فى تطور جديد للأحداث التى يشهدها المسجد الأحمر بباكستان قام ثلاثة من رجال الدين المسلمين إلى المسجد لمحاولة التفاوض مع نائب إمام المسجد عبد الرشيد غازي، الذي رفض في وقت سابق دعوة إمام المسجد مولانا عبد العزيز المعتقل من قبل القوات الباكستانية للطلاب لتسليم أنفسهم، وقال عبد العزيز إنه ما زال يوجد نحو 250 طالبا و600 طالبة داخل المسجد، ومعهم نحو 14 بندقية كلاشنكوف. وقد استسلم أكثر من ألف طالب من الطلاب المتحصنين داخل مجمع مسجد "لال" بإسلام آباد، لقوات الأمن الباكستانية التي تحاصر المنطقة، فيما أعلن مسؤولون أمنيون أن قوات الامن الباكستانية نفذت سلسلة من "التفجيرات التحذيرية" قبيل فجر الخميس بالقرب من المسجد لتصعيد الضغوط على الطلاب بداخله لدفعهم للاستسلام. تأتي هذه التطورات بعد ساعات من استسلام مئات الطلبة من المسجد للسلطات والقبض على إمام المسجد مولانا عبد العزيز. وقالت قوات الأمن الباكستانية إن القبض على إمام المسجد تم بينما كان يحاول الفرار "متنكرا بلباس امرأة" من الطوق الأمني المفروض على محيط المسجد. وقد قدر نائب محافظ إسلام آباد عدد الطلبة المستسلمين بأكثر من 1000 طالب بينما قالت مصادر حكومية إنه سيتم العفو عن النساء والأطفال، أما عن الشبان والرجال الذين شاركوا في عمليات القتل فسوف يتم تسليمهم للقضاء. وجاءت عمليات الاستسلام إثر تجدد الاشتباكات بعد ظهر أمس بين قوات الأمن والطلبة المتحصنين حيث سمع إطلاق النار الكثيف في محيط المسجد بينما شوهدت مروحيات عسكرية تحلق فوق المنطقة. وقالت مصادر إعلامية إن الحكومة الباكستانية لعبت على وتر تمديد المهلة للطلبة أكثر من مرة خشية أن يؤدي اقتحام المسجد إلى انطلاق مظاهرات مضادة في المدارس الدينية الأخرى. من جانبه نفى الجيش الباكستاني مجددا أن يكون قد شارك فى أحداث المسجد الاحمر في وسط العاصمة الباكستانية اسلام آباد الا أنه أكد أنه مستعد للتدخل عند الضرورة. و كانت قد سمعت أصوات سبعة انفجارات قوية وتبادل لإطلاق النار فجر الخميس حول المسجد الذى تحكم قوات الأمن الباكستانية محاصرته وقال مسئول أمنى باكستانى إن الانفجارات كانت تفجيرات تحذيرية نفذتها قوات الأمن للضغط على الطلاب المتحصنين داخل المسجد للاستسلام. وأضاف شهود إنهم سمعوا حوالى ثمانية انفجارات بفاصل بضع دقائق بين الانفجار والآخر كما تم سماع صوت أعيرة نارية أيضا الا أن الانفجارات وإطلاق النار توقفا بعد حوالى 20 دقيقة وأذاعت قوات الأمن خارج المسجد عبر مكبرات الصوت نداءات الى الطلاب لدعوتهم الى الاستسلام لقوات الامن ووضع الاسلحة والخروج من المسجد. وأشارت مصادر حكومية باكستانية انه تم تشديد اجراءات الامن حول المسجد الاحمر تمهيدا لانهاء المسألة خلال الساعات القليلة القادمة وكانت قوات الأمن قد طوقت المسجد الأحمر منذ الثلاثاء الماضى وأنذرت من فى داخله بالاستسلام وفرضت السلطات حظرا للتجول فى المنطقة بأكملها. وكانت السلطات الباكستانية قد دعت الطلبة إلى تسليم أسلحتهم قبل اتخاذ اجراءات انهاء القضية بالقوة وقد تم وضع المستشفيات الحكومية الباكستانية في حالة تأهب قصوي تحسبا لحدوث عملية امنية وسقوط المئات من القتلي والمصابين. من ناحية أخرى, شهدت باكستان خلال الساعات الماضية هجمات صاروخية وانتحارية في عدة مناطق ادت الي مصرع نحو 17 شخصا وخاصة في اقليم الحدود الشمالي الغربي تضامنا مع طلاب المسجد الاحمر. يأتى هذا فى الوقت الذى نفى فيه الجيش الباكستاني أن يكون قد شارك فى أحداث المسجد الاحمر في وسط العاصمة الباكستانية اسلام آباد الا أنه أكد أنه مستعد للتدخل عند الضرورة. وقد انطلقت مظاهرات في مدينتي لاهور وكويتا تندد بالطريقة التي تعامل بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الأزمة ، وكان نائب مدير المدرسة بالمسجد الأحمر عبد الرشيد غازي اتهم في وقت سابق قوات الأمن الباكستانية بقتل شخصين فجر أمس أثناء تسلقهما سطح المدرسة لرفع أذان الفجر، حيث أطلق القناصة الذين اعتلوا أسطح المنازل المجاورة النار عليهما. وأشار غازي إلى أن قوات الأمن قتلت 20 طالبا في الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين منذ اندلاعها قبل يومين ، ويرى المراقبون أن الأحداث الأخيرة ستزيد من حدة الأزمة السياسية التي يواجهها الرئيس برويز مشرف قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في وقت لاحق من العام الحالي.