض فخرى كريم عن تجربته الاعلامية فى العراق والعلاقة بين رأس المال والنظام الحاكم ،مؤكدا على ضرورة التمييز بين دور المال في الدول الديمقراطية المتقدمة وبين الدول ذات الأنظمة الشمولية التي لا تتيح الفرصة لا للمال ولا لمكونات أخرى. كما أشار إلى وجود خلط في المفاهيم وتشوه ، فهناك دمج بين الدولة والنظام والزعيم وبين الفصائل الأخرى التي يجب أن تكون مستقلة من هنا فإن رأس المال لا يمكن أن يكون في مواجهة مع النظام الذي عادة ما يكون شمولى ومستبد لذلك فإن رجل الأعمال يسعى لمراكمة رأس ماله وفي الحالات الخاصة رأس المال عندما يتدخل في السياسية يكون تابعا ومهمشا ووظيفة خدمة السياسية بالاضافة إلى أن هناك هجرة لرأس المال حتى يتحرر من قيود الداخل ولكن إذا ظل رأس المال داخل النظام السياسي سيكون أسيره ولن يتحرر منه. من جانبه اشار جون ويلكس المتحدث باسم الحكومة البريطانية إلى التطورات الكبيرة التى تشهدها ساحة الإعلام العربي وتغيرات في القنوات الفضائية المصرية واللبنانية ووصفها بانه "مشجعة" . وقال ويلكس "إن هناك علاقة غير مباشرة بين النظام ورأس المال ففي رأيي أن العلاقة بين رأس المال والحكومة البريطانية حكومة نموذجية فهي تعطى المال لهيئة الإذاعة البريطانية وتدعمها دون التدخل في تغطيتها وهذا بدأ جليا في تغطية أحداث العراق التي جاءت مخالفة لموقف الحكومة العراقية . " على الجانب الاخر تحدث رجل الأعمال نجيب ساويرس وقال "لا أحد يستطيع أن يزعم أن هناك استقلالية لأي قناة خاصة فالاستقلالية لها حدودها فأي قطاع خاص دخل في الإعلام من أجل المال وليس لأن يحركه المال فأنا ليبرالي رأسمالي علماني وأؤمن بفصل الدين عن الدولة." وأضاف قائلا " في رأي الشخصي إن إذاعة شرائط للمختطفين على قناة الجزيرة هو عمل إرهابي ، فإنى اتساءل من يضع الضوابط التي يجب أن نتفق عليها بطريقة ديمقراطية ، فرأيي الشخصي أيضا هو عدم اقتناعي باستقلالية مطلقة للقنوات الخاصة فأري أن عرض شريط بن لادن يشجع على الاختطاف والإرهاب." وقال حسام السكري "ان ترابط المال والسياسية والاعلام يعود بالفائدة على المجتمع ولتحقيق المصلحة العامة ،مشيرا إلى البي بي سي هو منتج عالمي بدليل إشادة الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان ووصفه ل "بي بي سي" بهدية بريطانيا للقرن العشرين فهي مؤسسة عالمية فريدة في تناولها للمعلومة ولا نحاول احتكار الحقيقة بل نحاول أن نكون موضوعيين في تناولنا للأخبار ولو أخطأنا نعتذر." من جانبه تحدث الدكتور/ منذر سليمان الباحث في شئون الشرق الأوسط بواشنطن فقال "ان المال يعادل السلطة والنفوذ فالاعلام هو أحد وسائل النفوذ فهناك علاقة تبادلية بين المال والاعلام والسلطة من يحوز على السلطة يجدد رأس المال مثل علاقة الباب الدوار والعلاقة بين هذا المثلث هي علاقة خطيرة وهناك تميز بين التجربة الغربية والتجربة العربية حتى الاعلام الذي لم ينتج عن السلطة والشمولية فهو يمكن أن يتيح لنا رقابة من الاعلام على السلطة وهي تأتي من خلال تسريبات من السلطة على الإعلام مثل الحرب العدوانية على العراق فالاعلام الأمريكي صنف على أنه جزء من الحملة الأمريكية على العراق." واختتم عبد اللطيف المناوى الندوة بقوله ان التحدى الرئيسي هو تحول الاعلام من اعلام حكومى الى اعلام خاص ، وان القطاع الخاص هو احد العناصرالمهمة ولكن فى اطار ميثاق شرف و طرح مثل هذه القضايا على الهواء معناه ان الاعلام العربى يعمل فى جو صحى .