قال الدكتور أسامة غازى رئيس قسم بحوث الحرير بمركز البحوث الزراعية ان هناك عزوف عن تربية دودة الحرير فى مصر نتيجة طرح الصين لأنواع حرير بأسعار تنافسية مشيراً الى انه يجب تضافر كافة الجهود وعمل مشروع قومى لتشجيع تربية دودة القز وبخاصة ان صناعة الحرير ليست مقتصرة على إنتاج الملابس وانما تم إدخال الحرير فى صناعة مستحضرات التجميل وبعض العقاقير الطبية. وأوضح غازى فى لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان الحرير هو الملك المتوج على عرش المنسوجات والمركز يسعى لإعادة إحياء صناعة الحرير فى مصر مشيراً الى ان منتجات أخميم بمحافظة سوهاج مازالت تنعم بشهرة عالمية في إنتاج صناعات الحرير الطبيعي من أصناف متعددة من الأقمشة والسجاد والمركز يسعى لإحياء هذه المنطقة. وأضاف ان التجار كانوا يحتكرون صناعة الحرير فى مصر وتعتبر سعر شتلة التوت 3 جنيهات وهى غير مكلفة والوزارة تشجع انتاج الحرير وبخاصة ان تربية دودة الحرير غير مكلفة ويمكن زراعة أشجار التوت بالأماكن الغير مأهولة وبالمصارف والترع أو الحدائق الموجودة بالمنازل مشيراً الى ان هناك مندوبين بالدلتا لتوعية المواطنين بأهمية تربية دود القز وبخاصة ان السوق العالمى مفتوح بعد استهلاك الصين 80% من انتاجها من الحرير. وأردف ان الحرير جزء من الدخل القومى للصين ويجب توعية المربين والفلاحين بأهميته حيث انه يدخل فى صناعة منتجات التجميل وبعض العقاقير ويعتبر بروتين الحرير أقرب بروتين لبشرة الإنسان ويتفاعل بالإيجاب من الهرمونات الأنثوية وهو مسكن للألم مشيراً الى ان هناك اهتمام كبير من مركز البحوث الزراعية بإنتاج الحرير ولكن هناك عزوف من قبل بعض المستثمرين والمربين وهذا يحتاج الى عمل ثورة انتاجي. ولفت أن صناعة الحرير ليست مقتصرة على إنتاج الملابس والسجاد، وفى السنوات الأخيرة تم إدخال الحرير فى العديد من الصناعات الطبية مثل خيوط الجراحة والعديد من الأدوية التى تستخدم فى دول جنوب شرق آسيا لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكر وخفض الكولسترول والوقاية من أمراض السرطان وعلاج أمراض القلب. وأضاف ان ان خيوط الحرير عبارة عن بروتينات مماثلة فى تركيبها وطبيعتها لجسم الإنسان وهو ما يفسر إدخال الحرير الطبيعى وبعض المنتجات الأخرى من يرقات أو عذارى أو بيض ديدان الحرير فى صناعة الكريمات ومستحضرات التجميل للحفاظ على رطوبة ونضارة البشرة وتأخير ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة وحماية البشرة من تأثير الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة الى تجديد خلايا البشرة. وتابع ان العالم ينتج 100 الف طن من الحرير 80% من هذا الإنتاج يأتى من الصين و14% من الهند ونظرا لارتفاع مستوى معيشة الفرد فى الصين فى السنوات الأخيرة وقلة إقبال الأجيال الجديدة على الزراعة وزيادة الاستهلاك المحلى بالصين فإن العالم مهدد بعجز فى توافر الحرير ما لم تدخل دول أخرى مضمار هذه الصناعة الهامة مشيراً الى أن هناك عدد كبيرا من الدول الإفريقية مرشحه لسد الفراغ الناتج عن انسحاب الصين ومنها مصر والتى تتمتع بمميزات تنافسية منها وجود قرى عديدة بالصعيد تنتج الحرير وانخفاض سعر العمالة. وأشار الى ان منتجات أخميم بمحافظة سوهاج مازالت تنعم بشهرة عالمية في إنتاج صناعات الحرير الطبيعي من أصناف متعددة من الأقمشة والسجاد، غير أن أخميم في اشد الحاجة إلى إعادة إحياء الصناعة وأصبح الآن الوقت ممهدا لكي نغزو العالم اجمع بمنتجات الحرير المختلفة ونتبوأ مكانة عالمية في الإنتاج والتصدير لمختلف دول العالم حيث يحتاج إعادة إحياء صناعات الحرير الي زراعة التوت بكميات كبيرة يعقب ذلك القيام بتربية دودة الحرير وإنتاج الشرانق ثم القيام بتجهيز الخيط للنسيج. وأستكمل ان هناك جهودا بحثية لتقييم أصناف شجر التوت من حيث إنتاجيتها حيث يحتوى البنك الجينى بقسم بحوث الحرير على 56 صنفا من أصناف التوت ويوصى قسم الحرير بالصنف الهندي والروماني والياباني والصينى نظرا لأن الأشجار المتناثرة على الترع والمصارف من الصنف البلدى والذى يعتبر من الأصناف الرديئة، بالإضافة إلى أنه لا يتم إضافة المعدلات السمادية له وبالتالي فان تربية دودة الحرير باستخدام التوت البلدى تعد من المشاريع قليلة الإنتاجية مشيراً الى ان هناك العديد من أنواع ديدان الحرير منها دودة حرير التاسار والموجا ودودة حرير الخروع ودودة الحرير التوتية والتى تمثل 95% من الإنتاج العالمى للحرير بالإضافة الي أنها تنتج أغلى أنواع الحرير وإذا تم خلطه مع أى نوع آخر قل سعره.