رصد الكاتب البريطاني المنشأ روجر كوهين دعوة أكثر الصحف الإسرائيلية رواجا "يسرائيل هيوم" إلى إعادة غزة للعصر الحجري. وأعاد الأذهان - في مقال نشرته "نيويورك تايمز"- إلى عام 2012 ودعوة أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى العودة بغزة للعصور الوسطى..وأشار إلى أنه قبل هذه الدعوة وتلك، كانت حرب غزة 2008- 2009، حيث لقي نحو 166ر1 فلسطيني مصرعهم مقابل 13 على الجانب الآخر، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية. ورأى الكاتب أن مجريات القصة لا تزال مسترسلة بلا حل للعقدة; فلا قطاع غزة الضيق المكتظ بنحو 8ر1 مليون نسمة عاد للعصر الحجري أو الحديدي أو العصور الوسطى أو غيرها أو تم تسويته بالأرض كما اقترح ابن رئيس وزراء إسرائيل الراحل أرييل شارون ذات يوم.. كما لا تزال حركة حماس المدججة بالصواريخ مستمرة في إدارة القطاع، ولا تزال معدلات الوفاة في ارتفاع مقابل لا شيء. ووصف كوهين وعيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باجتياح غزة بريا بأنه أجوف، مؤكدا أن آخر ما تريده إسرائيل هو دخول غزة. وقال كوهين إن ما تريده إسرائيل هو فرض الأمر الواقع (من دون صواريخ حماس)، حيث تريد إسرائيل غزة هادئة تحت قيادة حمساوية منقسمة مع حركة فتح في الضفة الغربية، كما تريد إسرائيل تريد عملية سلام جوفاء تضيع الوقت، ورخاء مستمرا، وسياسة فرق تسد. ورأى كوهين أن اتفاق الوحدة الفلسطينية الأخير اعتبرته إسرائيل فرصة سانحة لتحقيق هدفها فيما يتعلق بالأمر الواقع، حيث استغلها نتنياهو لتحقيق مآربه على صعيد عملية السلام. وقال الكاتب إن معطيات المشهد برمته، من صواريخ حماس العشوائية على إسرائيل وقتل إسرائيل لمدنيين فلسطينيين، بات أمرا معتادا.. صراعا صوريا لا يغتفر. وأضاف كوهين "إن اليهود والعرب الذين يحيون على الأرض يقودهم ساسة أصغر من إحداث تغيير.. ومن ثم لا جدوى من ذرف دمعة أو آلاف الدموع". وأكد كوهين أن "هذا الأمر الواقع وهمي; لا يقوى على البقاء.. وأنه حتما ستخمد شعلة هذا العنف، وستستأنف غزة عيشتها الروتينية المزرية، وصانعو السلام سيتحركون من جديد، وسيجد نتنياهو اقتباسا آخر، وسيتكرر المشهد الرتيب بحذافيره". واستدرك قائلا "لكن على مستوى أكثر عمقا، ستتغير الأمور; فتيار الحياة الزاخر لا يني عن الجريان والتغير، حتى في الشرق الأوسط.. لا شيء يقتات على الأوهام مثل التطرف.. حماس عادت من على شفير الهاوية". وأشار إلى أن صور أشلاء الأطفال الفلسطينيين ستضر بإسرائيل وستتابع هذه انتهاج ثقافة الكراهية إزاء العرب، ولا أدل على ذلك من عملية الانتقام من الفتى محمد أبو خضير والضرب الوحشي لابن عمه ثأرا للمستوطنين الثلاثة. ورصد كوهين في تدليله وصف نتنياهو لقتلة المستوطنين الثلاثة بأنهم "حيوانات بشرية"، بينما قتلة الفتى أبو خضير، بحسب صحيفة "هاآرتس" الليبرالية، فهم ليسو متطرفين يهود. وعلق كوهين قائلا "نعم، إن قتلة الفتي أبو خضير" هوم نتاج ثقافة الحقد والكراهية" ضد الفلسطينيين الذين يقابلون بدورهم هذه الثقافة الإسرائيلية بالمثل.