اتمنى ان نتعلم من تجاربنا ولو لمرة واحدة وألا نرتد ونعود لأيام الجاهلية، عندما كانوا يصنعون أصنامهم من العجوة ويأكلونها عندما يشعرون بالجوع، لأن المتابع لكل مايحدت على المشهد السياسى يكتشف أننا فى سنة أولى سياسة. وان الغالبية لم تقرأ الدستور الذى صوتوا ب «نعم» عليه، بمعنى ان الذين يطالبون الرئيس الجديد بالمن والسلوى وحل تراكمات ستين سنة لم يستوعبوا ان الدستور الجديد يجعل رسم السياسات الداخلية وتنفيذها من اختصاص مجلس الوزراء تحت رقابة البرلمان، ولا يختص الرئيس الجديد إلا بمسائل العلاقات الخارجية ووزارات السيادة وان تشكيل الحكومة سيتم بالتعاون بين الرئيس والبرلمان، بما يعنى ان السيسى أو اى رئيس لم يعد هو الفرعون القديم الذى بيده مقاليد كل شيء فى البلد، وواضح ان الجميع بمن فيهم النخبه والأوصياء على مصر لم يستوعبوا بعد ان الرئيس ليس هو العازف الأوحد أو صاحب الفرقة هو فقط المايسترو على حد تعبير الفقيه نور فرحات، وليس من المنطقى ان نطلب منه لحنا شجيا يعزفه آخرون، وأظن ان الناخبين هم العازفون ولن يستطيع الرئيس تحقيق الحد الأدنى من آمال الناس ان لم يكن معه فريق متجانس فى الوزارة والبرلمان، لأن النظام السياسى الجديد شبه رئاسى وجزءا كبيرا من الصلاحيات التنفيذية بيد رئيس مجلس الوزراء، والأغلبية البرلمانية هى صاحبة التشكيل الوزاري، والناس هم من يختارون تلك الأغلبية، واخشى أكثر من حالة الكسل السياسى وان نصدق أكذوبة ان الأنظمة هى الفاسدة والظالمة وأننا أطهار أشراف ننتج ونعمل والآخرون يمارسون الظلم علينا، ورضينا بدور المفعول به، وتلك أكذوبة تاريخية صدقتها الأجيال رغم ان اى فرعون جاء كان يستخف بتلك الأمة وكانت تطيعه، كما أخبرنا القرآن فى حكاية الفرعون وشعبه، وإذا كان صحيحا ان الظرف الراهن فى حاجة الى رئيس حازم وقوى ينهى حالة الفوضى ويملك الأدوات لتنفيذها فإن الصحيح أيضا ان السلطة الجديدة لابد ان تمتلك مشروعا آخر بخلاف المشروع الأمنى للقضاء على الإرهاب، ولابد من إقناع الناس بأن من جاءوا الى السلطة افضل من مبارك وجماعة مرسي، والاهم ان يكون لديه مشروع سياسى للمصالحة الوطنية وهى مهمة شاقة لا يستطيع إنجازها إلا رئيس لديه تفويض شعبى بأكثر من ثلثى الهيئة الناخبة، طبعا الى جانب الوفاء بمطالب الناس فى الصحة والتعليم والغذاء وكل ما يفتقده المصريون من ستين عاما، وهذه كلها مطالب الناس فى اليوم التالى له فى الرئاسة لانه مع اول مشكلة من نوعية حوادث القطارات أوانهيار المنازل سيسمع الرئيس كلاما مختلفا عما كان يسمعه حتى من أقرب الحواريين، فإن أراد الرجل ان يحتفظ بصورته وسمعته عليه ألا يكرر ما وقع فيه من سبقوه من ناصر وحتى مرسى وان ينصت لصوت الناس وألا ينصت كثيرا للكهنة وتجار الوطنية وفزاعة أو أكذوبة شباب الثورة الذين يملأون الدنيا صخبا فى غرف الدردشة بعد ان أدمنوا منشطات التمويل وأمموا الثورة وجعلوها سبوبة لمصلحة دكاكين النشطاء وحقوق الإنسان والذى منه. ببساطة كان لابد من كل أخطاء 25يناير حتى تنجح 30 يونيو. المصيبة ان عواجيز دولة الماضى يرسمون الآن مستقبل شباب الأمة. من توابع يناير استحداث وظائف ناشط وثورى وحقوقى ومرشح سابق. معظم إنجازات الإخوان بفضل غباء خصومهم وأولهم الإعلام. إذا التقى ناصريان ظهرت3 مشكلات و4زعماء و5مرشحين و6نكسات. أصبحت سرادقات العزاء هى المكان الوحيد الذى يجمع النخبة والساسة على قلب ميت. واضح ان مليارات دعم مصر كانت برامج تليفزيونية لغسل سمعة البعض. استدعاء الخطاب الناصرى الآن يذكرنا بأيام ماقبل1967. الدفاع الشعبى هو الحل فى حرب الاستنزاف الإرهابية. فى قضايا التخابر كلما ازداد شغب المتهمين لتعطيل العدالة تأكدت عمالتهم. كل راقصة فى حاجة الى طبال تماما مثل السياسى والمذيع.