موضوع الحلقة وضيفها : كيفية عودة مصر للمصريين و عودة المصريين لمصر – د.أحمد يحيى - الأستاذ فى علم الاجتماع بجامعة قناة السويس ********************************* نادر دياب : فى حلقة الليلة من مساحة للرأى نناقش مع حضراتكم كيفية عودة مصر للمصريين أيضا عودة المصريين لمصر معنا ومع حضراتكم الدكتور أحمد يحيى الأستاذ فى علم الاجتماع بجامعة قناة السويس لعل من المناسب فى البداية أن نعود بضعة عقود للوراء لنرى ماذا نفعل التاريخ بالمصريين والموقف الذى وصلنا إليه الآن د.أحمد يحيى : باختصار شديد جدا الشخصية بصفة عامة هى مجموعة التراكمات التى يتكسبها الإنسان من خلال خبراته وتجاربه عبر حياته أنت ابن بيئتك وثقافتك وتاريخك ومجتمعك والعقيدة التى تؤمن بها والأسرة التى تربيت فيها والمدرسة التى تعلمت فيها الشارع الذى تعاملت معه كل هذا يكون مجموعة خبرات للشخصية لو رجعنا للعقود السابقة بداية من حكم الرئيس مبارك نجد أن هناك نوع من أنواع الخمول الفكرى الذى أصاب المصريين للأسف الشديد جدا بدأنا نفكر فى أنفسنا وبدأت الفردية تطغى على الشخصية المصرية الكل يبحث عن الأنا وليس النحن أصبح كل إنسان " الشاطر اللى يكسب " الشاطر الذى يعمل مصلحة على حساب الناس بدأت الناس لا تقرأ لا تفكر لا تناقش ، لا تجادل يا أخ على ، كل هذا خلق نوع من أنواع التسطيح الفكرى للشخصية المصرية للأسف الشديد جدا من رحم ربى بدأ يتعلم على حساب نفسه بدأ يسافر هنا وهناك لكى يبنى مستقبله بدأ الشباب يستقى ثقافته من وسائل الإعلام فقط دون أن يعى بكيفية بناء العقلية النقدية فى عدم فكرة المشاركة المجتمعية كانت الدولة هى التى تشارك التى تجرى الانتخابات والتى تحدد من يفوز كل شئ بالنيابة كنا عالة على رئيس الدولة وكان دائما رئيس الدولة يشعرنا أننا عالة عليه عندما قامت ثورة يناير بكل معطياتها الإيجابية والسلبية كان مطلوب من الناس المشاركة وكيف يشارك من لم يشارك كان مطلوب من الناس الرأى وكيف يبدى رأيه من لا رأى له مطلوب من الناس أن يكون لها موقف ولم تتدرب على هذه المواقف كل هذه القضايا خلقت من الشخصية المصرية حالة من حالات ليس التناقض ولكن التوتر المجتمعى هناك حالة ضلال فكرى ما بين الحق والحقيقة بين الشر والخير بين ما يجب وبين من لا يجب كل هذا جعلنا نقول أين نحن إلى أين سنذهب كيف سنعيد الشخصية المصرية من أجل مصر فى رأيى الشخصى أولا بناء ما يسمى بثقافة نحن وليس ثقافة الأنا الإنسان فى الخارج لا يعمل إلا فى إطار مجموعة ولا تحصل على مقابل إلا إذا أنجز العمل السؤال هنا مجموعة السلوكيات التى يجب بأى وسيلة سواء بالقانون أو بالقرآن أو بالحديث يجب أن تعود مرة أخرى قيم الإنجاز والعمل .. هناك إشكالية أن الشباب يريدون وظيفة ولا يريدون عمل يكون لا يجد الأكل والأكل درجات وأنواع الإنسان قادر على أن يحدث الكثير عظمة الإنسان فى قدرته على الإنجاز لكن نحن للأسف الشديد كما تفضلت فى أول حديثك نحن كنا عالة ماذا فعلت لنا الدولة سياسة التبعية للدولة نريد الخروج من تبعيتنا للدولة لتبعيتنا لمصر لا تعنينا الحكومة بقدر ما تعنينا بناء هذه الدولة مرة أخرى نادر دياب : أين دور المدرسة والجامع والكنسية وأعرف أن حضرتك كان لديك رسالة فى التنشئة الاجتماعية فى الإسلام ومقارنة ما بين الأديان ومصر طوال عمرها تحتضن جميع الأديان يعيشون فيها جميعا سوا سيا د.أحمد يحيى : هى قاعدة معروفة فى علم الاجتماع السياسى والاجتماعى تقول الإنسان ابن بيئته وهناك مثل شعبى جميل يقول " ابنك على ما تربيه " هذه التربية لا تأتى من فراغ للأسف الشديد جدا مؤسسات التنشئة فى المجتمع المصرى 5 الأسرة والمدرسة والإعلام ودور العبادة وجماعة الرفاق بمعنى أن هذه المؤسسات هى المسئولة عن نقل ثقافة المجتمع إلى أفراد هذا المجتمع بشكل أو بآخر السؤال ما هى ثقافة الأسرة المصرية ما الثقافة التى تطغى على التعليم والمنهج التربوى فى المدرسة سؤال ثالث وأخطر وخطير ما هو الخطاب الإعلامى الثقافى الذى يوجه من الإعلام للمواطنين سؤال أكثر خطورة ما هو الخطاب الثقافى الدينى الذى يمارس داخل الكنائس والمساجد إذا غابت هذه النماذج فى هذه المؤسسات كيف يحترم الابن أباه أو أمه فاقد الشئ لا يعطيه لأنه تربى على ثقافة نحن .. فقدنا ثقافة التربية وحتى التعليم عليه مشاكل .. الخطاب الثقافى العام يبرر أخطاء السلطة كيف أحترم هذا الخطاب وأتربى على ثقافة الانتقاد ولكن أتربى على الاتهام .. الخطاب الدينى فى الفترة السابقة أساء للإسلام وللدين وللمسسلمين .. يجب إعادة تنشئة للأسرة وللمدرسة وللإعلام وللخطاب الثقافى والإعلامى والمؤسسة الدينية نادر دياب : نركز على الإعلام وأريد أن أعرف وجهة نظر حضرتك كيف يستطيع الإعلام أن يغير من نفسه ومن برامجه ومن صلاحياته سياساته القريبة والبعيدة لكى نعيد الانتماء للمواطن المصرى المواطنة المصرية وأجيال الشباب الجديدة التى نطمع فيها من أجل التناقض ولدينا فى مصر شباب 60 % الحمد لله والشباب شباب القلب طبعا د.أحمد يحيى : الإعلام يخاطب المتعلم وغير المتعلم ويخاطب القاسى والدامى يخاطب كل فئات المجتمع إذن الإعلام يلعب دور خطير جدا فى تشكيل وجدان وأفكار قيم المجتمع هل للإعلام رؤية وأهداف محددة يسعى لتحقيقها هل للإعلام ميثاق شرف يلتزم به هو ومن معه حتى نثق أنه يريد الحقيقة سؤال آخر كل هذه أسئلة تريد إجابات لأن إجابتها هى خريطة المستقبل هل الإعلام يملك المصداقية فيما يقول حتى يثق الإنسان فيما يسمع من المشاكل الخطيرة نحن شعب نفكر بأذنيه التفكير لدينا فريضة غائبة لدينا كل أقوالنا المأثورة " معلش ، اشمعنى ، المفروض ، هو كده " هل الشعب حين يفكر بهذه الطريقة من ليس لديه العقلية النقدية يفقد القدرة على الرؤية المستقبلية إذن الإعلام مطلوب منه أن يكون أولا يحدد ماذا يريد أن يصل به مع ثقافة هذا المجتمع يجب تحديد الهدف ثم كيف يصل إليه المصداقية المفتقدة يجب أن تعود مرة أخرى للإعلام رغم خطورة الإعلام نحن لدينا إشكالية هل الإعلام الخاص أم الإعلام العام هل الإعلام الحكومى هل الإعلام الخارجى أكيد ليس لهم علاقات برجل واحد استحالة ماذا نفعل نبنى ما يعرف بالعقلية النقدية داخل المدرسة نسمح بثقافة الاختلاف ونسمح بالرأى والرأى الآخر فى رأيى عندما تخرج الفتاوى الضالة المضلة من بعض شيوخ الفتنة إذا كان الشباب مسطح فكريا سهل جدا أن تؤثر عليه هذه الفتاوى .. نحن لا نثق فى حكوماتنا وآباءنا يجب إعادة الثقة بيننا مرة أخرى نادر دياب : أريد أن أعرف من حضرتك وجهة نظرك عن العنف الذى يحدث فى بعض الجامعات و نطمئن على أبنائنا فى جامعة قناة السويس د.أحمد يحيى : العنف فى الجامعات ليس بجديد الجماعة جزء من هذه البيئة المجتمعية .. الجامعة منحة للطالب التعليم فى العالم كله بمقابل من لم يحترم هذه المنحة يحرم منها أنا قلت أن الجامعات لا تقبل الأحزاب والفكر السياسى الجامعات تحتاج لإعادة نظر سواء للسلوك الطلابى أو للثقافة التى تقدم لهم .. نريد أفعال وليس أقوال شبعنا أقوال .. مصر لن تعود إلا بالمصريين مصر لن يصبح لها مكانه إلا بحسن اختيار الحاكم مصر تحتاج للتضحية .. مصر تحتاج وقفة رجل ووقفة صدق ووقفة إيمان يجب أن نكون قادرين على العطاء نادر دياب : شكرا لحضراتكم سلام عليكم