نقلا عن : المصرى اليوم 11/7/07 أستغرب جدا في كل مرة أري فيها النساء يرتضين أن يعاملن وكأنهن درجة أقل.. يقبلن الوصاية علي عقولهن واعتبار أجسادهن ممتلئة كانت أو نحيفة صغيرات في السن أو كبيرات بأنه أي الجسد محور اهتمام الآخر الذكر وإلغاء العقل في كثير من أدوار حياتهن. وإذا سرت في شوارع مصر هذه الأيام لوجدت نسبة النساء المنتقبات في ارتفاع، ومع احترامي الشديد لحرية الإنسان في اختيار ما يرتديه، فإن النقاب ليس في الإسلام ولن أدخل في تفاصيل العلماء أقدر مني علي شرحها.. ولكن دليلي الوحيد أنه أثناء الحج والعمرة حين تكون المرأة أقرب ما تكون إلي ربها لا يسمح لها بتغطية وجهها حسب المناسك الصحيحة. المغالاة في الدين تختلف عن التدين، ففي رأيي قيام الليل ومساعدة المحتاج وزيارة المريض وبر الوالدين وصلة الرحم وإقامة الصلوات الخمس في مواعيدها والصوم والزكاة ونقاء القلب والسريرة وعدم النميمة وذكر الآخر بالشر في غيابه وإتقان العمل واحترام الكبير والبعد عن الموبقات مثل شرب الخمر والمخدرات حتي الحشيش الذي يعتبره البعض موبقة خفيفة أو صغيرة ومعاملة الزوج لزوجته والعكس بالحسني واحترام القانون في الشارع وعدم معاكسة الفتيات أو التحرش بهن مستغلين الزحام أو الاتوبيس أو أي طابور. والقائمة طويلة لو نفذنا بعضا منها واتقينا الله في أنفسنا قبل أن نتقيه في الآخرين لكانت حياتنا أفضل. أو إجبار النساء بشكل كبير علي ارتدائه.. ودائما الحجة المستخدمة من الرجل هي الحماية، يحميها من عيون الآخرين ويتركها له فقط، والسيدات يصدقن، وتكون النتيجة استحواذاً لاحماية، وكأن المرأة غير قادرة علي حماية نفسها. نفس الدور يلعب في عملية الختان.. المرأة عبارة عن حيوان يستغل رغبته لذا يجب أن نحميها من نفسها قبل أن نحميها من الآخرين، وكي لا تنحرف وتقع في شباك أول صياد فإنها يجب أن تختن.. وهذا ضمان لعفتها.. مع أن «البغايا أو فتيات الليل» معظمهن مختنات. وبعد أن خرج المفتي ليحرمه بدأ علماء الدين يناقشون الأمر بل الدعوة له بحجة أنه مكروه للمرأة.. مع أن كل الأحاديث التي جاءت في الموضوع ضعيفة بشهادة العلماء.. حتي الشيخ سيد سابق في مؤلفه الشهير «فقه السنة» اختصر الأمر وقال: أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة ولم يصح منها شيء. وفي القرن الرابع الهجري قال الإمام ابن المنذر وهو من كبار العلماء في الفقه والحديث «ليس في الختان خبر يرجع إليه ولا سنة تتبع» أصبحنا في القرن الخامس عشر من الهجرة نناقش ما نوقش في الرابع منها غضب شديد يعتصرني لجهل النساء وتسلط الرجال خاصة الأئمة منهم الذين يغالون في الدين.. وأرد عليهم بحديث لرسول الله «صلي الله عليه وسلم»: رفقا بالقوارير.