الاهرام03/12/07 احدى المستشفيات العاملة فى الشروق غير انها لاتفى با حتياجات السكان الخدمات الصحية في معظم المدن الجديدة تعاني أوجه قصور خاصة في مدينتي الشروق والعبور . فهناك مستشفيات مبنية تكلفت ملايين الجنيهات لكنها مغلقة منذ سنوات بسبب رفض وزارة الصحة تسلمها لعدم التزام الجهة البانية بالاشتراطات الإنشائية للمبني التي تتيح استخدامه كمستشفي, ومن ثم يدفع سكان المدينتين الثمن, أما الخدمة الممثلة في مراكز صحية معدومة الإمكانات, وأطباؤها لايحصلون علي البدل المناسب الذي يشجعهم فهي علي الاستمرار, لذلك يلجأون الي الفرار! وبرغم أن المدن الجديدة زادت كثافتها السكانية في السنوات الأخيرة فإن معظم الخدمات هي مصدر معاناة لسكان هذه المدن, والخدمة الصحية من الخدمات الأساسية والضرورية لهم والتي لا يمكن الاستغناء عنها, لذلك قررت الحكومة بناء مستشفيات لعلاج المرضي وبعد اكتمال البناء لايتم تسلمه أو تشغيله ويظل الموضوع معلقا بين وزارة الصحة وجهاز المدينة والمقاول الذي قام بالبناء وهذه المشكلة قائمة في العبور والشروق. في تحقيق سابق عن مدينة العبور قمنا بزيارة للمركز الطبي بالمدينة وتبين سوء حالة المكان وضعف الإمكانات المتاحة حتي إنه لايصلح سوي لتقديم بعض الإسعافات السريعة فقط, ويتم تحويل الحالات الحرجة الي أقرب مستشفي في مدينة العاشر بسيارة إسعاف علي نفقة المريض, وتحدثت طبيبة بالمركز عن سوء الأوضاع في هذا المكان وعدم قدرتهم علي تقديم الخدمة الصحية اللائقة للجمهور بسبب عدم وجود الإمكانات الطبية التي تسمح لهم بذلك وهذا ينعكس علي معاملة سكان المدينة لهم وتذمرهم. وتشكو الطبيبة من ضعف البدلات التي تحصل عليها هي أو أي طبيب يعمل في المدن الجديدة وهو مايدفع الأطباء للهروب وهجر العمل في هذه المراكز الطبية. واحدة من سكان المدينة تروي المأساة التي تعرض لها ابنها, حيث تعرض لحادث كسر في ساقه وهرعت به الي المركز الطبي ولم يفعلوا لها شيئا إذ, لابد من وجود طبيب متخصص في العظام, والمركز لايوجد به تخصصات لذا اتصلت السيدة بزوجها علي المحمول ليترك عمله ويحضر مسرعا ويستدعي سيارة إسعاف لتحمل الطفل الي أقرب مستشفي وتفاجأ بالمبلغ الذي تطلبه الإسعاف بحجة طول المسافة التي قطعتها السيارة! السكان يستغيثون: يقول مصطفي سعيد( محاسب ومن سكان الشروق): الكثافة السكانية في المدينة مرتفعة وهي الحجة التي يستند إليها المسئولون ويبررون بها ضعف الاهتمام بالخدمات. وبرغم الكثافة العالية يوجد مستشفي مغلق ومراكز طبية صغيرة غير متاحة علي مدي اليوم ويزورها المريض مضطرا وقد دعته الحاجة لذلك فيجد المكان خاويا إلا من ممرض, مع أن المفترض وجود أطباء في كل التخصصات علي مدي24 ساعة, وبعض الظروف تستدعي الأسر لاحتياج وجود طبيب في منتصف الليل ليغيثها فلا تجد وقد لاتمتلك الأسرة سيارة للبحث بها عن مستشفي أو عيادة طبيب خارج المدينة, وأولادي علي سبيل المثال يعانون حساسية في الصدر وكثيرا مايتعرض أحدهم لأزمة صحية مفاجئة في الليل فلا أجد من يغيثه وقد يتعرض غيري لحادث طاريء فماذا يفعل؟ ولماذا لم يفتح المستشفي وله فترة طويلة موجود ومغلق؟ إننا نطالب بتشغيله وبالتوسع في المراكز الطبية مع وجود أطباء في كل التخصصات وسيارة إسعاف متاحة ليلا ونهارا. المشكلة نفسها يطرحها محمد وجيه( من سكان المدينة) فيقول: الخدمة الصحية متواضعة بالمدينة ويقدمها مركز طبي عبارة عن شقتين وبعض التخصصات وبعض الأطباء في أوقات معينة وأيام معينة بمعني أنه لاتوجد كل التخصصات والطبيب غير موجود في كل وقت, ولذلك عندما نحتاج إلي طبيب استقل سيارتي باحثا عنه في خارج المدينة سواء في مستشفي أو عيادة خاصة وكان الله في عون من لايمتلك سيارة! تعمل ومتاحة: وردا علي هذه التساؤلات يقول المهندس عبدالكريم عبدالوهاب( نائب رئيس جهاز مدينة الشروق): توجد بالمدينة ثلاثة مراكز طبية: واحد بمنطقة إسكان الشباب المائة متر وآخر في إسكان الشباب(63 مترا) وثالث في إسكان المستقبل وهذه المراكز تعمل ومتاحة علي مدي ال24 ساعة, وبالتعاون مع وزارة الصحة توجد وحدة طب أسرة لتقديم الخدمات الصحية من الثامنة صباحا حتي الثامنة مساء وأي مركز طبي بالمدينة عبارة عن عيادة خارجية كاملة تستقبل المرضي وليس بها مكان للإقامة, وجار تجهيز مستشفي الشروق وهو بسعة30 سريرا, كما أن مجلس أمناء المدينة متعاقد مع مركز طبي وتنقل إليه الحالات الحرجة أو لأي جهة طبية أخري يرغب فيها المريض وبأجور رمزية, وهناك مستشفيات خاصة جار إنشاؤها في الحي الأول والحي الثامن. دون نظام: .. وعن مشكلة المستشفيات المغلقة بالمدن الجديدة يقول الدكتور هشام الشيحة( مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة): بالفعل توجد مستشفيات مغلقة في مدينتي العبور والشروق بناها جهاز التعمير وعندما ذهبت الشئون الصحية لتسلمها وتشغيلها وجدت عيوبا إنشائية, فأي مستشفي له نظام معين خاص بغرف العمليات وباب دخول وباب خروج اي نظام خاص بدورة المريض داخل المكان ولا يمكن تشغيل المبني كمستشفي إلا بتوافر هذا النظام, وبعد مراسلات بدأ جهاز التعمير في الاستجابة للشئون الصحية لإجراء التعديلات المطلوبة, وأعتقد أن شكوي السكان من الخدمة في المدن الجديدة ليست من النواحي الصحية فقط فهناك مشكلات المواصلات فلماذا التركيز علي الصحة؟! أما بالنسبة للأطباء العاملين في المراكز الطبية بالمدن الجديدة فهم تابعون لقرار75 لسنة2006 للوحدات الصحية وما يقرره القانون لهم من بدلات ولا يسري عليهم ما استحدث من زيادة البدلاء للاطباء العاملين بالمناطق النائية, ولزيادة بدلات الأطباء في المدن الجديدة فهذا يستلزم تدبير موارد من مالية وبالتالي فالمسألة ليست سهلة! الى مزيد من التحقيقات