جندت الولاياتالمتحدة عددا من مسؤوليها ووسائل إعلامها لتبرير العدوان “الإسرائيلي”على سوريا التي رفعت شكوى الى مجلس الأمن، ووصفت التقارير الأمريكية التي تحدثت عن قصف شحنة أسلحة إيرانية بالترهات، وتوعدت برد قاس على “إسرائيل”، بينما ذكرت آخر التخريجات الأمريكية أمس، أن الغارة العدوانية “الإسرائيلية” استهدفت منشآت نووية اشترتها سوريا من كوريا الشمالية. ووصفت مصادر رسمية سورية في تصريح خاص ل “الخليج” الخبر الذي بثته الشبكة الإخبارية الأمريكية (سي.إن.إن) بالترهات والدس الرخيص الفاقد لأدنى درجات المهنية والشرف الصحافي. وكانت المصادر السورية ترد في ذلك على ما نقلته الشبكة عن مصادر عسكرية وحكومية أمريكية عن أن الغارة “الإسرائيلية” استهدفت شحنة أسلحة كانت إما متجهة إلى سوريا أو تنقل من إيران عبر سوريا إلى حزب الله. وعادت هذه المصادر وأكدت على التصريح الذي أدلى به الناطق العسكري السوري نافية بشكل قاطع أن تكون الطائرات “الإسرائيلية” شنت غارة على أهداف محددة، بل ألقت بعض الذخائر في مناطق مهجورة قبل أن تلوذ بالفرار بعد مواجهتها بنيران المضادات الأرضية. وحسب تقدير هذه المصادر، فإن ما نشرته الشبكة الإخبارية الأمريكية جزء من حملة أمريكية مكشوفة للتغطية على العدوان “الإسرائيلي” وخلق مبررات واهية له، مؤكدة أن الصمت الأمريكي على العدوان وعدم إدانته يؤكد أن الإدارة الأمريكية ماضية في سياسة المعايير المزدوجة، والانحياز الأعمى إلى جانب السياسات العدوانية والتوسعية “الإسرائيلية”. وشددت هذه المصادر على أن الرد السوري سيكون قاسياً في اللحظة والمكان المناسبين، وستدفع “إسرائيل” ثمن عربدتها غالياً، على حد قول المصادر التي أضافت أن “إسرائيل” تدرك تماماً أن قواعد اللعبة قد تغيرت كثيرا، وأن خرقا جويا من هذا النوع لن يعيد لها ما كانت تدعيه من قوة ردع عسكريةً، كما أن الصبر السوري على استمرار احتلال الجولان بدأ ينفد، ومن حق سوريا أن تستعيدها كاملة حرباً أم سلماً. من جانبه حذّر مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري من عواقب وخيمة إذا ما استمر مجلس الأمن الدولي في التغاضي عن الانتهاكات “الإسرائيلية”. وابلغ الجعفري هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “تقدمنا برسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام بان كي مون ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر السفير الفرنسي، لإحاطتهما بتفاصيل العدوان “الإسرائيلي” على سيادتنا وعلى أجوائنا، ووضعناهما بصورة ما حدث وطلبنا تعميم الرسالة كوثيقة رسمية على الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وأعضاء مجلس الأمن”. وقال “نقلنا في الرسالة تحذيراً إلى “إسرائيل” من مغبة العمل الذي قامت به، وحملناها مسؤوليته ومسؤولية عواقبه، وأوضحنا لمجلس الأمن أن استمراره في التغاضي عن الانتهاكات “الإسرائيلية” المستمرة بسبب ضغوط بعض الدول النافذة داخله ستكون له عواقب لا أحد يعرف إلى أين ستصل”. لكن أغرب التقارير هو ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول في إدارة بوش، ومفاده أن “إسرائيل” قامت بطلعات استطلاعية فوق سوريا والتقطت صورا لمواقع عسكرية، لأن “الإسرائيليين” يعتقدون أن داخلها مواد نووية باعتها كوريا الشمالية إلى سوريا وإيران. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في واشنطن قولهم إنه من المرجح جدا أن تكون الأهداف التي قصفتها الطائرات “الإسرائيلية” مخازن أسلحة تعتقد الحكومة “الإسرائيلية” أن إيران ترسلها إلى حزب الله عن طريق سوريا. ونقلت “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين وغربيين ان الغارة مبعثها مخاوف من سعي دمشق لامتلاك أسلحة نووية أو اختبار الدفاعات الجوية الجديدة لسوريا أو منع وصول الأسلحة الإيرانية لحزب الله. وأبلغ مصدر دبلوماسي أمريكي “رويترز” بأن دير الزور، وهي منطقة في أقصى شمال شرق سوريا، قالت دمشق ان الذخائر “الإسرائيلية” سقطت فيها، هي منطقة يشتبه مسؤولون أمريكيون أنها تشهد شكلا من أشكال التعاون مع كوريا الشمالية بشأن الأسلحة النووية. وقال المصدر الدبلوماسي “الشكوك تدور حول قيام كوريا الشمالية بإسناد عمليات لتخصيب اليورانيوم لدمشق”. لكن مسؤولا أمريكيا آخر ومسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية استبعدوا ذلك، وقالوا ان ذلك صعب من الناحية التقنية. وتحدث مصدر مسؤول أمريكي آخر عن أن واشنطن لديها بعض المخاوف من ان تكون كوريا الشمالية خبأت بعض منشآت تخصيب اليورانيوم في الخارج. لكن المصدر قال انه من غير المرجح أن تغامر بيونجيانج بتعطيل الاتفاق الذي أبرمته مع الولاياتالمتحدة لإنهاء برامجها الخاصة بالأسلحة النووية بإرسال مواد إلى سوريا. وفي فيينا، قال دبلوماسيان كبيران مقربان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية انهما لم يسمعا بأي شكوك جادة عن صلات نووية بين سوريا وكوريا الشمالية. كما أن مسؤول مخابرات أمريكياً سابقاً قال انه مقتنع بتصريحات سابقة لدبلوماسيين غربيين في دمشق خلصت إلى ان غارة الأسبوع الماضي هدفها اختبار الدفاعات الجوية السورية وما إذا كانت قد تحسنت بعد شراء معدات جديدة من روسيا. وتزامنت تلك التصريحات مع ما ذكرته صحيفة “الصنارة” التي تصدر في مدينة الناصرة المحتلة عام 48 نقلا عن مصادر “إسرائيلية” وصفتها بالمطلعة القول إن الطيران الحربي “الإسرائيلي” قصف قواعد عسكرية سورية - إيرانية مشتركة شمال سوريا وإنه “على ما يبدو، قد دمرها بالكامل”.