أكد الدكتور يوسف القريوتى مدير مكتب منظمة العمل الدولية لدول شمال إفريقيا أن تفاقم مشكلة البطالة أخذ صبغة جغرافية، حيث أن المناطق ذات الكثافة الأعلى تكون الأكثر عرضة للاهتزازات الاجتماعية التي تنتج عن البطالة، موضحا أنه حيث ترتفع معدلات البطالة ترتفع معها معدلات الفقر وهما مؤشران ومحطتان إنذار مبكر عما يمكن أن ينتج من اضطرابات اجتماعية تؤدي إلى اضطرابات سياسية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده القريوتي صباح اليوم الاربعاء في مكتب الأممالمتحدة الإعلامي بجاردن سيتي، استعرض فيه تقرير منظمة العمل الدولية حول اتجاهات التشغيل العالمية في 2014. وقال القريوتي أن المنظمة أجرت فى مصر دراسة أثبتت تزايد نسبة البطالة بين الفتيات، وعدم وجود مبادرات شخصية من الشباب للحصول على فرص العمل بجانب وجود صعوبات من قبل مؤسسات الدولة لإقامة مشروعات صغيرة، وأن غالبية الشباب يعملون فى مهن غير راضين عنها. وأوضح أن عدد العاطلين عن العمل في العالم بلغ نحو 202 مليون عاطل فى عام 2013، بزيادة قدرها 5 ملايين شخص بنسبة 2.5 % بالمقارنة بالعام الماضي، ومضيفا أنه من المتوقع أن يستمر عدد العاطلين فى الزيادة ليصل إلي 215 مليون عاطل فى عام 2018 . ونبه القريوتي إلي أن التغيرات الأخيرة والثورات التى شهدتها المنطقة لم تكن فقط وليدة الفساد السياسي والاقتصادي، وإنما أيضا نتيجة لارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء توزيع الدخول، لافتا إلى أن الشباب في السن من 15 إلى 24 عاما كانوا الأكثر تأثرا بالبطالة بنسبة تصل الي 13.1% وهي ثلاثة أمثال المعدل فى أوساط كبار السن، مشيرا إلى أن معدلات البطالة بين الشباب فى العالم العربي بلغت 26% مما يعني ضعف المعدلات العالمية، مضيفا إن معدلات مشاركة المرأة العربية فى سوق العمل ضعيفة ولا تتجاوز 23%، بينما المعدل العالمي يتراوح بين 50 الي 55%، وتصل في البلدان المتقدمة الي 60%. وتوقع القريوتي الاستمرار في ارتفاع معدلات البطالة فى العالم والمنطقة العربية لأسباب مختلفة خاصة بين أوساط الشباب، نتيجة للتحولات السياسية المتسارعة وانخفاض معدلات الاستثمار المحلي والأجنبي.