تدور مناقشات ساخنة حاليا بعضها في العلن وأكثرها خلف الكواليس بشأن مشروع القانون المقترح من وزارة الأوقاف والخاص بمنع التظاهر في المساجد وساحاتها وإستخدام المساجد في غير المقاصد المخصصة لها. والنقاش في دور المساجد في حياتنا في حد ذاته مهم ومفيد والأهم من ذلك أن تتسم تلك المناقشات بالشفافية والعقلانية أن تضع في اعتبارها الظروف المحلية والعالمية التي تمر بها البلاد ولا تتمسك بقوالب ونصوص جامدة دون مراعاة الروح! وما قاله الدكتور أحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان في هذا الصدد يصب في صميم النقاش حول هذا القانون المقترح ويعد بمثابة إثراء مهم لهذا النقاش فقد اكد الرجل ضرورة حماية المساجد من كل فعل يمس قدسيتها ووقارها وأنه من هذا المنطلق لا يجوز إستخدام المساجد للتعبير عن الآراء السياسية أو الترويج لفكر معين. وليبرهن الرجل علي صحة قوله أشار إلي بعض القواعد الحاكمة في هذا الشأن ومنها النصوص القرآنية ذاتها وعلي سبيل المثال قوله تعالي وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا صدق الله العظيم. ومنها أيضا كما يقول الدكتور أبوالمجد أنه بعد وفاة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وألمت بالمسلمين هذه النازلة الكبري وأراد الصحابة أن يختاروا خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم يفعلوا ذلك في المسجد, وإنما ذهبوا إلي مكان تناقش فيه مثل هذه الأمور وكان هذا المكان هو سقيفة بني ساعدة أي أنهم ذهبوا إلي ما يمكن أن نطلق عليه مقر البرلمان وتناقشوا في الأمر واختلفوا واتفقوا ثم استقر بهم الرأي علي خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم وجنبوا المسجد مثل هذا النقاش والخلاف في الرأي حتي لا تمس قدسيته ووقاره!