أكد الرئيس حسنى مبارك أن لقاءه بالرئيس اليونانى كارلوس بابولياس عكس الثقة فى قدرة البلدين على مواصلة العمل معا من أجل سلام الشرق الأوسط وأوروبا والعالم ودفع التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها إلى آفاق جديدة. وعبر الرئيس مبارك - فى كلمة استهل بها المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس اليونانى عقب مباحثات القمة بينهما والتى استغرقت حوالى الساعة - عن تقديره الكبير لاهتمام اليونان بقضايا الشرق الأوسط وبالدور الخاص الذى لعبه الرئيس اليونانى ولا يزال من أجل قضية السلام. وأكد أن مشاوراته مع الرئيس بابولياس "أوضحت تلاقى وجهات نظرنا حول ضرورة متابعة نتائج الاجتماع الدولى للسلام فى أنابوليس والمفاوضات التى أطلقها بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بهدف التوصل لاتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ويفتح الطريق لسلام شامل على المسارين السورى واللبنانى. وأشار الرئيس إلى أن مباحثاته مع الرئيس اليونانى تطرقت للأوضاع فى العراق ومنطقة الخليج ودارفور والصومال واستعراض الوضع فى البلقان والتعاون المتوسطى فى إطار عملية برشلونة والقمة المقبلة بين افريقيا والدول الأوروبية فى البرتغال. ووصف الرئيس مشاوراته بأنها بناءة تعكس متانة العلاقات التاريخية فيما بين البلدين والحرص المتبادل على مواصلة التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون القائم فى كافة المجالات. كانت قد عقدت قمة مصرية يونانية بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس اليونانى كارلوس بابوبوليس بالقصر الجمهورى فى أثينا الاثنين . تناولت المباحثات سبل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادى وفرص الاستثمار المتاحة فى مصر إضافة الى استعراض عدد من القضايا الراهنة. وكان قد أجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس حسنى مبارك لدى وصوله القصر الجمهورى فى زيارة تستغرق عدة أيام يتوجه بعدها الى البرتغال للمشاركة فى القمة الاوروبية الافريقية التى تعقد فى العاصمة لشبونة. ويرافق الرئيس مبارك وفد يضم السيد أنس الفقى وزير الاعلام والدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. ويرأس السيد أحمد ابوالغيط وزير الخارجية وفد مصر فى الاجتماع الوزارى الذى يعقد فى لشبونة للاعداد للقمة الاوروبية الافريقية ويلتقى الرئيس حسنى مبارك خلال زيارته لليونان مع الرئيس اليوناني كارلوس بابوبوليس الذي زار مصر في أبريل من العام الماضي كما يلتقي مع رئيس الوزراء كوستاس كارمانليس الذي زار مصر في نوفمبر 2004 بعد أسابيع قليلة من توليه رئاسة وزراء اليونان. ويتضمن برنامج زيارة الرئيس مبارك لليونان أيضا الالتقاء مع رئيس البرلمان اليوناني وزعيم المعارضة ورئيس الاشتراكية الدولية الحالي باباندريو وكذلك الالتقاء مع وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس. ومن المقرر أن يحضر الرئيس مبارك حفلا تقيمه جمعية أصدقاء مكتبة الاسكندرية في اليونان يتسلم الرئيس خلاله قلادة رفيعة تكريما لسيادته ولجهود مصر في إحياء مكتبة الاسكندرية القديمة فضلا عن التقاء الرئيس مع عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين والمهتمين بشئون التجارة والصناعة باليونان في ملتقى تنظمه الحكومة اليونانية وإتحاد اليونان للصناعات وسوف يتحدث الرئيس مبارك أمام الملتقى ويعرض الفرص المتاحة للاستثمار في مصر والتحسن الذي طرأ والمستمر في مؤشرات الاقتصاد القومي المصري. وفى لشبونة سيتحدث الرئيس مبارك أمام القمة الثانية بين دول أفريقيا ودول الاتحاد الأوروبي حيث يطرح مواقف أفريقيا إزاء كافة القضايا المطروحة على القمة وفى هذه القمة تجتمع 54 دولة أفريقية جنبا إلى جنب مع 27 دولة من الاتحاد الأوروبي وتعقد هذه القمة الثانية من نوعها بعد القمة الأولى التي كانت قد عقدت بالقاهرة في 3 أبريل عام 2000. جدير بالذكر ان الرئيس محمد حسنى مبارك هو الرئيس الحالي للقمة الأفريقية الأوروبية وسيسلم سيادته الرئاسة إلى البرتغال خلال قمة لشبونة بإعتبارها الدولة التي تتولى رئاسة القمة الثانية.