وصل نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي إلى عمّان بعد ظهر السبت قادما من سوريا في زيارة تدوم ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات غدا حول الوضع المتأزم في بلاده وسبل تعزيز العلاقات الثنائية مع كبار المسؤولين الأردنيين في مقدمتهم الملك عبد الله الثاني. كان نائب الرئيس العراقي قد اعلن رفض بلاده استخدام الأرضي العراقية للعدوان على إيران أو سوريا، مؤكدا التزام العراق بانتمائه العربي والاسلامي، ورفضه اي تقسيم على اساس عرقي أو طائفي أو فئوي. واضاف -اثناء لقائه ونظيره السوري فاروق الشرع- انه بحث تلك الأمور مع الرئيس السوري بشار الاسد في لقاء مطول، قائلا "أكدنا على هذه الثوابت وسيادته أكد على دعم العملية السياسية في العراق، ووضعنا آليات مشتركة للمتابعة بشكل مفصل للدفاع عن ثوابتنا و مساعدة العراق للخروج من الاوضاع التي يعيشها". واوضح نائب الرئيس العراقي انه جرى خلال زيارته لسوريا التي استغرقت ثلاثة أيام بحث كل القضايا الامنية والاقتصادية والسياسية ودور دول الجوار والوجود الاجنبي وانه كان هناك "اتفاق جيد للغاية" وصل الي درجة التطابق في وجهات النظر بين سوريا و العراق حيال هذه الامور". واشار عبد المهدي الى ان سوريا تضطلع بدور كبير في مسألة المصالحة الوطنية في العراق بسبب "الثقة والثقل القومي الذي تتمتع به في لعب دور كبير في المصالحة الوطنية"، مؤكدا اهمية ان يتفق العراقيون على العملية السياسية التي يشترك فيها الجميع بدون تمييز او تهميش. وحول مسألة جدولة الانسحاب الامريكي من العراق، اعرب نائب الرئيس العراقي عن اعتقاده ان هذا الموضوع سينتهي بحلول نهاية العام المقبل و قال "اعتقد وباطمئنان كبير ان هذا الملف سيجد نهاياته مع نهاية عام 2008". وحول تقسيم العراق، قال عبد المهدي انه بحث مع السوريين مسألة قانون مجلس الشيوخ الامريكي بتقسيم العراق وأكد ان العراقيين لا يرضون بالتقسيم، قائلا "لانرضى بأي تقسيم للعراق ويعد ذلك اساس ثابت وسياسة و منهج للعراق" مشيرا الى ان العراق اختار النظام الفيدرالي وهو قرار عراقي مطروح امام مجلس النواب، مؤكدا أن بلاده "لايرضى باي نظام يعتمد على الطائفية او الاثنية او الفئوية". وحول قضية اللاجئين العراقيين في سوريا و مسؤولية الحكومة العراقية تجاههم ، اعرب عبد المهدي عن تقديره لموقف سوريا حكومة و قيادة وشعبا لما تقوم به من جهد لاستيعاب اللاجئين العراقيين وتأمين الخدمات لهم مؤكدا ان تدهور الاوضاع في العراق هو "مسؤولية عراقية واقليمية ودولية ويجب على المجتمع الدولي ان يساعد في هذا الاطار لكن الواجب الاول يقع على الحكومة العراقية. من جانبه، أكد نائب الرئيس السوري في رد على سؤال حول دور سوريا في المساعدة على تحقيق الامن في العراق ان المباحثات السورية العراقية حول المسائل الامنية تنطلق من حقيقة ان "الامن واحد بين سوريا و العراق ولايستطيع ان يغيره لا أي محتل ولا أي أجنبي" مجددا التزام سوريا "الصادق والمخلص" بالقيام بكل ماتستطيع لمساعدة الشعب العراقي للخروج من المأزق الذي يعيشه. وأكد الشرع ان "الاحتلال زائل قطعا ان لم يكن اليوم فغدا و يجب الا يكون هاجسنا هو كيف نبني عراق مستقل وعلى علاقة طيبة مع جيرانه ولاسيما مع سوريا". و كان عبد المهدي قد أجرى مباحثات اليوم مع الرئيس السوري بشار الاسد تناولت الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين و "التطورات الايجابية التي شهدتها في الفترة الاخيرة"وأكد الاسد حرص سوريا الكامل على امن واستقلال العراق ودعمها لسيادته واستقلاله ووحدته ارضا وشعبا".