أكد الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى اليوم الخميس، على اهمية تضافر الجهود العربية لمواجهة كافة التحديات العالمية والاقليمية والقومية وخاصة تدهور نوعية المياه ونقص كمياتها وندرتها فى المنطقة، وتأثيرات التنوع البيولوجى نتيجة للتغيرات المناخية والتى تخلق نوعاً من انعدام الأمن الغذائى وإزدياد الفقر وسوء التغذية، مشيراً الى اهمية التكاتف أيضاً لتحقيق الأمن الغذائى والتنمية المستدامة للزراعة ووضعها ضمن أولويات وبرامج العمل السياسي من خلال وضع منهج شامل يشارك فيه الجميع لزيادة فرص الاستثمار الزراعى والاستخدام الأمثل للموارد وتنمية القدرات البشرية والمؤسسية للوصول لتحقيق الأمن الغذائى. جاء ذلك خلال فاعليات أعمال الدورة الثانية والأربعين للمجلس التنفيذى للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والتى عقدت بمقر الأمانة العامة للدول العربية بالقاهرة، برئاسة وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرى عبدالوهاب نورى، بمشاركة وزراء الزراعة أو من يمثلهم بدول مصر وليبيا والسودان وتونس والجزائر والامارات وجيبوتى، وبحضور الدكتور طارق الزدجالى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية. كما أشار الوزير الى أن العلاقة بين المنظمة ودول المنطقة هى علاقة ديناميكية، وأن المنظمة لاتعمل فقط فى مجالات البحوث او تبادل المعلومات او الشبكات الفنية ولكن ايضاً تعمل بصورة واضحة على دعم الانشطة الزراعية ودعم اشطة التنمية الريفية بالاقليم العربى. مشيداً بالدور العظيم التى تقوم به المنظمة فى مصر وأنها قد ساعدت فى عدد كبير من الانشطة لرفع المعاناه عن المزارعين، وخاصة وأنها قد أهدت مليون شتلة هدية لمزارعى سيناء، بالاضافة الى 250 راس ماشية للفلاحين بالقرى الاكثر احتياجاً، و 200 فراكة للذرة، مؤكداً ان ذلك وهى بداية لبرنامج متكامل تعمل الوزارة على تنفيذه لتنمية الريف فى مصر. ولفت أبوحديد الى أهمية دعم وتطوير المراكز والمؤسسات البحثية المتصلة بالزراعة وانتاج الغذاء لإحداث قفزة تكنولوجية فى مجال البحوث الزراعية فى شتى قطاعات الزراعة، والعمل على تطوير منظومة الارشاد الزراعى التى هى فى الأساس لخدمة المزارعين، واستخدام البحوث بصورة تطبيقية لزيادة الانتاج وتحقيق الأمن الغذائى، مشيراً الى اهمية العمل العربى المشترك لتحسين منظومة الإحصائيات الزراعية ونظم الإنذار المبكر والتنبوء بأوضاع الأمن الغذائى واحتياجاتنا من السلع الغذائية الرئيسية لسد الفجوة الغذائية لخدمة متطلبات الشعوب العربية. وأشار ابوحديد الى أهمية تعميم تجربة قناة مصر الزراعية لتكون قناة ارشادية على مستوى الدول العربية، وهو الأمر الذى رحب به سفير ووزير الزراعة الجزائرى، حيث طالب بتطبيقها خلال الزيارة المرتقبة للدكتور أبوحديد . ولفت وزير الزراعة أيضاً الى اهمية تطبيق شبكة المعلومات العربية لتبادل المعلومات، مطالباً بضرورة التواصل بين الدول العربية خاصة فى تلك الفترة الحرجة. كما طرح ابو حديد فكرة انشاء شبكة عربية للحفاظ على الثروة السمكية ولتسويق الاسماك بين الدول الأعضاء مما يخلق منها عائد مجزى للدول المصدرة والمستوردة، وخاصة وأنه يتم تصدير اسماك موريتانيا الى دول الاتحاد الاوروبى ويتم اعادة تصديره الى الدول العربية مرة أخرى، ومن خلاها تتم عمليات التدريب على الاستزراع السمكى ونقل الخبرات فى هذا الشأن. وأشاد الوزير بدور المكاتب الاقليمية الاربعة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، داعياً الى ضرورة تعزيز دورها والتنسيق فيما بينها بشكل يخدم العمل العربى المشترك، موضحاً أن وزارة الزراعة المصرية تضع كافة امكانياتها من خبرات وطنية وامكانيات تدريبية لرفع وبناء القدرات فى مجال البحوث الزراعية وصيانة واستغلال الموارد الطبيعية من مصادر مائية وأرضية ومراعى وغابات والعمل على مكافحة الجفاف وإنتاج التقاوى المحسنة ذات انتاجية عالية تتحمل الملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة فى إطار التغيرات المناخية التى يشهدها العالم. ومن جانبها أكدت جامعة الدول العربية، في كلمة ألقاها السفير محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشئون الأقتصادية، على أهمية تنسيق السياسات الزراعية لتحقيق التكامل الإقتصادي العربي، والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي بدول المنطقة، والعمل علي تضافر الجهود في مواجهة التحديات الزراعية، والتغلب علي المعوقات التي تواجه الدول العربية. وأوضح الدكتور طارق الزدجالي، المدير العام للمنظمة العربية للزراعة، أن حجم الفجوة الغذائية العربية بلغت 35 مليار دولار، مطالباً بضرورة بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية والمتمثلة بقضايا الامن الغذائي وتقليص حجم الفجوة الغذائية العربية. كما قرر المجلس فى جلسته الموافقة على استحداث برنامجين عربيين الأول، هو البرنامج العربى للتغيرات المناخية والأمن الغذائى، وذلك لمواكبة الاهتمامات البيئة العالمية وتوسيع انشطة المنظمة بشكل تدريجي، نحو هذا القطاع الذى أصبح محط اهتمام العالم فى الوقت الحاضر، وهو البرنامج الذى ستستضيفه مصر، كمقر دائم للبرنامج المستحدث. بالاضافة الى استحداث البرنامج العربى للسيطرة على الآفات الحشرية بإستخدام تقنية التشعيع، حيث تم التوجيه الى تكملة الاجراءات المتعلقة بتشغيل البرنامج.