تتجه أنظار جماهير الكرة العربية، فى العاشرة مساء اليوم الاثنين، صوب ملعب "بيراريو"، بمدينة "بورتو أليجرى"، لمتابعة المباراة المرتقبة التى تجمع بين منتخبى الجزائر وألمانيا، ضمن مباريات دور ال16 فى بطولة كأس العالم، المقامة حاليًا فى البرازيل. وصعد المنتخب الجزائرى إلى دور ال16 لأول مرة فى تاريخه، بعدما احتل "وصافة" المجموعة الثامنة، برصيد أربع نقاط، بينما تأهل المنتخب الألمانى إلى الدور الثانى، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة السابعة، برصيد 7 نقاط. وعلى الرغم أن كل المؤشرات تذهب فى صالح المنتخب الألمانى لتحقيق الفوز، نظرًا للإمكانيات الفنية والبدنية الهائلة، وفارق الخبرة، بالإضافة إلى العديد من اللاعبين المميزين المتواجد فى كتيبة "الماكينات "، إلا أن الجميع يتوقع أننا سنشاهد مباراة حافلة بالإثارة والمتعة، لاسيما أن مهمة الألمان فى الصعود للدور ربع النهائى لن تكون سهلة . المنتخب الجزائرى يدخل المباراة متسلحًا بالمعنويات العالية، بعد الإنجاز التاريخى الذى تحقق بالصعود لدور ال16، ليس هذا فحسب، بل هناك أيضًا المهارات الفردية الفائقة التى يتحلى بها لاعبيه مثل سفيان فيجولى، وياسين براهيمى، وإسلام سليمانى، بالإضافة إلى منتخب "الخضر"، سيخوض اللقاء بأعصاب هادئة ودون ضغوط، بعدما حقق الهدف المنشود الذى جاء إلى البرازيل من أجله. ويمتلك المنتخب الجزائرى الدوافع لتحقيق المفاجآت، أبرزها الانتقام من المؤامرة التى تعرض لها خلال مشاركته فى بطولة كأس العالم 1982، بعدما تآمر المنتخب الألمانى مع نظيره النمساوى على الإطاحة ب"محاربى الصحراء"، إلى خارج منافسات البطولة، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الصعود للدور الثانى. ومن المنتظر أن يعتمد البوسنى وحيد خاليلوزيتش، المدير الفنى للمنتخب الجزائرى، على أصحاب الخبرة، لقيادة "الخضر" لتحقيق الفوز، وإسعاد الجماهير الجزائرية والعربية مثل رايس مبولحى فى حراسة المرمى، ومجيد بو قرة فى خط الدفاع، وسفيان فيجولى فى منطقة وسط الملعب. فى المقابل، يسعى المنتخب الألمانى لقطع خطوة جديدة فى مشوار تحقيق حلم الحصول على كأس العالم، بتخطى المنتخب الجزائرى، والصعود إلى الدور ربع النهائى، وطالب يواكيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، لاعبيه بخوض مباراة بحالة التركيز الشديد والجدية فى الأداء، وعدم الاستهانة بقدرات المنتخب الجزائرى، لاسيما أن كرة القدم تعترف بالجهد والعطاء داخل أرض الملعب، وليس بالتاريخ أو الفوارق البدنية والفنية بين اللاعبين. يأتى هذا فى الوقت الذى حذرت صحيفة "بيلد" الألمانية، كتيبة "المانشافت"، من إجادة لاعبى المنتخب الجزائر للألعاب الهوائية، مطالبة اللاعبين بفرض رقابة لصيقة على الثلاثى "مجيد بو قرة ورفيق حليش وإسلام سليمانى"، الذين يجيدون استغلال الضربات الثابتة. وفي السادسة مساء تواجه "الديوك" نسور نيجيريا ، بملعب "الماراكانا" ، ضمن مباريات دور ال16 فى بطولة كأس العالم . وشدد ستيفن كيشي مدرب نيجيريا على الحاجة لاعادة رسم البسمة على شفاه جماهير الفريق الذي أصبح الأول بين منتخبات افريقيا الذي يصل الدور الثاني في ثلاث بطولات مختلفة بكأس العالم. وردا على سؤال بشأن الحرارة العالية وتأثيرها المتوقع على أداء الفريق في لقاء يوم الاثنين قال كيشي القائد السابق لنيجيريا "هذا أمر طبيعي من الله ولا يمكنني لوم الله لذلك دعنا نترك الأحوال الجوية جانبا." وسبق لكيشي ان لعب مع نيجيريا عندما وصل الفريق الى الدور الثاني في كأس العالم 1994. وقال كيشي "أعتقد ان البطولة الحالية مفتوحة. لم أشاهد كأس عالم مثل هذه من قبل ولا يستطيع المرء ان يعرف ماذا سيحدث في 90 دقيقة فوق أرض الملعب." وصعد المنتخب الفرنسى إلى دور ال16، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة الخامسة، برصيد 7 نقاط، بينما تأهل المنتخب النيجيرى إلى الدور ذاته، بعدما احتل وصافة المجموعة السادسة، برصيد 4 نقاط. يسعى المنتخب الفرنسى لمواصلة عروضه القوية وانتصاراته المتتالية، وذلك على حساب نظيره النيجيرى، فى الوقت الذى تنفس فيه ديدييه ديشامب، المدير الفنى ل"الديوك"، الصعداء بعد تأكد جاهزية رافاييل فاران للمشاركة فى المباراة، نافيًا الأنباء التى ترددت حول إصابته فى الركبة. ويمتلك المنتخب الفرنسى الدوافع التى تؤهله لتحقيق الفوز، لعل أبرزها حالة الانسجام والترابط التى تسيطر على جميع خطوط المنتخب، بالإضافة إلى تواجد العديد من اللاعبين القادرين على ترجيح كفة "الديوك" فى مباراة اليوم مثل كريم بنزيما وبوجبا، وكاباى. فى المقابل، يسعى المنتخب النيجيرى، لتحقيق الفوز، ومواصلة مشواره فى المونديال، مدافعا عن سمعة القارة السمراء، ويعول ستيفان كيشى المدير الفنى ل"النسور الخضر" على أحمد موسى، الذى تألق بشدة خلال مباريات منتخب بلاده فى كأس العالم، وبات محل أنظار العديد من الأندية الأوروبية، بين ناديى ليفربول ومانشستر سيتى الإنجليزيين. وشهدت استعدادات "النسور الخضر" لمباراة اليوم، حالة من الارتباك، بعدما قرر اللاعبين الإضراب عن خوض التدريبات الخميس الماضى، بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية المتأخرة، قبل أن يتم حل الأزمة مع اتحاد الكرة، وطالب اللاعبون بالحصول على 30 ألف دولار، مكافأة الصعود للدور الثانى، الأمر الذى أثار حفيظة مسئولى اتحاد الكرة المحلى. واشارت جريدة "اليوم السابع" الى ان المنتخب النيجيرى يفتقد فى مباراة اليوم لجهود لاعبه مايكل باباتوندى، بعد تعرضه ل"كسر فى الذراع"، خلال مشاركته فى المباراة التى جمعت بين منتخبى نيجيريا والأرجنتين، ضمن مباريات الجولة الأخيرة لدور المجموعات، والتى انتهت بفوز المنتخب الأرجنتينى، بثلاثة أهداف مقابل هدفين.