بعد أربع سنوات من الغزو الأنجلو أمريكى للعراق، أسدل الكونجرس الأمريكى الستار على هذه الحرب التى اندلعت فى مارس 2003 حيث صوت مجلس النواب الأميركي اليوم على مشروع قانون يربط التمويل الطارئ البالغ 124 مليار دولار بوضع جدول زمني لانسحاب جميع القوات المقاتلة من العراق بحلول سبتمبر 2008. وبعيد تصويت الكونجرس الامريكى على مشروع القانون ، أعلن الرئيس الامريكى "بوش"فى مؤتمر صحفى أنه سوف يستخدم حق النقض ضد مشروع القانون لأنه يتضمن الكثير من الشروط و جدولا زمنيا مصطنعا للانسحاب . وأبدى نواب الأغلبية الديمقراطية في المجلس ثقتهم في تمرير مشروع القانون رغم إصرار الجمهوريين على إحباطه وتهديدات الرئيس الأمريكى "بوش" بالفيتو ضده حيث يشغل الديمقراطيون 233 من مقاعد المجلس البالغة 435 مقعدا ، ويحتاج تمرير المشروع إلى 218 صوتا مع العلم بوجود 15 نائبا ديمقراطيا يعارضون هذا القانون فى حين يؤيد بعض النواب الجمهوريين المشروع وأعلن اثنان منهم صراحة هما والتر جونز و وايان غيلكريست أنهم سيصوتون لصالحه.
يأتى هذا القرار الحاسم فى الوقت الذى يسعى فيه "بوش"لزيادة الاعتمادات المالية لتمويل الحرب على العراق و أفغانستان ويرفض تماما قرار الانسحاب من العراق و يتزامن مع اعلان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مؤتمر صحفي بواشنطن أن بلاده يمكنها خوض حرب ثالثة مع وجود قواتها في العراق وأفغانستان.
كما أشار الوزير الأميركي إلى أن استمرار رفض التمويل الطارئ حتى 15 مايو المقبل سيؤدي إلى تمديد فترة بقاء بعض الجنود الأميريكيين في العراق وأفغانستان لعدم جاهزية الوحدات البديلة، وتأخير تشكيل ألوية جديدة مقاتلة ويقلل من عمليات صيانة المعدات.مشيرا إلى أن عدد القتلى من العسكريين الأميريكيين بالعراق بعد أربع سنوات من الغزو وصل إلى نحو 3226 قتيل .
وتقود أول رئيسة لمجلس النواب الأمريكى نانسي بيلوسي جهود حشد التأييد لمشروع القانون ، وفيما يتعلق بردود الأفعال إزاء مشرو القانون .. قال رئيس لجنة المخصصات بالمجلس ديفد أوبي "لقد سئمت كثيرا من أولئك الذين كانوا دوما مخطئين من البداية في مسألة العراق ويحاضروننا نحن الذين كنا دوما مصيبين من البداية في معارضتنا لهذه الحرب". وأعلن عضو لجنة القوات المسلحة بالمجلس الجمهوري دنكان هنتر إنه لم ير شيئا على الأرض يتحقق في العراق حين زاره منذ عشرة أيام. وأضاف أنه يجب على الكونغرس أن يجبر البيت الأبيض على الانسحاب وأن يقيد صلاحيات قادة الجيش الأميريكي لكن أغلبية النواب الجمهوريين تتحرك بقوة ضد القرار وترى أنه يهدد بالفشل في العراق ويناقض تصريحات الديمقراطيين بدعمهم للجنود الأميريكيين. وتوقع النائب جون بونير أن يقدم الكونجرس الأموال المطلوبة في نهاية المطاف دون شروط. وجدد البيت الأبيض أمس تهديده، وصرح المتحدث باسمه توني سنوبأن مشروع مجلس النواب فرصته صفر في أن يصبح قانونا،و إنه تشريع سيئ ، والرئيس سيستخدم حق النقض لإحباطه والكونغرس سيساند هذا النقض".
من جهة أخرى وافقت مؤخرا لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ على مشروع قانون يربط تقديم نحو 122 مليار دولار لتمويل الحرب ببدء انسحاب القوات المقاتلة من العراق العام الجاري على أن يستكمل هذا الانسحاب بحلول مارس/آذار 2008. ومن المنتظر أن يناقش مجلس الشيوخ بكامل أعضائه المشروع الأسبوع القادم قبيل إقراره فى صورته النهائية ، وسط توقعات بأن يكون مصيره الرفض الا ان اقتراب انتهاء فترة رئاسة بوش للعراق و تراجع شعبيته وفقا لاستطلاعات الرأى الأمريكية تكشف عن بصيص أمل فى خرجه للنور و اعلان تحرير العراق و استقراره فى غضون العام القادم .