شن موقع "ديبكا فيل debka File" القريب من اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ، هجوما على اداء رئيس الوزراء الاسرائيلى و حكومته خلال عملية " الجرف الصامد " القائمة فى غزة ، و ذلك اثر بدء الجيش الاسرائيلى انسحابه من اراضى القطاع .. و و فقا لديبكا فانه فى ضوء فشل العملية فى تحقيق اهدافها المعلنة فالمستقبل يبشر بحرب " استنزاف " طويلة الامد . فقد تعهد " نتانياهو خلال مؤتمره الصحفى الاخير ، باستمرار العملية العسكرية فى غزة حتى يتم استعادة الأمن والهدوء لجميع مواطني إسرائيل - مهما طال الزمن. وقال أيضا: "إن نشر الجيش الإسرائيلي سيتم وفقا للاحتياجات الأمنية - أمن إسرائيل.فقط ' . ويرى الخبراء العسكريين التابعين لموقع "ديبكا "، ان نتنياهو ووزير دفاعه "موشيه يعلون " اخطئوا فى قيادتهم و إدارتهم للعملية العسكرية لغزة اعتمادا على أربعة عناصر مثلت سوء فهم رئيسي ، وهي: - ان حماس تريد وقف إطلاق النار - أن شبكة أنفاق حماس قد اكتشفت و حيدت إلى حد كبير - أن حماس سوف تستغرق سنوات للتعافي من اثار سحق العملية العسكرية الاخيرة - ان اطلاق الصواريخ سوف يهدأ بعد ان تقدر حماس مدى الدمار الرهيب الذى الحقته حربهاعلى سكان قطاع غزة. و يعيب الخبراء على ان أهداف" نتنياهو - يعلون " قد تغيرت أكثر من مرة فيما يخص الحرب على غزة و خلال 25 يوما الماضية ، فكانت البداية " هدوء مقابل الهدوء"، ثم " سحق القوة العسكرية لحركة حماس"، بعدها "وقف إطلاق الصواريخ"، وآخرها "تدمير الأنفاق وإعادة الهدوء لمستوطنات الجنوب"، و لكن بعد فشل تحقيق أي من هذه الأهداف بدأ الاثنان يبحثان عن شعارات جديدة فوصلوا لشعار: " لا يوجد حل.. يوجد ردع". وتغيير شعارات الاسابيع الاربعة الماضية ، يعكس الافتراضات الخاطئة التى تحرك ادارة العملية العسكرية على الارض ، و لقد كان التغيير واضحا ليلة السبت ، حينما قال " نتانياهو " لا لتمركز القوات داخل القطاع .. الانتشار سيكون للردع فقط " كذلك قال "لا مزيد من وقف إطلاق النار،اننا سوف ننهى العملية من جانب واحد، وبالطريقة و متى ناسب هذا احتياجاتنا الأمنية".. وهذه الأفكار تعكس الأساس المنطقي لقرار اسرائيل بعدم ارسال مبعوثين الى محادثات الهدنة التى تبدا في القاهرة اليوم الاحد. ويرى موقع ديبكا ان نتانياهو - يعلون ، صمما مجموعة جديدة من شعارات الحرب لتخفيف أثر القرار الذى اتخذ من قبل قادة الحرب الأسبوع الماضي، بسحب الجزء الأكبر من القوات من قطاع غزة وإعادة نشرها وراء السياج الحدودي في تشكيل هجومي ، بينما سوف يظل قطاع رفح في الجنوب محاصرا. أما بالنسبة للادعاء بأنه سيتم التعامل مع جميع الأنفاق ، و وفقا للتقاريرالواردة لديبكا، فأنه وعلى الرغم من أسابيع القتال، لم يتوغل الجيش الإسرائيلي أعمق من 1-3 كيلومترات داخل الأراضي، فى الوقت التى لم يمس المناطق الغربية برمتها .. وبالتالي، لم يتمكن الجنود الا بالتعامل مع الأنفاق التي تخرج في القطاع الشرقي أو التى تعبر تحت الحدود إلى داخل إسرائيل. لذلك لإنهاء خطر الانفاق يستلزم على الجيش الإسرائيلي فعل ماهو أبعد من ذلك و التوغل داخلا فى اتجاه الغرب حتى يصل إلى نقطة بداية هذه الانفاق. لكن يبدو ان حماس بمساعدة من المهندسين الايرانيين وحزب الله ، قد تمكنوا من تشييد نظام تيه ( متاهه) بحيث يكون لكل نفق اتصال باخر كل بضع عشرات أو مئات من الأمتار مما يخلق شبكة متفرعة من الانفاق تحت الارض غير مرئية ، بل ان بعض هذه الممرات المترابطة تؤدي تحت الحدود إلى أماكن في الداخل الاسرائيلى ؛ والبعض الآخر يتفرع فى سرية داخل مناطق غزة. ان هذا النظام النفقى محير تماما ، و كما اعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مرارا بأن القوات لديها الكثير للتعامل مع هذه الأنفاق، في حين يعد الساسة بان هذه الانفاق سوف يتم هدمها ، حيث يخشون من الاثار النفسية لوجود هذه الانفاق و كونها تجعل المستوطنات التى تتصل بها مهددة وغير آمن و عرضه لنفاذ مقاتلى حماس اليها ، و هو بالفعل الذي دفع المزيد من الاسرائيلين من ساكنى هذه المستعمرات للاتجاه الى الشمال. و يقول موقع " ديبيكا " ان حقيقة ما تم انجازه بالنسبة للانفاق ، هو هدم فقط الوصلات ومقاطع الانفاق التى تصل إلى الحدود الإسرائيلية ، في حين أن الانفاق القائمة داخل العمق بقطاع غزة لم يصل اليها الجيش الإسرائيلي و تمثل تحدى لجهود المخابرات الإسرائيلية . . وقد تم ليلة امس الكشف عن نفق اسمنتى رحيب ، و جد داخله اثنين من الدراجات النارية ، يبدو و ان حماس تستخدمها فى نقل ما يمكنها اسره من الجنود الاسرائيليين. أما بالنسبة لإطلاق الصواريخ ، فان حماس لا تزال لديها نحو أكثر من ثلث 9 الالاف صاروخ ، و هو عدد أكثر من كافي ليضع المدنيين الإسرائيليين داخل دائرة واسعة معرضون للخطر و مضطريين للاختباء. و لقد تمكن الجيش الإسرائيلي بجدية من قصف مصانع إنتاج الصواريخ، ولكن مازال هناك خمس على الأقل من هذه المصانع مازال قائما ويمكنها أن تستمر فى تجديد مخزونات حماس من الصواريخ . و ان افتراض أن حماس سوف تحتاج الى سنوات للتعافي ، هو افتراض يحمل فى متنه مخاطرة كبرى حيث قد يجعلها تتحول إلى "مقامرة خاسرة " إذا قررت إيران وحزب الله التدخل وإعادة تأهيل حليفهم الفلسطيني من نقطة الصفر. وفي جميع الأحوال، مع سحب الجيش الإسرائيلي الان للجزء الأكبر من قواته البرية ، مع بلوغه بعض أهدافها جزئيا، ستشتعل إسرائيل والبلدات المحاذية لقطاع غزة في حرب استنزاف طويلة وقد يضطر الجيش مرة اخرى لتكرار العملية البرية .