تصدر ملف العلاقات الثنائية جدول أعمال القمة المصرية اليونانية التي شهدتها مدينة شرم الشيخ ظهر أمس بين الرئيسين حسني مبارك, واليوناني كارلوس بابولياس كما تناولت أيضا عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتركزت مباحثات القمة المصرية اليونانية علي تطورات قضية السلام في الشرق الأوسط, والمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, إلي جانب الجهود المبذولة من أجل رفع الحصار عن غزة, كما تناولت تطورات الملف النووي الإيراني علي ضوء العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس الأمن الدولي علي إيران, كما تم استعراض تطورات الوضع في السودان والعراق. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية تناولت المباحثات ملفات التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية, خاصة أن الميزان التجاري بين مصر واليونان يميل لمصلحة مصر حيث سجل فائضا العام الماضي لصالح مصر بلغ60 مليون دولار, كما أن حجم الاستثمارات اليونانية في مصر بلغ800 مليون يورو, وتم التطرق إلي علاقات التعاون في إطار الاتحاد من أجل المتوسط والمشاركة الأوروبية. وامتدت مباحثات القمة المصرية اليونانية علي غداء عمل أقامه الرئيس مبارك علي شرف الرئيس اليوناني بابولياس, واستكمل الرئيسان خلاله التشاور حول الموضوعات المدرجة علي جدول أعمال القمة. واختتم الرئيس اليوناني مساء أمس زيارته إلي مصر التي استغرقت عدة ساعات, وكان في وداعه لدي مغادرته مطار شرم الشيخ الدولي محافظ جنوبسيناء محمد عبدالفضيل شوشة, وديمتريوس زيفيلاكيس القائم بالأعمال اليوناني بالقاهرة. وكان الرئيس مبارك قد قام بزيارة إلي اليونان مايو الماضي وصفت بأنها زيارة تضامن مع أثينا في الأزمة المالية الطاحنة التي تعرضت لها أخيرا, كما أنها أكدت عمق العلاقات القوية بين الرئيسين مبارك وبابولياس, وحظيت تلك الزيارة بتقدير كبير من الجانب اليوناني, لاسيما في ضوء ما جسدته من دعم معنوي لليونان في جهودها الحثيثة لتجاوز تداعيات أزمتها المالية. وتعكس العلاقات الوثيقة بين مصر واليونان عمق التفاهم والحرص المشترك من جانب قادة البلدين علي التشاور والتنسيق بشكل مستمر علي الساحات الدولية والإقليمية إزاء جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك, كما أن اليونان تعد من أكثر الدول الأوروبية تأكيدا لأهمية الدور المصري في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط, بالإضافة إلي تقديرها البالغ للجهود المصرية في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.