أكد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم الذي تطلبه وتحتاجه الحكومة العراقية ومنها الطائرات بدون طيار في قتالها ضد جماعة (داعش) المسلحة، مشددا في الوقت ذاته على أن العراقيين قادرون على صد العدوان بأنفسهم. واتهم العميد جزائري - في تصريح أوردته وكالة أنباء (فارس) الإيرانية اليوم الأحد - أمريكا بقيادة حرب بالنيابة ضد العراق بمساعدة حلفائها الإقليميين، محذرا من أن إيران سترد بحزم على أي تحرك يستهدفها من قبل الجماعات المسلحة وحماتهم. ورأى أن تواجد الإرهابيين في العراق هو نتيجة مخطط شامل جرى إعداده من قبل القوى العالمية وأذنابها، مضيفا أن "الإرهاب له علاقة مباشرة مع الإدارة الأمريكية ويأتي في إطار السياسات والمخططات الصهيونية". وأشار إلى تقسيم الأدوار بين الدول الأوروبية وأذناب أمريكا في المنطقة.. قائلا "لقد شاهدنا تقسيم الأدوار في سوريا، واليوم فإن بلدا ذا حضارة عريقة وتاريخية باسم العراق يتعرض إلى هذه المؤامرة". وردا على سؤال حول مزاعم دعم أمريكا للحكومة العراقية في مواجهة (داعش)، قال العميد جزائري "جميع الشواهد تشير إلى أن أمريكا هي رأس حربة الإرهاب في المنطقة، وهذا ما شاهدناه في لبنان والقضايا المتعلقة بغزة وكذلك أفغانستانوسوريا وأخيرا الحرب النيابية في العراق". ولفت إلى أن السياسة الأمريكية تهدف إلى عرقلة التطور الإسلامي المنبثق عن التعاليم الإسلامية الأصيلة.. مضيفا أن "الإدارة الأمريكية خبيرة في هذا المجال وتواجدها في العراق هو بهدف الحصول على تنازلات من هذا البلد". وأشار إلى فشل المخطط الأمريكي القاضي بإيجاد شرق أوسط جديد بفضل المقاومة.. وقال "يجب أن نرصد التحركات التي تحدث في المنطقة بشكل دقيق ونكون رؤية واضحة عنها، كما يجب أن نعرف جيدا من أين أتت العصابات الإرهابية التكفيرية مثل داعش وأمثالها، ومن يدعم هذه الظاهرة المشؤومة ويمولها، ومن هي الدول التي تشكل حاضنة لها". وأضاف أن "أمريكا تقود حربا نيابية ضد العراق بمساعدة حلفائها الإقليميين.. والدور النيابي الذي تقوم به بعض دول المنطقة يتم بأشكال مختلفة مثل تجنيد العناصر والتمويل المادي والاستخباراتي والدعم اللوجستي". وحول استعداد إيران لمساعدة العراق في مواجهة الإرهاب.. أشار العميد جزائري إلى أن إيران ترصد أوضاع المنطقة بدقة، مضيفا "لحسن الحظ فإن العراق وبفضل التعبئة الشعبية على صعيد الدفاع استنادا إلى فتوى المرجعية الدينية، قادر على صد الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها"، مؤكدا أن صمود الشعب العراقي سيرغم الإرهابيين على الهروب من هذا البلد. ورغم ذلك، أكد العميد جزائري استعداد إيران لتقديم المساعدة إلى العراق في حال الضرورة من منطلق أن إيران هي إحدى ضحايا الإرهاب. وحول خطوط إيران الحمراء في خصوص الإرهاب بالمنطقة.. قال "لقد أعلنا في سوريا إننا لن نسمح للدول الخارجية والأجانب والإرهابيين المرتبطين بالاستخبارات الأجنبية بأن تحكم سوريا، وهذا ما لا نسمح به في العراق أيضا". وشدد على ضرورة احترام خيار الشعب العراقي والاستحقاقات الانتخابية.. وقال إن "صيانة أصوات الشعب تعني التصدي للإرهاب الذي يحاول تقسيم هذا البلد". ولفت إلى أن تقسيم العراق لن يكون في مصلحة أي أحد، وأضاف أن "الإرهاب سيطال الدول التي سوقته إلي البلدان الأخرى.. ولا شك أن الإرهابيين الذين استباحوا أموال وأعراض العراقوسوريا سيعودون إلى بلدانهم عاجلا أم آجلا، وهذه العودة ستترك تأثيرها على تلك البلدان". وحول اقتراح أمريكا التعاون مع إيران في العراق.. قال العميد جزائري إن "هذا الاقتراح غامض وسبب الغموض هو أن موقف إيران واضح جدا ويتمثل في مكافحة الإرهاب وعدم تدخل الأجانب في شئون العراق، هذا في حين أن هدف أمريكا كما هو الظاهر من الأحداث الأخيرة عودتها إلى هذا البلد والحصول على تنازلات منه". ولفت إلى الضربات التي وجهتها القوات المسلحة للإرهابيين في سوريا والتصدي لهم في العراق، وقال إن "الإرهابيين باتوا اليوم بين فكي كماشة ولا شك بأن الحكومة العراقية قادرة على تخطى هذه المشكلة بمفردها". وحول المحاولات التي يقوم بها الإرهابيون للاقتراب من الحدود الإيرانية وموقف إيران من أي تحركات إرهابية، قال مساعد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة "لا شك أن رد إيران سيكون حازما ليس فقط ضد الإرهابيين بل ضد حماتهم أيضا". واعتبر أن ما حصل في العراق كان ناجما عن غفلة، ولولاها لما كان يحصل ذلك، مؤكدا أن ما قامت به الجماعات التكفيرية في العراق يعتمد على التهويل والدعاية الإعلامية والحرب النفسية، أكثر من أن تكون له قيمة عسكرية. وحذر داعمي داعش من أنهم سيتورطون بأعمالها الإرهابية في بلدانهم، معربا عن أمله في أن تتمكن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية في بغداد وغيرها من المناطق الأخرى من إفشال مخططات داعش الرامية للتوسع إلى مناطق أخري. وأشار إلى أن القوات العراقية ستتحرك نحو الشمال لإجبار الإرهابيين على الخروج من العراق، معتبرا أن المعطيات على الأرض تدل على أن الحكومة العراقية تمكنت من احتواء الصدمة، وهي الآن مسيطرة على الأوضاع في العراق. وأعرب العميد جزائري عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية من التصدي لأي محاولة تقدم للجماعات المسلحة وذلك بمساعدة الشعب العراقي، متوقعا أن يحقق الجيش العراقي إنجازات كبيرة خلال الفترة المقبلة.