قال الشاعر ابراهيم عبد الرازق خبير فى التراث الغنائى ان الشاعر الراحل بيرم التونسى كان يعتبر المجتمع هو أسرته الكبرى وكان يعبر عن هم المصريين وهاجم الفساد السياسى فى أغنياته مشيراً الى ان بيرم التونسى ظل محروماً من الجنسية المصرية 28 عاماً. واوضح عبد الرازق فى لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاثنين ان الشاعر الراحل بيرم التونسى كان يخاطب الشعب المصرى وشعر بهمه وعبر عنه فى كلماته مشيراً الى ان المصريين وجدوا فى أشعار التونسى الراحة النفسية والإبتسامة والأمل وتعتبر أغنية يا حلاوة الدنيا من أكثر الأغنيات التى تبعث البهجة فى نفوس المصريين. وأضاف ان التونسى أبدع في نظمه للزجل والشعر بلغة العامة وتفاعل معهم ومن أجلهم، فتفاعلوا معه ليس في مصر فحسب وإنما في العالم العربي الكبير،وقد شارك في الكتابة للسينما والمسرح بإحساسه الصادق، وتغنّى بأشعاره كبار المطربين وتعتبر أغانية للفنان الراحل فريد الأطرش من أكثر الأغنيات التى أثرت فى المصريين مشيراً الى أن أمير الشعراء أحمد شوقي قال عن التونسى "أخشى على الفصحى من بيرم" فقد كان بيرم نابغة في شعر العامية، وكانت كل أشعاره كأنها طلقات رصاص على الفساد السياسي والاجتماعي في مصر. وتابع ان التونسى نفي إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد؛ ولكنه لم يطق العيش فيها لما شهده من قمع من المستعمر الفرنسي، فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء مارسيليا لمدة سنتين، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك. ثم يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا، ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية، ولكنه يُفصل من عمله؛ بسبب مرض أصابه، فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع وها هو يشكو من حقيقة أن أرزاق ومصائر العباد أصبحت في أيدي اللئام في قصيدة بعنوان "الغش والغلاء".